عاش العالم مطلع الشهر الجاري، لحظات ترقب حذر لصاروخ صيني تائه بالفضاء، يوشك أن يسقط على أيِّ جزء من الأرض. كان الصاروخ يدور حول الأرض ومعه تدور الأنظار التي ترقبه، خوفًا من الكارثة، حتى انتهى به المستقر في المحيط الهندي.
الاهتمام الدولي بدا للبعض أن تلك الحادثة فريدة من نوعها، لكنّ الأرض شهدت منذ بداية عصر الفضاء حوادث مشابهة عديدة. مركبات وصواريخ فُقد التحكم فيها عندما كانت في رحلة للفضاء، وانتهى حطامها على سطح الأرض، دون أي خسائر بشرية.
صاروخ الصين التائه
أطلقت الصين في 29 أبريل الماضي، صاروخ “لونغ مارش بي 5” من مركز “ونتشالنج” للرحلات الفضائية. وكان يحمل الوحدة الأساسية للمحطة المدارية التي تعتبر جزءا من البرنامج الفضائي الصيني. الذي يتمثل في نيتها إطلاق 10 صواريخ مماثلة لنقل الأجزاء الضرورية لعمل المحطة المدارية قبل اكتمالها في عام 2022. إذ تخطط الصين أيضًا لتشييد محطة على سطح القمر بالتعاون مع روسيا.
بلغ وزن الصاروخ الصيني قبل أن يتحول لحطام، 21 طنًا بطول 100 قدم وعرض 16 قدمًا. ولاحظ العلماء خلال انطلاقه أنه كان يتحرك ببطء وباتجاه كوكب الأرض بشكل غير متوقع.
فقدت بكين السيطرة على الصاروخ بعد وصوله للفضاء، وأخذ يدور خارج الأرض حتى سقط في المحيط الهندي غربي جزر المالديف، بعد قلق عالمي من إمكانية سقوطه في منطقة سكنية.
وكانت أول محاولة لإطلاق الصاروخ الكبير من طراز “لونغ مارش” العام الماضي. وانتهت أيضًا بهبوطه دون تحكم قبالة ساحل غرب أفريقيا، ما أدى لأضرار في بعض المنازل في القرية.
وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 100 طن من الصواريخ المستهلكة والأقمار الصناعية المنتهية صلاحياتها وغيرها من الحطام الفضائي تسقط على الأرض كل عام.
أمثلة الصواريخ والأقمار الخارجة عن السيطرة:
–يونيو 1964: الصاروخ الأمريكي “أبوللو إس إيه 6” وكان وزنه 17 طنًا
–سبتمبر 1964: الصاروخ الأمريكي “أبوللو إس إيه 7” وكان وزنه 16.5 طنًا
–أبريل 1966: الصاروخ الأمريكي “أبوللو إس إيه 5” وكان وزنه أكثر من 17 طنًا
–مايو 1973: الصاروخ الروسي “كوزموس 557” وكان وزنه 19.5 طن
–نوفمبر1979: الصاروخ الأمريكي “بيغاسوس 2” وكان وزنه نحو 10 أطنان
–فبراير 1991: الصاروخ الروسي “سالوت 7” (كوزموس 1686) وكان وزنه 40 طنًا
–سبتمبر 2011: قمر الأبحاث الفضائية الأمريكي “يو إيه آر إس” وكان وزنه 6 أطنان
–يناير 2012: الصاروخ الروسي “فوبس- غرنت” وكان وزنه 13.5 طن
بحسب صحيفة الإنديبندنت البريطانية، فإن عام 2003 شهد هبوط أكبر حطام فضائي على الأرض، وهو المكوك الأمريكي “كولومبيا” فوق ولاية تكساس، ولكن علماء ناسا كانوا يوجهونه للهبوط في فلوريدا.
في مارس الماضي، سقط صاروخ “فالكون 9” الأمريكي، في مزرعة في ولاية واشنطن شمال غربي الولايات المتحدة، نتيجة فشل تشغيل محرك الجزء التالي من الصاروخ لضبط هبوطه إلى الأرض.
ولا تتوفر أي معلومات عن أضرار بشرية جراء هذا الحطام، باستثناء إصابة سيدة في كتفها بشظايا من صاروخ “دلتا 2” عام 1997، عندما كانت تسير في منتزه بمدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما الأمريكية.
التأثير البيئي
ووفق شركة “آر إس كومبونينت” البريطانية، فإن روسيا تأتي على رأس قائمة الدول التي تسببت في المخلفات الفضائية بـ14403 قطع من هذه المخلفات، بعدها الولايات المتحدة بـ8734 قطعة، ثم الصين 4688 وفرنسا 994 والهند 517.
هل حادث الصاروخ دعاية من الصين؟
الصاروخ الصيني أنشأ بشكل أو بآخر دعاية للصين، نتيجة حالة الترقب والتخوف التي شاهدها العالم خوفًا من وقوع الصاروخ على المناطق السكنية. والآن أصبح العالم أجمع سواء مختصين أو غير مختصين على دراية بطموح الصين الذي يتمثل في تشييد محطة على سطح القمر بالتعاون مع روسيا 2022.