هل أليجري هو المدرب الأنسب لريالد مدريد؟

اقترب الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد الإسباني من الرحيل بنسبة كبيرة للغاية عن منصبه بالفريق الملكي عقب نهاية الموسم الحالي، والذي يتبقى به مباراة وحيدة فقط تحسم هوية بطل الدوري الإسباني بينه وبين الجار أتلتيكو مدريد، وفي حال فشل الميرينجي في الظفر بلقب البطولة سيكون زيزو خارج أسوار عملاق أوروبا بشكل مؤكد، بعد موسم صفري لم يحقق فيه الملكي أي بطولة.

الأمر الذي دفع إدارة الريال برئاسة فلورنتينو بيريز في البحث من الآن عن المدرب الجديد الذي يقود سفينة اللوس بلانكوس بداية من فترة الإعداد ثم الموسم المقبل، فرغم أن عقد زيدان الحالي ينتهي في صيف 2022 إلا أنه بات أقرب من أي وقت مضى من الرحيل للمرة الثانية عن تدريب النادي، ولذلك بات البحث مبكرًا عن مدرب جديد والاتفاق معه أمرًا ملحًا لفرض الاستقرار الفني على الفريق قبل مدة من انطلاق الموسم الجديد.

ويضع ريال مدريد 3 مرشحين لخلافة زيدان، وهم يواخيم لوف مدرب منتخب ألمانيا بطل العالم 2014 بالبرازيل، والإيطالي ماسيميليانو أليجري بطل الدوري الإيطالي ووصيف أوروبا مع يوفنتوس وقبل الكبير ميلان، وأخيرًا مدرب الكاستيا “فريق الشباب بالريال” وأسطورة النادي كلاعب راؤول بلانكو جونزاليس.

ولذلك نستعرض في العوامل الآتية، لماذا يعد أليجري الأمثل لتدريب الريال في مرحلة ما بعد زيدان، كما كشفت كذلك بعض التقارير الصحفية الإسبانية وخاصة صحيفة “ماركا” المدريدية ذائعة الصيت.

يحظى بإعجاب بيريز

حاول ريال مدريد التعاقد مع أليجري قبل 3 سنوات، ولكن المدرب الإيطالي كان يملك اتفاقا مع اليوفي للبقاء، والآن المدرب دون وظيفة وسيقبل على الفور دعوة ريال مدريد، كما أنه يحظى بإعجاب كامل من الرئيس بيريز، خاصة وأنه قاد السيدة العجوز لنهائي دوري الأبطال في مناسبتين عامي 2015 و2017 وخسرهما أمام عملاقي إسبانيا برشلونة والريال على الترتيب.

إليجري وزيدان

هذا الإعجاب والدعم من قبل إدارة الريال، سيهل مأمورية جلبه للبرنابيو بسهولة أكبر، ويجعله في المقدمة على حساب باقي الترشيحات الاخرى لتدريب النادي الملكي، لاسيما وأن بيريز اعتاد على التعامل مع المدربين الذين يرتاح معهم أو معجب بهم وهو ما ظهر بالسنوات الماضية مع مورينيو وأنشيلوتي وزيدان، ولم يحدث مع فلورنتينو بيريز على سبيل المثال وكانت الإقالة في منتصف الموسم من نصيبه وكذلك لوبيتيجي قبل عامين وبضع شهور.

سيرة ذاتية ناجحة

يمتلك المدرب الإيطالي المتمرس سيرة تدريبية ومسيرة قوية للغاية، فقد تمكن من الفوز بكل البطولات الإيطالية مع ميلان ثم يوفنتوس ووصل لنهائي دوري الأبطال في مناسبتين ولم يحالفه الحظ في التتويج بها رفقة البيانكونيري، كما استطاع تحقيق العديد من النجاحات مع اليوفي أبرزها 5 ألقاب دوري متتالية، بالإضافة الى فوزه بكأس إيطاليا 4 مرات.

كما يتسم بالعقلانية والتوازن كحال المدربين الإيطالين، وهو الأمر الذي سيحافظ على نسق الفريق فنيًا مثلما كان الحال مع أنشيلوتي في عام 2013 و2014، أليجري يشبه أنشيلوتي كثيرًا ويعتبر تلميذه وامتداد له في عالم التدريب وشخصية هادئة ومنظم فنيًا ورائع في الجوانب التكتيكية والخططية فسيكون خيار مثالي للريال حاليًا.

مدرب بلا مشاكل في أوضة اللبس

يعد أليجري واحد من المدربين الذين يملكون خبرة كبيرة في إدارة النجوم، كما أنه مدرب حازم ويملك شخصية قوية تمكنه من السيطرة على غرفة ملابس بحجم ريال مدريد، فقد نجح في ذلك على مدار سنوات مع كبير إيطاليا يوفنتوس ومن قبله ميلان المدجج بالنجوم حينها عام 2011 من إبراهيموفيتش لبيرلو وسيدورف ونيستا وباقي الكوكبة العظيمة النجوم الكبار.

أليجري قاد رونالدو من قبل

وفي الوقت الحالي الريال يبحث عن الاستقرار الفني دون أزمات وصخب حول الفريق، فيريد أجواء هادئة ومدرب يكمل على عمل زيدان بهدوء كما كان يفعل النجم الفرنسي الكبير، وهو ما يضمنه خيار كأليجري بشكل كبير، وسيكون مقبولاً من اللاعبين بنسبة كبيرة مما يسهل عمله ويدخله أجواء الفريق سريعًا ودون أية مشاكل.

خبرات عريضة وأرقام مميزة

يملك المدرب الإيطالي خبرة كبيرة جدًا في عالم التدريب، وتعامل مع كافة الأشكال والأنماط من اللاعبين والأجواء المحلية والأوروبية والعالمية، ولديه فلسفة وصاحب مشروع ويعد من أفضل المدربين الإيطاليين بالعقد الأخير، كل هذه الخبرات والاحتكاكات الكبيرة التي خاضها على مدار السنوات الطويلة الماضية، تجعله خيارًا مناسبًا ومثاليًا لنادٍ بحجم وعراقة ريال مدريد، الذي يبحث عن مدربين من نوعية خاصة يمكنهم قيادة دفة الفريق لطريق البطولات والانتصارات المطلوبة دائمًا من جماهيره حول العالم أجمع، لذلك هو سيكون مؤهلاً بشدة لتولي تلك المهمة وهذا المنصب الرفيع في عالم كرة القدم الأوروبية والعالمية.

فضلاً على نجاحات وقدراته الكبيرة من الناحية الرقمية عبر مسيرته التدريبية وهو أمر آخر يدعمه مع كل ما سبق في نجاحه بهذه المهمة وهذا المنصب إذا تولاه بشكل رسمي بالفعل في الأسابيع القادمة، حيث خاض 621 مباراة في مسيرته التدريبية كاملة، وحقق خلالهم 346 إنتصارًا وتعادل في 138 مباراة، وتلقى 137 خسارة فقط، بنسبة فوز تقترب من الـ60%.

علمًا بأن منهم فترات بدايته في التدريب مع أندية صغيرة ومتوسطة مثل كالياري، وهي نسبة مقبولة إلى حد كبير لتدريب الريال، فكان أفضل مدرب صاحب نسبة فوز بالمباريات مع الملكي هو البرتغالي جوزيه مورينيو بـ71% وهي الأكبر بين كل مدربي الميرينجي عبر تاريخه.