بعد صمت دام ما يقرب من أسبوعين، خرجت الكنيسة القبطية عن صمتها إزاي قضية المقاري، صدر العدد الجديد من مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة بصفحة كاملة عنوانها “حول تنفيذ حكم الإعدام على المتهم بقتل أسقف ورئيس دير أبو مقار”، فيما كشف مصدر أن الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوعيين الماضيين ومكالمات التعازي التي سربتها أسرة الراهب السابق المحكوم بالإعدام، دفعت الكاتدرائية للرد والتوضيح.
الكنيسة أكدت في المقال أن الدير أبلغ الشرطة بعد وقوع الحادث في الساعات الأولى من الصباح وبعد استيفاء كافة الإجراءات والاستماع إلى أقوال الشهود ومرافعات المحامين.
صدر حكم الإعدام في حق وائل سعد تواضروس قاتل الأنبا ابيفانيوس وتم تنفيذ الحكم بعد 3 سنوات.
وأضافت الكنيسة: “طوال تلك السنوات تبارى البعض في التشكيك في كل الخطوات السابقة. وأشاعوا سيلًا مغلوطًا من الشائعات مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه صورة الكنيسة وآبائها. بقصد أو بغير قصد. وتعمدوا نشر بوستات تشكك في كل شيء وتخدع العامة. كما أطلقوا مسميات وألقاب كاذبة مثل شهيد وبار وقديس وغيرها. رغم أن المجمع المقدس هو صاحب الحق الوحيد في إصدار تلك المسميات”.
الكنيسة: المتهم خارج عن السلوكيات الرهبانية
وشددت الكنيسة على أن المتهم خارج عن السلوكيات الرهبانية وكان يتاجر في الأراضي. وتم تسريب مكالمة له مليئة بالألفاظ النابية. كما أنه رفض نصائح رئيس الدير المقتول مرارًا وتكرارًا بالعودة عن ذلك الطريق.
كذلك أوضحت: “نعزي أسرة المتهم ونطلب لهم العزاء والسلام. لكنهم حين طلبوا كلمة تعزية من أحد الكهنة وأحد المطارنة أذاعوها على مواقع التواصل الاجتماعي. ما تسبب في بلبلة كبيرة في الوسط القبطي رغم أنها تعزيات بغرض إنساني وليس للنشر العام”.
“قصص ورؤى وأحلام انتشرت بقصد خبيث وكلها أقوال مرسلة لا تقدم ولا تؤخر”
وتابعت الكنيسة: “ظهرت قصص عن رؤى وأحلام وانتشرت بقصد خبيث وكلها أقوال مرسلة لا تقدم ولا تؤخر”. مؤكدة أنها جريمة قام بها من كان راهبًا في ديره وانحرف عن مساره وترك الشيطان يقوده إلى القتل. لذا تم طرده من الرهبنة وتجريده من رتبته.
كما قالت: “نتمنى أن يكون قد تاب وهو بين يدي الله يقرر مصيره الأبدي”. مختتمة: “بهذا التوضيح نغلق هذا الملف عالمين أن أديرتنا بخير ورهباننا بخير”.
كانت حملة أوقفوا عقوبة الإعدام في مصر وعدد من المنظمات الحقوقية استنكرت تنفيذ حكم الإعدام بحق تاوضروس. واسمه الكنسي الأب أشعياء المقاري.
وذكرت المنظمات أن الأب أشعياء تعرض للعديد من الانتهاكات منذ التحفظ عليه حتى تنفيذ الحكم. ومن ضمن هذه الانتهاكات، التعرض البدني والمعنوي داخل الدير حيث خضع للاستجواب من قبل ضباط الأمن لمدة 48 ساعة متواصلة. حيث لم يُسمح له بدخول دورة المياه طوال تلك المدة. كذلك الاختفاء القسري، حيث تم القبض عليه في 5 أغسطس 2018. كما أدانت احتجاز الأب أشعياء لمدة شهر في مقر احتجاز غير قانوني في النوبارية ومنعه من التواصل مع ذويه ومحامية بالمخالفة للقانون.
كذلك دعت المنظمات الحكومة المصرية إلى الوقف الفوري عن تنفيذ عقوبة الإعدام. والالتزام بقانون الإجراءات الجنائية المصري بإبلاغ أهالي المحكوم عليهم بالإعدام بميعاد التنفيذ. والسماح لهم بزيارة المحكوم عليه وفقًا لما هو منصوص عليه في القانون المصري.
كما دعت الحكومة المصرية إلى الالتزام بمعايير الشفافية وإتاحة المعلومات حول تنفيذ عقوبة الإعدام نظرًا لما ينتج عن التعتيم من قبل وزارة الداخلية وعدم إعلان أسماء المنفذ عليهم العقوبة من تعذيب للإهالي لعدم تأكدهم من صحة المعلومات المنشورة إعلاميًا.
كواليس إصدار التوضيح الكنسي
جاء هذا في وقت الذي كشف فيه مصدر كنسي كواليس إصدار هذا التوضيح، حيث أكد أن الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوعيين الماضيين ومكالمات التعازي التي سربتها أسرة الراهب السابق المحكوم بالإعدام، دفعت الكاتدرائية للرد والتوضيح. غير أن أحد المقربين من البابا تواضروس رأى إبعاده عن الرد بصورة شخصية. مقترحًا إصدار بيان في مجلة الكرازة.
ولفت المصدر إلى أن البابا وجّه اللوم للأنبا اندراوس أسقف أبوتيج الذي أقام جنازة للراهب السابق في إيبراشيته. كما وجه لوم مماثل للأنبا انطونيوس مطران القدس الذي وصف الراهب المحكوم بالإعدام بالشهيد. إلا أن الأخير أكد أن أسرة المتهم سجلت المكالمة دون علمه. كما أن كل ما قاله كان بدافع التعاطف الإنساني فقط.
الموقف النهائي والرسمي للكنيسة
المصدر قال إن البيان الصادر بمجلة الكرازة يعبر عن موقف الكنيسة الرسمي والنهائي بعيدا عن حالة الانقسام التي شهدها الوسط القبطي بعدما رفض عدد غير قليل من الأقباط تصديق إقدام الراهب على جريمة القتل تلك.
وأشار المصدر إلى أن الكاتدرائية أصدرت البيان بغرض توضيح موقفها أمام الدولة والرأي العام. بعدما أقامت إيبراشية أبوتيج جنازة للمتهم. لافتًا إلى أن بعض المحامين الأقباط تقدموا ببلاغات للنائب العام ضد ما جرى. وضد أسرة الراهب السابق مما قد يوقع الكنيسة في حرج رأت أن تتلاشاه بهذا البيان.
كانت وزارة الداخلية نفذت حكم الإعدام في وائل سعد تواضروس الراهب السابق (إشعياء المقاري) في التاسع من مايو الجاري. بعد اتهامه بقتل الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون قبل ثلاثة سنوات