كل الإثارة والمتعة الكروية كانت حاضرة في جولة الحسم لبطولة الدوري الإسباني “الليجا”. والتي شهدت خسارة العملاق ريال مدريد للقبه بالمسابقة لصالح غريمه وجاره بالعاصمة الإسبانية مدريد “أتلتيكو“. الذي عاد لحصد لقب الدوري بعد غياب 7 سنوات كاملة منذ موسم 2013-2014، حيث جاء فوزه على بلد الوليد بنتيجة 2-1 في الجولة الأخيرة. لتنجح كتيبة مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني في التتويج باللقب الـ11 بتاريخ النادي.

ورغم تفوق الريال على الروخي بلانكوس في المواجهات المباشرة هذا الموسم. وكان أقرب منه للحفاظ على لقبه لكنه فرط في اللقب بيده بعدما تعادل مع إشبيلية بالجولات الأخيرة. كذلك أضاع نقاط عديدة مع فرق متوسطة وضعيفة، ساهمت في خروجه بموسم صفري خالي من البطولات لأول مرة منذ 11 عامًا.

لكن نجاح أتلتيكو المبهر في الظفر بلقب الليجا هذا الموسم، لم يأتٍ من فراغ وكان ورائه عمل مضني وعوامل كثيرة. ساهمت في عودة الفريق إلى حصد اللقب. خصوصًا تألق مدربه سيميوني الذي أصبح واحدًا من 3 مدربين فازوا بلقبين في الدوري للنادي.

ونستعرض في النقاط الآتية أبرز تلك الأسباب التي توجت النادي بلقب البطولة. كذلك نبرز أهم مشاهد الفوز والفرحة باللقب وتأثر بعض نجومه بما حدث.

لاعبو أتليتكو

نسخة أجمل كرويا بعيدًا عن سوء الدفاع

استطاع لاعبو أتلتيكو إحراز 67 هدفًا في 38 مباراة بالدوري، بمعدل 1.7 هدف في كل مواجهة. نتيجة إيجاد سيميوني لمصادر جديدة في هز شباك منافسيه، يتقدمهم الأوروجواياني المخضرم لويس سواريز. رفقة الأرجنتيني أنخيل كوريا والإسباني ماركوس يورينتي والبرتغالي جواو فيلكس وكاراسكو.

وفي الجانب الدفاعي تألق الحارس السلوفيني يان أوبلاك بعدما اهتزت شباكه في 25 مرة في الموسم. ليحصد جائزة “زامورا” الخامسة لأفضل حامي عرين في الدوري الإسباني. إضافة إلى الصلابة الدفاعية في الخط الخلفي بقيادة الأوروجواياني خوسيه خيمينيز والإنجليزي كيران تريبير.

جماعية الفريق وعقلية سيميوني حسمت الليجا

نجح أتلتيكو مدريد في الموسم الحالي، بعد رفع شعار غياب النجم الواحد، حيث اعتمد مدربه على مجموعة من اللاعبين القادرين على صنع الفارق. مع وجود البدائل المميزة على الدكة، التي كانت تنجح في تغيير النتيجة في أغلب الأوقات حال اللجوء إليها.

سيمويني

الأقوى في الليجا.. تفوق بدني معتاد

تفوق أتلتيكو مدريد بشكل ملفت في الجانب البدني خصوصًا بالمواجهات الحاسمة، أمام منافسيه على اللقب ريال مدريد وبرشلونة. كما يأتي كذلك الدور البارز الذي فعله ماركوس يورينتي بسبب القوة الكبيرة التي أظهرها. بالإضافة إلى حيويته في مركزه الجديد، حيث سجل 12 هدفًا بالليجا في 37 مباراة. كما صنع 11 هدفًا لزملائه ليصبح مشتركًا في 23 هدفًا خلال الموسم.

أجنحة هجومية فتاكة

أعاد سيميوني النجم البلجيكي يانيك كاراسكو إلى مستواه المعهود، حيث رفقة يورينتي شكّل اللاعبان خطورة كبيرة على المنافسين. في الوقت الذي أثرت فيه سياسة النفس الطويل التي إنتهجها الجهاز الفني. على تحقيق الفريق لمراده وحصد اللقب في موسم استثنائي للفريق في جميع الأصعدة.

مشاهد مثيرة بعد الفوز اللقب

دموع سواريز: لم يستطع الأوروجواياني لويس سواريز مغالبة دموعه بعد نهاية مواجهة أتلتيكو مدريد ضد بلد الوليد. والتي سجل فيها هدف تتويج الفريق بلقب الليجا. دموع سواريز حاول اللاعب تفسيرها بأنها تعبير عما شعر به قبل بداية الموسم. حينما أجبروه على الرحيل عن صفوف برشلونة ليقرر الانتقال صوب أتلتيكو مدريد.

وأوضح سواريز أنه وجد عدم تقدير لإمكانياته بل وتقليل منها في برشلونة، وهو ما يفسر دموعه الكثيرة عقب تتويج أتلتيكو. كذلك وجه الشكر للأخير على الإيمان بقدراته.

دموع سواريز

احتفالات جنونية:

شهد ملعب “نيوفو جوسي زورييلا” الذي استضاف موقعة أتلتيكو ومضيفه بلد الوليد. احتفالات جنونية عقب نهاية اللقاء وإعلان تتويج الروخي بلانكوس باللقب.

وتأتي الفرحة الجنونية كون هذا اللقب الأول الذي يحققه أتلتيكو مدريد على صعيد الليجا بعد غياب 7 سنوات. فضلاً عن ذلك فإن الأتلتي حقق لقب الليجا للمرة الـ11 في تاريخه.

ولم تقتصر احتفالات أتلتيكو مدريد على اللاعبين والجهاز الفني، بل امتدت للجماهير التي تناست الاحتياطات اللازمة لمواجهة تفشي كورونا.

وكانت المفاجأة، هي قيام عدد من لاعبي أتلتيكو وعلى رأسهم ساؤول نيجيز بالخروج من ملعب مباراة بلد الوليد. والاحتفال مع الجماهير في محيط الملعب، حيث أن مسابقة الليجا تقام بدون حضور جماهيري بسبب كورونا.