أطلقت مؤسسة “القاهرة للتنمية والقانون” تقريرها حول صورة المرأة في دراما رمضان. وجاء تحت عنوان “دراما رمضان تساهم في ترسيخ العنف ضد النساء وتدعو لتغييب دور القانون في المجتمع”.
التقرير جاء في أعقاب ثورة جدل خلقتها الدراما الرمضانية 2021، بشأن تصديها لقضايا جدلية. وتركت تصريحات عن مؤسسات دينية تتعلق بالاغتصاب الزوجي وسفر الزوجة دون محرم. فضلاً عن الأمراض لم يكن لها ظهور من قبل على الشاشة الدرامية.
وتحدث التقرير عن أعمال درامية غلب عليها التنميط المبني على النوع الاجتماعي. فالنساء في الأعمال الدرامية وقع عليهن عنف نفسي وبدني واقتصادي واضح في ظل بناء درامي يعتمد على التمييز ضد النساء. كما رسمت الأعمال الدرامية صورة حول سلوكيات النساء التي تتسم بالخلل.
وأشار إلى أن دراما رمضان هذا العام كانت أكثر ترسيخًا لأشكال العنف ضد المرأة. بجانب تبرير الاغتصاب الزوجي الممارس ضد النساء بل صنعت حالة من التعاطف مع الرجال. كما أنها لعبت دورا غير مقبول في شيطنة صورة النساء.
ذكورية درامية
وأبرز المسلسلات التي رصدها التقرير مسلسل “اللي ملوش كبير” بطولة ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي وخالد الصاوي. وتتعرض بطلة المسلسل ياسمين عبد العزيز “غزل” إلى عنف أسري بأشكال مختلفة من قبل والدها وأخيها، وهو الأمر الذي يدفعها للزواج من أحد الأثرياء، فتتزوج من شخص شديد الذكورية، يمارس كافة أشكال العنف ضدها باعتبارها أحد ممتلكاته. ولاحظ التقرير أن البناء الدرامي يجعل من الشخصيات النسائية شخصيات غير سوية.
ويشير التقرير إلى أن مسلسل “ملوك الجدعنة”، يبرز ثقافة العنف وغياب القانون. فالبناء الدرامي للعمل يجعل من النساء أساس الشرور.
أما مسلسل “ضل راجل” فيتحدث عن الأعراف المجتمعية التي تدين الفتاة. ويرى التقرير أن العمل يظهر تضامن الطبيبة مع الفتاة، من باب تعرضها للعنف الأسري من قبل زوجها. وفقدت الفتاة جنينها نتيجة هذا العنف، وكنتيجة للأعراف المجتمعية، لم تحاول الحصول على حقها من زوجها بسبب ميتوى القرابة بينهما.
عنف نفسي وبدني واقتصادي
من جانبها، قالت انتصار السعيد رئيس مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون إن أكثر أشكال التنميط ممارسة في الأعمال الدرامية المبني على النوع الاجتماعي. ولفتت إلى أن النساء في الأعمال الدرامية تأتي في درجة أقل من الرجل ويمارس عليهن عنف نفسي وبدني واقتصادي. في ظل بناء درامي يعتمد على التمييز ضد النساء ويجعل من الرجال قوة مركزية لها السلطة الاجتماعية، المادية والنفسية على النساء.
ويرى أن الأعمال الدرامية ترسم صورة حول سلوكيات النساء تتسم بالخلل، سواء على مستوى السلوك والعلاقات الاجتماعية والمواقع وردود الأفعال. ويجب من الرجل القائد المنقذ في نهاية البناء الدرامي أن يصلح ما أفسدته المرأة.
وشددت السعيد على أن الدراما الأخيرة لم تقدم جديدًا بشأن وضع النساء في قالب الدور الاجتماعي المرسوم لها مسبقًا. وأشارت إلى أن تلك الأعمال كان لها أثر واضح في ترسيخ الأعراف والثقافة المجتمعية لدور النساء في المجتمع.
وتابعت أن دراما رمضان هذا العام أصبحت ترسخ أشكال العنف المختلفة، (الأسري والزوجي) إلى جانب تبرير الاغتصاب الزوجي. بل صنعت حالة من التعاطف مع الرجال.
ولفتت إلى أن الدراما الرمضانية قدّمت نماذج لشخصيات ترسخ مفاهيم التمييز ضد النساء، وتفوق الرجال عليهن على المستوى الاجتماعي الثقافي. كما أنها “لعبت دورا غير مقبول في شيطنة صورة النساء، وجعلها سبب الصراع والشر في البناء الدرامي”.
وعلى الجانب الآخر، جعلت الدراما الرمضانية من المرأة صورة الضعيفة التي لا تملك من أمرها شيء. ومستسلمة لكافة أشكال العنف التي تتعرض لها كرمز للمرأة المضحية من أجل أسرتها.