منذ ساعات قليلة ألقت قوات الأمن المصرية القبض على سائح برازيلي بعد تحرشه لفظيًا ببائعة مصرية بأحد البازارات السياحية بالأقصر. وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأخطرت السفارة البرازيلية لحضور التحقيق مع المتهم.
حيث أعلنت وزارة الداخلية ضبط شخص أجنبي تحرش بإحدى الفتيات عقب نشر مقطع فيديو يتضمن واقعة التحرش على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد تحديد هوية المجني عليها مرتكب الواقعة. واتخاذ الإجراءات القانونية حياله والعرض على النيابة المختص. فقد خالف المتهم القوانين المصرية وللقواعد المنظمة والحاكمة للسياح حول العالم.
إذا تنص المادة 306 مكرر (ب): يعد تحرشًا جنسيًا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 306 مكرر (أ) من هذا القانون. بقصد حصول الجاني من المجنى عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية. ويعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه. ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
قصة المتحرش بدأت من خلال مبادرة “speak up”
بدأت القصة بعدما نشرت مبادرة “speak up” المعنية بالقضايا النسوية في مصر تفاصيل ما حدث قائلة إن طبيبًا برازيليًا. يُدعى فيكتور سورينتينو نشر مقطع فيديو على حسابه عبر إنستجرام يتحدث إلى بائعة في سوق سياحي، وأخذ الاستفادة من قلة معرفتها باللغة البرتغالية، وبدأ في مضايقتها شفهيًا.الواقعة أثارت جدلا واسعا خلال اليومين الماضيين في البرتغال والبرازيل ومصر.
انتشر الفيديو المصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجاوز المليون مشاهدة خلال زيارته لأحد المعالم الأثرية بمحافظة الأقصر، وظهرت معه في المقطع المصور فتاة تعرض عليه عدد من أوراق البردى.
ولكن في المقابل حاول السائح البرازيلي استغلال عدم معرفة الفتاة بلغته وتحرش بها لفظيًا في والحديث معها بإيحاءات جنسية وعبارات خادشة للحياء. وصور ذلك ما جعل رواد مواقع التواصل يطالبون بمعاقبته.
وبعد انتشار موجة الانتقاد الواسعة على السوشيال ميديا طلب عدد كبير من الجمهور بمعاقبته على سوء تصرفه تحت هاشتاج مطالبة بمحاسبة المتحرش البرازيلي.
“دعابة وهزار”
خرج الطبيب المتحرش بعد ذلك ليعلق مرة أخرى على الفيديو بأنه كان بمثابة “دعابة وهزار” ولا يقصد الإهانة أو التحرش بالفتاة. بينما كان السبب وراء كل هذا ما هو إلا سوء تفاهم. وصوّر فيديو آخر مع الفتاة ليوضح لها أنه كان لا يقصد إهانتها، معتذرا منها.إلا أن ذلك لم يشفع له.
وكانت مصر جرَّمت التحرش الجنسي في عام 2014، من خلال عقوبات تشمل أحكامًا بالسجن تتراوح بين 6 أشهر و3 سنوات أو غرامات باهظة. كذلك أصدر البرلمان قانونًا للحفاظ على سرية هوية ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسيين. لحماية سمعتهم وتشجيعهم على رفع محاضر الشرطة.
سارة بيصر، مديرة مركز زيتونة لحقوق الطفل ودعم المرأة قالت إن السبب الرئيسي في موضوع المتحرش البرازيلي. تعود إلى فكرة الثقافة ذات نفسها كنا نتحدث عن التحرش ناتج عن الثقافة الشرقية. لكن الأصل أنه موجود في كل الثقافات مع اختلاف النسب، بشكل عام في العالم كله ولكننا الأعلى في النسبة مع الأسف.
مضيفة أن الحادثة لا علاقة له بمصرية أو أجنبية وإنما هو سلوك شخصي. كذلك افترضت أن هذا المتحرش لو كان ذهب إلى أي بلد أخرى كان سيفعل التحرش ذاته.
كما أكدت أن السبب الأساسي في الاهتمام بالواقعة هو الضجة سببها نشر الفيديو على عدد لا يقل عن مليون متابع. جميعهم من ثقافات وجنسيات مختلفة أغلبهم رفض هذا التصرف. ما يؤكد الرفض التام لسلوك المتحرش وأنه غير مبرر.