يبدو أن قدر النادي الأهلي تلقي الإصابات واحدة تلو الأخرى، فمع عودة بعض المصابين يتعرض نجوم آخرين أساسيين للإصابة. ذلك يعقّد مأمورية مدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، لاسيما أن الفترة الحالية حرجة وتشهد تحديات كثيرة. سواء على المستوى المحلي بالدوري والكأس، والأهم دوري أبطال أفريقيا والوصول للنهائي من بوابة الترجي التونسي وتحقيق حلم العاشرة.
بعد تلقيه أخبارًا سعيدة بعودة بعض النجوم المصابين للملاعب، وعلى رأسهم علي معلول وحمدي فتحي وجونيور أجاي. تلقى موسيماني ضربتين قويتين بعد مباراة نهضة بركان الجمعة الماضية في كأس السوبر الأفريقي، بغياب مجدي أفشة لمدة أسبوعين، ومحمد هاني لمدة شهر كامل.
وبالتالي أصبح أفشة مهددًا بالغياب عن مواجهة الذهاب أمام الترجي في رادس والمقررة يوم 18 يونيو المقبل. وربما تطول للمواجهة الثانية يوم 25 من نفس الشهر، خاصة أن التعافي من الإصابة قد يحتاج إلى شهر. وكذلك الظهير الأيمن الذي سيغيب بالتأكيد عن المواجهتين.
وبات المدرب الجنوب أفريقي مطالبًا بالبحث عن بديل للثنائي (أفشة وهاني)، وتجهيزهما لقيادة الفريق في مواجهة نصف النهائي الحاسمة. وسيكون أمامه 3 حلول فنية للتغلب على الأمر، نعرضها في النقاط الآتية.
بديل أفشة: ماهر أو سليمان
سيكون ناصر ماهر أول البدائل المتاحة أمام موسيماني لتعويض غياب أفشة، بعد استعادته من الإعارة لصفوف سموحة مطلع هذا الموسم. ولم يحصل ناصر على فرصته كاملة، في ظل تألق أفشة بمركز صناعة اللعب، ما اضطر موسيماني للاعتماد عليه بمحور الوسط. فضلاً عن غيابه لقرابة شهرين بسبب الإصابة، حيث ظهر في 6 مباريات بمختلف المسابقات هذا الموسم بواقع 258 دقيقة، ولم يصنع أو يسجل أيّ هدف.
ويظل وليد سليمان أحد الخيارات المتاحة أمام موسيماني لتعويض أفشة، رغم انخفاض المردود البدني للأول وغيابه عن المباريات. لكن يملك وليد خبرات كبيرة تجعله خيارًا مهمًا في مواجهة الترجي، استغلالاً لقدرات اللاعب الهجومية وقدرته على صنع الفارق. وخاض اللاعب مواجهات صعبة مماثلة في فترات سابقة. وظهر في 15 مباراة هذا الموسم في كل البطولات بواقع 421 دقيقة، سجل خلالها 5 أهداف وصنع آخر.
حل خططي آخر أمام موسيماني
يظل الخيار التكتيكي أحد الحلول المتاحة أمام موسيماني للتغلب على غياب أفشة. وذلك بتعديل طريقة اللعب من 4-2-3-1 بوجود أفشة كصانع ألعاب إلى 4-3-3 بإدخال حمدي فتحي كلاعب وسط دفاعي ثالث في منتصف الملعب بجوار السولية وديانج. وهو خيار سيكون منطقيًا في الذهاب بالعاصمة تونس وملعب رادس تحديدًا حيث يريد العودة دون تلقي أهداف من هناك.
وثمة حل آخر سيكون تطبيقه أكثر واقعية في لقاء الإياب بالقاهرة، وهو تحويل طريقة اللعب إلى 4-4-2. وتلك طريقة موسيماني المفضلة خلال فترة تواجده في صن داونز الجنوب إفريقي. كما لعب بالطريقة البديلة مع الأهلي في عدد من المباريات. وقدم عرضًا رائعًا في مواجهة فيتا كلوب الكونغولي بدور المجموعات خارج أرضه، معتمدًا على رأسي حربة وخلفهما جناحين إلى جانب لاعبين في محور الوسط.
ربما تعوِّض هذه الطريقة غياب أفشة، خصوصًا أنه كان يوظفه في بعض المباريات التي يعدل فيها الطريقة في مركز الجناح. ولم يظهر بالشكل المطلوب هجوميًا أو دفاعيًا. ويملك الأهلي في الوقت الحالي عددًا من اللاعبين الذين يمكنهم تشكيل ثنائية جيدة في الهجوم، مثل مروان محسن ومحمد شريف أو محمد شريف وصلاح محسن، أو محمد شريف وجونيور أجاي.
كما يتوافر أكثر من عنصر للعب في مركز الجناح، مثل محمود كهربا وحسين الشحات وطاهر محمد طاهر وأجاي وصلاح محسن. ويتعين على موسيماني اختيار التوليفة الأنسب من العناصر المتاحة.
وتضم قائمة الأهلي تضم عددًا آخر من اللاعبين يمكنهم تأدية دور صانع الألعاب مثل حسين الشحات أو النيجيري أجاي. لكن تبقى مخاطرة تجربة لاعبين في غير مراكزهم بمواجهة مصيرية، كما أن خصائص الثنائي تختلف عن أفشة، ما قد يسبب ارتباكًا في الأداء.
بديل هاني: مركز بمركز ومفاجأة منتظرة
تبقى أزمة غياب محمد هاني الظهير الأيمن الأساسي للفريق ومنتخب مصر، هي الأقل تأثيرًا على الفريق من غياب أفشة. ذلك يرجع لعدم تواجد بديل في مستواه أو قريب منه لأهميته الكبيرة. بينما الوضع مختلفًا مع هاني، حيث سيكون تعويضه متاحًا بأكثر من لاعب في نفس مركزه. على رأسهم وأقربهم للعب هو أحمد رمضان بيكهام، الذي اعتمد عليه موسيماني كثيرًا بالموسم الحالي في أكثر من مباراة، وقدم أداءً دفاعيًا جيد، لكنه هجوميًا متوسط المستوى.
فيما يكون الخيار الثاني لتعويض هاني متمثلا في أكرم توفيق لاعب الوسط المدافع،. الذي يجيد اللعب في هذا المركز، وقد لعب فيه بالفعل خلال الموسم الحالي ويقدم أداء هجوميًا أفضل من بيكهام بشكل واضح، ويفضله موسيماني كثيرًا في هذا المركز بالناحية الهجومية.
أما الخيار الثالث، الذي يفكر فيه الجهاز الفني وقد يكون مفاجاة، هو الاعتماد على رامي ربيعة قلب الدفاع في هذا المركز كظهير أيمن، وهو بعيد بعض الشيء عن اللعب فيه منذ فترة طويلة. وقد شارك فيه لأسباب اضطرارية منذ مواسم عدة، وقد تكون مخاطرة في حال قرر المدرب اعتماده في هذه المواجهة.