في أحد الليالي منذ عام ونصف تم القبض على الناشطة والصحفية إسراء عبدالفتاح بعد اختطافها من سيارتها في أحد المناطق بالجيزة. لتتبدل ليالي الحرية إلى الحجز والسجن.

سبق ظهور إسراء بنيابة أمن الدولة، اهتمامها بالمعتقليين والسجناء السياسين والوضع العام لحلمها بوطن يسوده العدل. فقالت سابقًا “مش عايزين عفو عايزين عدل”.

لم تجد إسراء ذلك العدل في محبسها بعدما تم حبسها احتياطيًا على ذمة القضية 488 لسنة 2019. بتهم مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها. وتعرضها للتعذيب والإهانة لرفضها تسليم هاتفها الشخصي للمحقق.

لم تجد الصحفية ومؤسسة موقع “فكر تاني”، التعبير عن اعتراضها عن ما تلقته من إساءة. إلا بإعلانها الإضراب الكامل عن الطعام والشراب، لكن دون تأثير يذكر.

وكانت هيئة الدفاع عن إسراء تقدمت ببلاغ إلى النائب العام، طالبت فيه بنقلها إلى مستشفى عام أو خاص بعد إضرابها الأول عن الطعام. إذ كان ذلك بسبب ما تعرضت له من انتهاكات قبل ترحيلها إلى نيابة أمن الدولة.

تدهورت صحة إسراء ونقلت إلى مستشفى النساء في سجن القناطر. بعد أن بدأت إضرابًا ثانيًا عن الطعام والشراب احتجاجًا على عدم استجابة النيابة لطلباتها. والكشف عن تقرير الطب الشرعي الذي تقول إنه يثبت تعرضها للتعذيب.

إسراء عبدالفتاح

فًكر تاني

تحت هذا الاسم، سنحت منحت عبدالفتاح الفرصة للعديد من الشباب والكتاب لإعلان ما يكنونه من آراء.

عبر موقعها الذي كان يتضمن خطًا بعيدًا عن السياسة، مانحة فرصة للمختلفين للتواجد لعرض أفكارهم واختلافهم.

في تعريف الموقع ورؤيتها كتبت إسراء: “يوم بعد يوم مساحات الناس اللي بتحب تفكر وعندها استعداد تتناقش وتجادل وتختلف وتتفق. بتضيق عن اليوم اللي قبله. والأغلبية اللي عايزة الناس كلها تكون شكل واحد وفكر واحد بيصادروا كل شبر. كل واحد شايف نفسه هو بس الصح ورافض أنه يشوف من وجهة نظر مختلفة. وبيدافع باستماته عن رأيه وأفكاره ومواقفه. اللي هو مش عارف هو جابها منين أصلًا. عشان كدة جايين نقولك.. فكر تاني.. هتعيشها مرة واحدة”.

تدوير إسراء.. من القضية 488 إلى 855

ورغم استمرار حبس إسراء على ذمة القضية 488، بعد القبض عليها في 13 أكتوبر 2019. تحولت إلى متهمة في قضية أخرى أثناء فترة احتجازها بعد عام تقريبًا. في 31 أغسطس 2020 ليجري التحقيق معها على ذمة القضية 855 لسنة 2020 أمن دولة.

وتضم القضية 488 عددًا من المحاميين المعنيين بالدفاع عن الحقوق والحريات منهم ماهينور المصري، وعمرو إمام. وآخرين من السياسيين البارزين وأعضاء الأحزاب السياسية. كان منهم أساتذة العلوم السياسية حسن نافعة والدكتور حازم حسني. والثنائي أخلي سبيله في الأشهر الماضية، إضافة إلى نائب رئيس حزب التحالف الشعبي عبدالناصر إسماعيل، والصحفييان إسراء عبدالفتاح ومحمد صلاح.

حبس اسراء عبدالفتاح

إسراء أثناء فترة الحبس

نيابة أمن الدولة وجهت لإسراء في القضية الجديدة اتهامات بـ”الانضمام لجماعة إرهابية. والاشتراك في اتفاق جنائي بغرض ارتكاب جريمة من جرائم الإرهاب”. أثناء فترة حبسها على ذمة القضية الأولى. وهو ما أشارت إليه إسراء في دفاعها عن نفسها أمام النيابة.

وقالت إنها كانت محبوسة في تلك الفترة التي يشير إليها محضر التحريات المحرر. كما أنها كانت ممنوعة من الزيارة منذ شهر مارس 2020 منذ الإجراءات الحكومية المصاحبة لانتشار فيروس الكورونا. كذلك أنها كانت غير مسموح لها من قبل إدارة السجن بالتريض. ما يتنافى مع اتهامها بمثل تلك الاتهامات.

أحد رموز ثورة يناير

حرص إسراء بأن تكون جزء مؤثر وداعم للشباب، فهي أحد الرموز التي شاركت في ثورة 25 يناير. ومن مؤسسي حركة “6 أبريل” التي دعت إلى الإضراب العام في أبريل عام 2008 احتجاجًا على “الغلاء والفساد”. حيث جرى اعتقالها أكثر من مرة بعد ذلك في حوادث مختلفة.

إلغاء مجمد

تحلم الشابة ذات العقد الرابع من عمرها، يوميًا بالسفر للشعور بالحرية والبراح الآمن. خاصة بعد إلغاء ققرار منعها من السفر الذي استمر نحو 5 سنوات، وإلغاء التحفظ على أموالها في قضية “التمويل الأجنبي”.

انتظرت عبدالفتاح هذا القرار كثيرًا ولكنه يظل متجمدًا لحبسها قبل إصداره بشهر واحد. خاصة بعد رفض السلطات القضائية أكثر من التماس تقدمت به إسراء للسماح لها بالسفر.

حبس

تخلل حبس الناشطة والصحفية مطالبات باللإفراج عنها وجاء آخرها تقدم مكتب أحمد راغب للمحاماة بطلب للنائب العام لإخلاء سبيلها. لتجاوزها مدة الحبس الاحتياطي. باعتبار أن إسراء المحبوسة احتياطيًا منذ أكتوبر 2019 تجاوزت المدة القصوى للحبس الاحتياطي. المقدرة بـ18 شهرًا وفقًا لقانون الإجراءات.