بعد غياب 5 سنوات كاملة عن تمثيل المنتخب الفرنسي بسبب فعله الأخلاقي في قضية “فالبوينا” الشهيرة. عاد نجم ريال مدريد مؤخرًا كريم بنزيما مجددًا لقائمة الديوك النهائية للمشاركة في بطولة أمم أوروبا.

تلك العودة التي وصفت بأنها مستحيلة من قبل الإعلام وبعض المسؤولين بالاتحاد الفرنسي لكرة القدم. أصبحت الآن حقيقة وواقع بعد أن قرر المدرب ديديه ديشامب بطل كأس العالم لاعب ومدرب نسختي 98 و2018 مع الديوك. استعداء ابن الجزائر ثانية لقائمة الزرق المشاركة في اليورو الكبير. ليصنع كل الحدث والصخب في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بهذا القرار المثير.

فالبوينا وبنزيما

بنزيما.. حرمان وتألق لخليفة الظاهرة

تلك القضية الشهيرة التي أدين كريم فيها بابتزاز زميله بالمنتخب ماتيو فالبوينا بفضحه بعد علاقة مشبوهة مع فتاة قاصر. استبعد على إثرها في أكتوبر 2015 من المنتخب وعوقب بعدم الاستدعاء طوال هذه الفترة. ما أدى لحرمانه من أحداث كبرى. على رأسها التتويج بمونديال روسيا صيف 2018. كذلك فضية يورو 2016 الماضي.

ومع المستويات المميزة التي قدمها مع ريال مدريد هذا الموسم، قرر ديشامب استدعاء بنزيما لقائمة الديوك المشاركة في اليورو هذا الصيف. ليمنحه فرصة ثمينة لتعويض غيابه في السنوات الماضية. خاصة أن بطولة أوروبا المقبلة قد تكون الأخيرة لنجم ريال مدريد الذي سيبلغ من العمر 36 عامًا بحلول النسخة التالية في عام 2024.

ورغم غياب بنزيما عن المنتخب الفرنسي لفترة طويلة، إلا أنه يملك إرثًا مع الديوك بتسجيله 27 هدفًا في 81 مباراة. إذ يعتبر عاشر أفضل هداف في تاريخ أبطال العالم.

بنزيما

تعويض ما فاته ببطولة كبرى

رغم تتويجه بكل الألقاب على صعيد الأندية رفقة ريال مدريد، إلا أنه يبحث عن التتويج باليورو هذا الصيف. حيث تتواجد فرنسا في المجموعة السادسة إلى جوار البرتغال وألمانيا والمجر. إذ يملك بنزيما بالفعل التجربة في منافسات اليورو، وسبق له المشاركة في البطولة مرتين من قبل في نسختي 2008 و2012.

وتواجد بنزيما في قائمة فرنسا المشاركة في يورو 2008 بسويسرا والنمسا، وشارك في المباراة الأولى التي انتهت بالتعادل السلبي أمام رومانيا. لكنه تعرض للانتقادات بسبب ضعف مستواه وافتقاده للخبرة الدولية، ليغيب عن المباراة التالية التي خسرتها فرنسا أمام هولندا (1-4).

وشارك بنزيما في المباراة الأخيرة أمام إيطاليا والتي خسرها (0-2) لتودع فرنسا، البطولة من مرحلة المجموعات. دون أن يهز اللاعب الشباك في واحدة من أسوأ مشاركات الديوك في اليورو.

ولم ينضم بنزيما لقائمة فرنسا التي شاركت في مونديال 2010، ليمنحه بعدها المدرب لوران بلان، فرصة العودة للديوك في يورو 2012 ببولندا وأوكرانيا، وفي تلك النسخة شارك اللاعب في التعادل أمام إنجلترا (1-1)، وصنع هدفي الفوز في المباراة التالية أمام أوكرانيا، وشارك في الخسارة (0-2) أمام السويد، كما تواجد في توديع الديوك من ربع النهائي أمام إسبانيا بالسقوط بهدفين دون رد.

منتخب الديوك بدون بنزيما

حلم الهدف الأول وترك بصمته

يستهدف بنزيما في ثالث مشاركاته في اليورو هذا الصيف والتي قد تكون الأخيرة، التسجيل للمرة الأولى في البطولة حيث تعد من البطولات النادرة التي لم يسجل بها، بعد أن سبق وسجل في مونديال 2014 بالبرازيل.

ويعول بنزيما على المستويات الطيبة التي قدمها هذا الموسم، بعدما سجل 30 هدفًا في 46 مباراة خاضها في جميع المسابقات رفقة ريال مدريد. إذ يأمل في نقل هذا المستوى رفقة الديوك بحثًا عن المجد الدولي.

فبعد أن حقق النجم الفرنسي الذي يلقب بخليفة الظاهرة البرازيلية رونالدو نازاريو، كل الألقاب والأرقام الفردية الممكنة مع الأندية. وتحديدًا اللوس بلانكوس ريال مدريد. يرغب أن يختتم حياته الدولية بتسجيل أرقام مهمة لم يستطع تحطيمها من قبل بتلك البطولة. كذلك المساهمة بقوة في التتويج بها والحفاظ على لقبها لفرنسا بوجوده ليكون قد حقق شيئ مع الديوك وترك بصمة مميزة ربما تكون الأخيرة له في تلك البطولة الكبرى.