يعيش قائد رابطة أولتراس زملكاوي سيد مشاغب، الذي يقضي عقوبة 7سنوات، قضى منهم ستة، أياما عصيبة داخل سجن ليمان المنيا، أيام لا تخلو من التمييز والمعاملة القاسية بالجسن الانفرادي، دفعته إلى دخوله في إضراب جديد عن الطعام.

ويشكو مشاغب من تعرضه للاضطهاد والتمييز، ومنع الزيارات عنه، حتى أنه لم ير أسرته وأطفاله، بسبب حبسه انفراديا، مما تسبب في تدهور حالته النفسية خلال الأشهر الماضية.

وأعلن سيد فهيم الشهير بسيد مشاغب، في بيان نشره شقيقه على صفحات التواصل الاجتماعي، دخوله في إضراب عن الطعام، اعتراضًا واحتجاجا منه على كل الانتهاكات التي ترتكب بحقه والواقع البشِع الذي يُعايشه داخل أسوار الظلم، حيث أكثر من ٦ سنوات قضاها مشاغب مُنفردًا في زنزانة مُوحشة حُرم خلالها من أهله وفقد فيها أبيه وعانى الأمرين خلف القضبان.

وتابع البيان “نحيي صمود وصبر سيد مشاغب على كُل ما عاناه ونُجدد دعمنا غير المشروط ومساندتنا له لنظل خلفه وخلف كل مُعتقلين المجموعة وعلى رأسهم كابوهات المجموعة حتى يستردوا كامل حريتهم”.

وطالب البيان بادراج اسم مشاغب في قوائم العفو أو الإفراج الشرطي، نظرا لانقضاء أكثر من نصف مدة العقوبة وانطباق كل الشروط عليه، مدينين.

كما دعوا جموع جماهير الزمالك وعموم جمهور الكرة في مصر والعالم العربي للمشاركة في الحملة المُسانِدة لكابو مجموعة أولتراس وايت نايتس سيد مشاغب لإيقاف كُل ما يتعرض له من إجراءات.

واختتم البيان “سيد مُشاغب هو أصل حكايتنا وفارس المجموعة وقائد الجمهور ورمز حركة الأولتراس، هو الذي حافظ على مسيرة المجموعة ومسارها بسنين عُمره داخل السجون وخارجها، هو مَن نادى بحقوق أبناء المجموعة قبل أن ينادي بحقوقه، كان وسيظل أيقونة حية لجمهور الزمالك”.

من هو سيد مشاغب؟

سيد واحد من محبي كرة القدم، التحق في سن السابعة بمدرسة الكرة بنادي الزمالك، ولعب لناشئي نادي الزمالك فترة حتى خرج من النادي في سن 13 سنة بسبب “اللحمية”، وفقا لما رواه أحد أصدقائه الذي فضل عدم ذكر اسمه، ثم أصبح مشاغب قائدا لرابطة “أولتراس وايت نايس”، الذي شارك في تأسيسها عام 2007.

بجانب حبه لكرة القدم، فسيد معروف أيضا بنشاطه الثوري، وشارك بثورة الخامس والعشرين من يناير، وله العديد من مقاطع الفيديو التي يظهر بها وهو يقود الجماهير أثناء الثورة، ويردد الهتافات.

سيد مشاغب اشتهر بالميكرفون والشورت

في الثورة جمع مشاغب بين هتافات حب كرة القدم والثورة، فكان من ضمن الهتافات التي يرددها “انشر ثورة في كل ستاد.. ضد الظلم والاستبداد”،.

رئيس القلعة البيضاء مرتضى منصور في عام 2015 وعضو مجلس الشعب حينها، رفع عدة قضايا ضد عدد من قيادات الأولتراس، تنازل عن جميعها فيما عدا اتهامه لمشاغب بالاعتداء عليه، زاعما أنه حاول قتله. كما اتهم مشاغب في قضية الاعتداء على رئيس نادي الزمالك، بإلقاء كيس مخلفات عليه أثناء وجوده بالشارع، إلا أن المحكمة برأته من الاتهام، وبعدها تم استئناف الحكم، وأيدت محكمة جنح العجوزة حكم البراءة في 27 نوفمبر 2017، واتهم في قضية الدفاع الجوي التي راح ضحيتها 20 مشجعا من أنصار الزمالك. وتم حبسه منذ منتصف مارس 2017، حتى صدر عليه الحكم بالسجن 7 سنوات.

اسم سيد مشاغب معروف لدى جماهير ومشجعي نادي الزمالك، وهو أيضا حاضرا في المباريات واللقاءات الرياضية لنادية المحبب، فمشجو الفريق الأبيض، هتفوا له وباسمه في عام 2017، داخل مدرجات ستاد برج العرب بمدينة الإسكندرية، والذي شهد حينها لقاء الزمالك وكابس يونايتد، وجاءت الهتافات أيضا ضد رئيس نادي الزمالك حينها مرتضى منصور.

حملات تضامنية توحد الصفوف.. الأهلي والزمالك والترجي والرجاء خلف مشاغب

الحملات التضامنية مع مشاغب كانت وما زالت مستمرة منذ حبسه وحتى اليوم، حتى أن حبسه وحد في وقت من الأوقات أولتراس الأهلي مع أولتراس الزمالك للمطالبة بالإفراج عنه في العام الماضي، فصدرت حملة تضامن من مشجعي الأهلي والرجاء المغربي والترجي التونسي للإفراج عنه، وهو ليس بينهم، ينادون بالحرية له، وظلوا يرددون اسمه، ليصبح موحدا لفريقين يختلفان طوال الوقت.

حملات المطالبة بالإفراج عن مشاغب كانت حاضرة أيضا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي زادت العام الماض مع تدهور حالة والدة الصحية، والتي كانت تقابلها حملات للإفراج عنه.

وفي مارس الماضي توفى والد مشاغب، لتتغير المطالبات بالسماح له بالخروح لأخذ واجب العزاي في والده الذي لك يتمكن من مرافقته قبل موته.

الامتناع عن الطعام وسيلة الاحتجاج

دخل مشاغب في إضراب عن الطعام مرات سابقة في عامي 2016 و2018، لحبسه في زنزانة انفرادي، ليصبح الامتناع عن الطعام هو سلاحة الوحيد للاعتراض.

ويقابل هذا السلاح مطالبات بالإفراج عنه بعد قضاء نصف المدة، وفقا لما يكفله له القانون،.

وتجيز المادة 52 من قانون تنظيم السجون، الإفراج عن كل محكوم عليه نهائيًا بعقوبة مقيدة للحرية إذا أمضى في السجن نصف مدة العقوبة، شرط أن تنطبق عليه بعض المعايير كأن يكون سلوكه أثناء السجن يدعو إلى الثقة، بتقويم نفسه وذلك ما لم يكن في الإفراج عنه خطر على الأمن العام.

ولا يجوز أن تقل المدة التي يقضيها في السجن عن ستة أشهر على أية حال، واذا كانت العقوبة هي السجن المؤبد، فلا يجوز الإفراج إلا إذا قضى عشرين سنة على الأقل.