رغم اعتقاله منذ 16 شهرا تقريبا، إلا أن مكان احتجاز ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف يثير القلاقل لخليفته محمد بن سلمان، وهو السؤال الذي تجدد مع الدعوى القضائية التي أقيمت في الولايات المتحدة ضده عن عقود حول مصفاة نفط في جزيرة في البحر الكاريبي.

هذه القضية سلطت الضوء  على اختفاء ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي لم يتم مشاهدته منذ اعتقاله في مارس من العام الماضي بعد خلعه عن عرش المملكة العربية عام 2017.

رفع الدعوة نادر تركي الدوسري، وهو رجل أعمال سعودي، تم منعه من مغادرة المملكة مع أفراد أسرته، وفق لما ذكر في رسالة من محامية إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن  ومسؤولين أمريكيين آخرين.

رفع الدوسري الدعوى في ولاية بنسلفانيا نيابة عن ابنه راكان، وهو مواطن أمريكي، ضد محمد بن نايف وكيانات سعودية أخرى، وزعم أنهم فشلوا في الوفاء بعقد مضى عليه عقود يتعلق بمشروع مصفاة في جزيرة سانت لوسيا الكاريبية.

من هو محمد بن نايف؟

 يعد بن نايف الحليف السعودي الأكثر ثقة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. شغل منصب وزير داخلية المملكة منذ عام 2012 قبل أن يصبح وليًا للعهد بعد ثلاث سنوات.

واسم بن نايف من الأسماء المزعجة لولي العهد الحالي، كونه يتمتع بدعم أكبر بكثير داخل العائلة المالكة.

وفي مايو 2020، أفادت صحيفة الجارديان البريطانية بأن محامين يعملون لصالح محمد بن نايف حذروا من أنه تعرض لحملة ممنهجة في الإنترنت قد تعرض حياته للخطر.

وبحسب الجارديان، توجه المحامون إلى شركة “يوتيوب” بطلب حذف فيديو يزعم تورط بن نايف في مؤامرة للإطاحة بولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب وكالة فرنس24  فان هناك جهود مستمرة وإصرار من الحكومة السعودية على إخفاء مكان محمد بن نايف، وتم تعديل الدعوى لتشمل الأمير محمد ، مشيرة إلى أنه وضع محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية وصادر أصوله، وبالتالي منعه من الوفاء بالتزاماته التعاقدية. 

صرح الدوسري أنه لا يمكن توجيه أمر استدعاء ضد محمد بن نايف، وأمرت المحكمة محامي الأمير محمد بالمساعدة في التأكد من مكانه، إلا أن محامي الأمير محمد بن سلمان رفض الإفصاح عن مكان بن نايف إلا بشكل سري، بحجة انه يواجه تهديدات تتعلق بالإرهاب بسبب دوره السابق كوزير داخلية للمملكة. 

وبحسب تقرير صدر في ديسمبر الماضي، قالت لجنة تقصي حقائق برلمانية بريطانية إن محمد بن نايف “لم يتمكن من الطعن في احتجازه أمام قاضٍ مستقل ومحايد زلا يمكنه الاتصال بمحام لمناقشة وضعه”.

ويتمسك محامي الدوسري بأن بن سلمان يحتجز ولي العهد السابق، ولا يحتاج إلى إثبات مكان له لأنه رهن الإقامة الجبرية بالفعل.

لكن الديوان الملكي يلتزم الصمت حيال تلك القضية، وحيال أوضاع بن نايف بشكل عام.

اقرأ أيضا:

بعد ترامب.. كيف جمَّلت السعودية وجه بن سلمان؟

 

دعاوى قضائية ضد بن سلمان

الدعوى القضائية ليست الأولى من نوعها فإدارة دونالد ترامب درست طلبًا لتوفير الحصانة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الملاحقة القضائية في قضية رفعها ضده المسؤول السعودي سعد الجبري.

واتهم الجبري “بن سلمان” بمحاولة اغتياله في الولايات المتحدة الأمريكية، في أغسطس الماضي عبر فرقة أمنية تسمى “فرقة النمر”.

كما قال الجبري إنها تابعة لولي العهد السعودي مباشرة، وأنها أرسلت لتورونتو بكندا، يوم 15 أكتوبر 2018.

بعد ذلك بأسبوعين، تورطت نفس فرقة الاغتيالات، بحسب الجبري، في مقتل خاشقجي في تركيا.

وردًا على مذكرة استدعاء المحكمة، رفض محامي محمد بن سلمان مثول موكله أمام المحكمة، قائلًا إن استدعاء بن سلمان يتعارض مع مبدأ الحصانة السيادية، كون ابن سلمان ولي عهد دولة.

كما قدم الجبري شكوى أخرى في أغسطس 2020، قال إن بن سلمان حاول بلا هوادة إقناعه بالعودة إلى السعودية للإدلاء بشهادته ضد رئيسه السابق محمد بن نايف، كما اتهمه باختطاف أطفاله “كمصدر ضغط” لحثه على العودة.

كما رفعت خطيبة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي دعوى قضائية ضد ولي العهد السعودي متهمة إياه بإصدار الأمر بقتله على يد فريق من العملاء السعوديين خلال زيارة لقنصلية المملكة في إسطنبول بتركيا عام 2018.

وجاء في الدعوى أن “الهدف من جريمة القتل كان واضحا  وهو وقف دعوة السيد خاشقجي في الولايات المتحدة، للإصلاح الديمقراطي في العالم العربي”. 

في ديسمبر 2019، حكمت محكمة جنايات الرياض على خمسة أشخاص بالإعدام بتهمة ارتكاب جريمة قتل خاشقجي والمشاركة فيها بشكل مباشر. وحكم على ثلاثة آخرين بالسجن لمدة 24 عاما بتهمة “التستر على هذه الجريمة ومخالفة القانون”. وثبت براءة ثلاثة أشخاص من بينهم نائب رئيس المخابرات السعودي السابق أحمد عسيري. سعود القحطاني، مستشار كبير سابق لولي العهد السعودي،  تم التحقيق معه من قبل النيابة العامة السعودية لكن لم توجه إليه تهمة. 

وذكرت تقارية حقوقية أن “MBS” يتبع أساليب جديدة في إسكات معارضيه، و تواردت الروايات حول تعذيب وحشي للنشاطات الحقوقيات بشكل غير مسبوق، والاحتجاز في أماكن رسمية مثل سجن الدمام، والمباحث بذهبان، الحائر بالرياض، إلى جانب أماكن غير رسمية معروفة باسم “الفندق”، و “دار الضيافة”، حيث يتم استجوابهن عبر الضرب، والصعق بالكهرباء، سببت لهن صعوبات في المشي والحركة، في حين لم يعرف من قبل عن المملكة تعذيب النساء.