“قلبه مازال ينبض”.. هكذا هتف الجميع بعد رؤية كريستيان إريكسن لاعب الدنمارك يخرج من أرض الملعب، عقب سقوطه المفاجئ الذي حبست معه أنفاس لاعبي ومحبي كرة القدم في العالم. ورغم البداية المميزة في افتتاح كأس الأمم الأوروبية يورو 2020، وتوقع كثيرون استمرار الأيام السعيدة في البطولة الأكبر للمنتخبات بعد كأس العالم. فزع العالم في المباراة الثالثة بالبطولة بين الدنمارك وفنلندا. إثر سقوط نجم منتخب الديناميت وصانع ألعاب إنتر ميلان الإيطالي مغشيًا عليه قبل نهاية الشوط الأول.
إريكسن تعرض لأزمة قلبية مفاجئة كادت تودي بحياته لولا إنقاذ الفريق الطبي لمنتخب بلاده ثم التصرف السريع ونقله للمستشفى حتى تخطى الفترة الحرجة. وباتت حالته مستقرة بعد حوالي ساعة أو أقل قليلًا من تلك النوبة المفاجئة. ما أدى لتعليق المباراة قبل أن يتم استئنافها بعد الاطمئنان عليه.
قصة المباراة الأصعب لنجم الدنمارك
سقط إريكسن مغشيًا عليه بشكل مفاجئ خلال المباراة عند الدقيقة 43، والتي شهدت سقوطًا مفاجئًا ومروعًا له. حيث ظهر فاقدًا للوعي تمامًا. ما أدى لقرار من حكم اللقاء بإيقاف اللعب على الفور وطلب الأطقم الطبية.
ونقل إريكسن للمستشفى القريب من ملعب المباراة والذي تصرف بشكل سريع ومثالي مع حالته. حتى تجاوز مرحلة الخطر. كما أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بيانًا كشف فيه تحسن حالة اللاعب في المستشفى. مؤكدًا بحثه مصير المباراة قبل استئنافها.
وبعد ذلك نشرت التقارير الصحفية الأوروبية كواليس إنقاذ إريكسن، والتي كان بطلها زميله المدافع سيمون كاير الذي عدل وضع رقبته حتى لا “يبلع لسانه”. وصولًا لاستقرار حالته الصحية في المستشفى وتحدثه مع زملائه. وعقب التشاور مع جميع الأطراف والاطمئنان على حالة اللاعب، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم استئناف المباراة، التي حقق فيها منتخب فنلندا الفوز 1-0.
وجاءت المفاجأة عقب اللقاء وهي إعلان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، اختيار إريكسن رجلًا لمباراة الدنمارك وفنلندا دعمًا له في الأزمة الخطيرة التي واجهها.
لقطات سقوط إريكسن وحالة الحزن الشديدة والقلق عليه تم تداولها بصورة سريعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون عقب الحادث. إنهالت رسائل الدعم على إريكسن من مختلف نجوم كرة القدم حول العالم إلى جانب الأندية والاتحادات الأهلية والقارية و”الفيفا”. في مشهد إنساني لافت وكان بطل اليوم بلا منازع.
تضامن العالم أجمع مع إريكسن
تسابق الجميع عبر وسائل التواصل المختلفة على تقديم الدعم والدعاء لإريكسن في أزمته. كان في مقدمتهم ناديه السابق توتنهام الذي أعلن دعمه ودعائه للاعب وعائلته لتخطي الأزمة.
كذلك البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم العالم ويوفنتوس، نشر “دعائنا لك ولأسرتك، عالم كرة القدم يقف سويًا ويتمنى أنباء سعيدة عنك. أنتظر عودتك للملاعب مرة أخرى”.
قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك، هما الآخران دعما اللاعب عبر حساباتهم الرسمية باللغة الإنجليزية في موقف جدير بالاحترام. بينما كتب محمد أبو تريكة نجم الكرة المصرية والأهلي السابق “لقطة لا تصدق. من أكثر اللحظات رعبًا على الإطلاق”. بينما قال في استديو “بي إن” القطرية أنها ذكرته بواقعة وفاة زميله السابق محمد عبدالوهاب.
زميله المغربي في نادي إنتر ميلان أشرف حكيمي، كتب تغريدة يطالبه فيها بالصمود. كما دعمه بعدما أحرز هدفًا في ودية أسود الأطلس أمام بوركينا فاسو بالاحتفال برقم قميصه في الفريق.
البلجيكي الدولي روميلو لوكاكو وزميله بالفريق الإيطالي، دعمه جاء سريعًا خلال مباراة روسيا وبلجيكا التي تلت مباراة الدنمارك وفنلندا. إذ أحرز هدفًا وذهب للكاميرات وقال: “كريس، ابق قويًا.. أنا أحبك كثيرًا”.
نادي برشلونة هو الآخر دعمه كاتبًا “ابق قويًا إريكسن، من برشلونة!”. كذلك حساب الدوري الإنجليزي الممتاز ورابطة البريميرليج أرسلت أيضًا رسالة دعم إلى إريكسن. إذ تمنت له العودة أقوى من قبل.
حوادث سابقة مثل إريكسن انتهت نهاية حزينة
الكاميروني مارك فيفيان فوي، لقبته الجماهير برجل الغابة بسبب طوله الفارع وقوة بنيانه. لكنه سقط أرضًا خلال مباراة منتخب الكاميرون أمام نظيره الكولومبي في نصف نهائي بطولة العالم للقارات 2003 وفارق الحياة. كذلك المجري فيهير في عام 2004 رحل عن عالمنا وهو يخوض مباراة فريقه البرتغالي بنفيكا ضد نظيره فيتوريا في واقعة شهيرة.
محمد صديق
خلع صديق قلوب جماهير الأهلي، في مباراة شهيرة للأحمر أمام طلائع الجيش بمنافسات كأس مصر 2007. عندما سقط مغشيًا عليه بعد بلع لسانه وكانت الأقدار لطيفة به بعدما استفاق في النهاية.
محمد عبدالوهاب
كانت قصة عبدالوهاب الأكثر حزنًا بالملاعب المصرية والعربية. عندما فارق الشاب الموهوب الحياة وهو يخوض مران الأهلي على ملعب مختار التتش يوم 31 أغسطس من عام 2006. في واقعة مفاجأة رحل على إثرها صاحب الـ 23 عامًا آنذاك عن عالمنا.
الهادي بالرخيصة
رحل لاعب نادي الترجي التونسي، مطلع عام 1997 عن عالمنا. أثناء مباراة ودية أمام أولمبيك ليون الفرنسي، ليفارق اللاعب الحياة بعد ابتلاع لسانه.
تكرر مسلسل الوفيات لنجوم المستديرة داخل المستطيل الأخضر، بوفاة النيجيري إيداهور المحترف في صفوف المريخ السوداني. خلال مباراة فريقه بنادي الأمل بعد نوبة قلبية داهمته.
وأخيرًا شهد الموسم الجاري بدوري الدرجة الثالثة المصري وفاة لاعب القنايات عبدالرحمن عاطف. خلال مباراة فريقه أمام الرواد بسبب الاختناق الذي تعرضه له إثر ابتلاع لسانه.