حقق منتخب إيطاليا فوزًا كبيرًا على نظيره التركي بثلاثة أهداف نظيفة، في افتتاح بطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2020”. ليحصد الأزوري أول ثلاث نقاط في مشوار البطولة. ورغم كل ذلك كان ظهور المنتخب الإيطالي فنيًا هو حجر الزاوية الأهم في مباراة الافتتاح. حيث قدم كرة قدم ممتعة وهجومية دون تحفظ دفاعي وتعقيدات كما يعرف دائمًا كفلسفة وهوية للمنتخب الإيطالي.

ورغم أن إيطاليا ستواجه منافسين أقوى من تركيا في اليورو، لكن يبقى فوزها المقنع بثلاثية نظيفة في مباراة الافتتاح أمام جماهيرها بملعب الأولمبيكو بروما. مؤكدًا لقدرتها وإمكانياتها الكبيرة وامتلاكها جميع المقومات للذهاب بعيدًا في هذا الحدث الكبير.

أحد أهداف المباراة

إيطاليا جديدة فنيًا

كان الفوز مكافأة مناسبة لفريق المدرب روبرتو مانشيني الذي مدد انتصاراته المتتالية إلى 28 مباراة بأداء مثير للإعجاب. في حين حافظ أيضًا على نظافة شباكه مرة أخرى في 12 مباراة بين آخر 13.

وحول مانشيني الذي تولى المسؤولية عقب الإخفاق في التأهل إلى كأس العالم 2018 فريقًا باهتًا إلى آخر متكامل. إذ يضم هجومًا ثلاثيًا فعالًا إلى جانب خط وسط لا يفتقر إلى الإبداع والدفاع. حيث تخلى مانشيني عن أسلوب إيطاليا المتحفظ دفاعيًا. كذلك صنع فريقًا مغامرًا يعتمد على أسلوب اللعب من لمسة واحدة. ليحقق 10 انتصارات متتالية في التصفيات كما سجل 37 هدفًا واهتزت شباكه 4 مرات فقط.

وبدأ الفوز برباعية نظيفة على التشيك في المباراة الودية الأخيرة قبل البطولة، اختبارًا لما حدث في الملعب الأوليمبي في روما الجمعة الماضية. حيث دفع مانشيني بالتشكيلة ذاتها دون تغيير أمام تركيا ونجح فريقه مرة أخرى. رغم ثبات تركيا “التي لم يظهر لها أي أنياب” دفاعيًا في الشوط الأول. إلا أن الأزوري ترك انطباعًا بأن الأمر مجرد وقت قبل أن يفتتح التسجيل.

مانشيني

سيناريو المباراة

وشكّل دومينيكو بيراردي خطورة في الجانب الأيمن طوال المباراة، وأرسل تمريرة عرضية اصطدمت بصدر التركي مريح ديميريل لتدخل مرماه بالخطأ. وفي المقابل اخترق الظهير الأيسر ليوناردو سبينازولا دفاع تركيا التي تلقت 3 أهداف فقط في 10 مباريات بالتصفيات. في أكثر من مناسبة ليجد الفريق الضيف نفسه بلا حول أو قوة أمام هجمات إيطاليا.

وحصل تشيرو إيموبيلي على مكافأة لمجهوده عندما جعل النتيجة هدفين دون رد في الدقيقة 66. قبل أن يكمل لورينزو إنسيني الثلاثية في الدقيقة 79 بتسديدة رائعة تجاوزت أرجان شاكر حارس تركيا.

بينما لعب ثنائي الدفاع المخضرم ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني بأريحية أكثر من أي وقت مضى. في ظل وجود بوراك يلماز هداف تركيا في وضع صعب بعد عودته إلى خط الوسط لتسلم الكرة. وبعد تسجيل إيطاليا 3 أهداف أول مرة في مباراة ببطولة أوروبا. يبدو أن الثقة الجديدة التي اكتسبتها والتزامها بالكرة الهجومية سيؤتي ثماره. حيث ستخوض المباراتين التاليتين في المجموعة الأولى أمام سويسرا وويلز في الملعب نفسه. كذلك دعمه بأداء أسعد جماهيرها التي تتطلع إلى مزيد من اللعب الجيد والانتصارات.

مانشيني مدرب إيطاليا ومهاجم سامبدوريا الشهير سابقًا، كشف بعضًا من أسرار تحول كرة المنتخب لشكل هجومي مميز بعيدًا عن الدفاع المتأصل. إذ أشار إلى نجاح فريقه في هز شباك المنتخب التركي بعدما نقل الكرة بشكل أسرع، ما حرر اللاعبين عند تلقي التمريرات. كذلك أضاف: “كان من المهم أن نبدأ البطولة بهذا الشكل. وهو ما يجعلنا راضين”. كما سئل مانشيني عما إذا كان الأزوري قادرًا على الوصول إلى المباراة النهائي بملعب ويمبلي. فأجاب: “مازال الطريق طويلًا وهناك 6 مباريات متبقية. وبعد تلك الأمسية الرائعة، أتمنى أن نحقق المزيد”.

ويبدو أن تغيير طريقة اللعب لـ4-3-3 بتعليمات هجومية وشكل أكثر تحرر في الشق الأمامي وفقًا لهوية مانشيني المختلفة عن باقي المدربين الطليان. كا لها دور كبير مع الجانب التكتيكي والفني ونظام العمل للجهاز الفني بأكمله في ظهور إيطاليا بثوب جديد فنيًا في أرضية الميدان. عكس النسخ السابقة من البطولات الكبرى في اللعب بطرق لعب مثل 4-5-1 أو 3-4-3 أو 5-4-1 مع فلسفة وأسلوب متحفظ ومتراجع دفاعيًا. إذ حقق به 4 ألقاب سابقة في كأس العالم آخرها عام 2006 مع مارشيلو ليبي وبطولة وحيدة من قبل بكأس الأمم الأوروبية.

تحركات الفريق الإيطالي في المباراة

أرقام وظواهر مميزة للأزوري

شهد اللقاء الافتتاحي بين إيطاليا وتركيا عدة أرقام مميزة أغلبها في صالح الأزوري. بينما ظهر المنتخب التركي الذي ظهر بصورة متواضعة في افتتاح اليورو.

– للمرة الأولى في تاريخ اليورو يكون الهدف الافتتاحي للبطولة (هدف عكسي)، وهو سجله ديميريل مدافع المنتخب التركي بالخطأ في مرماه.

– انتصار إيطاليا بثلاثية دون رد، بات أكبر فارق انتصار في مباراة افتتاحية في منافسات كأس الأمم الأوروبية.

– إيطاليا بعد خروجها بشباك نظيفة أمام تركيا، سجلت رقمًا قياسيًا في تاريخها. حيث إنها وصلت للمباراة التاسعة على التوالي دون تلقى مرماها أي هدف، وهي أطول فترة لها منذ احتفاظها بـ10 شباك في عشر مباريات متتالية بين نوفمبر 1989 ويونيو 1990.

– جانلويجي دوناروما هو أول حارس مرمى إيطالي غير جيانلويجي بوفون، يحافظ على شباك الأزوري في بطولة كبرى منذ فرانشيسكو تولدو في يورو 2000.

– خسرت تركيا كل مبارياتها الافتتاحية في مسابقتي (كأس الأمم الأوروبية + كأس العالم)، 7 هزائم من أصل 7 مباريات.

– إيطاليا في مباراتهت التاسعة والثلاثين في اليورو، سجلت ثلاثة أهداف بمباراة واحدة للمرة الأولى في تاريخها بالمسابقة.