قالت صحيفة “صنداي نيشن” إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن نشر قوات أمريكية خاصة في كينيا للمساعدة في جهود مكافحة الإرهاب.
وفي رسالة إلى الكونجرس الأمريكي اطلعت عليها الصحيفة، قال بايدن إنه وافق على إرسال قوات عمليات خاصة إلى كينيا. من المتوقع أن تتعاون مع الجيش الكيني في محاربة حركة الشباب المسلحة. بينما لم يتم الإشارة إلى عدد القوات هناك.
ومن المتوقع أن يكون الانتشار الأمريكي بمثابة تعزيزًا أمنيًا لكينيا، إذ تعاني البلاد في السنوات الأخيرة من هجمات قاتلة بالأسلحة والقنابل من جانب حركة الشباب. التي تتخذ من الصومال مقرًا لها لكن لديها متعاطفون كثر في كينيا.
انتشار قوات أمريكية في كينيا لمواجهة نفوذ حركة الشباب الصومالية
وتهاجم حركة الشباب الحكومة الصومالية وأهدافًا عسكرية، لكنها تشن أحيانًا هجمات كبيرة في الدول المجاورة بما في ذلك كينيا. وتم استهداف شمال شرق البلاد وأجزاء من الساحل بشكل خاص من قبل إرهابيي الحركة. بالإضافة إلى هجمات بارزة في نيروبي بما في ذلك ويستجيت مول في 2013 ومجمع دوسيت عام 2019.
وأعلنت حركة الشباب عزمها شن هجمات انتقامية ضد قوات مكافحة الإرهاب التي تنفذها كينيا والصومال. كجزء من بعثة الاتحاد الأفريقي “أميسوم”. إذ تشجعت الحركة الإرهابية عقب انسحاب القوات الأمريكية المعلن من الصومال العام الماضي.
وفي ديسمبر الماضي أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسحب ما يقدر بنحو 700 جندي أمريكي من الصومال بحلول 15 يناير. إذ قال البنتاجون إنه سيتم نقلهم إلى أجزاء أخرى من شرق أفريقيا على الأرجح كينيا وجيبوتي. كما شن غارات ضد الميليشيا ومجموعة أصغر من قواعد مقاتلي داعش في الدول المجاورة.
كذلك شرعت إدارة بايدن الجديدة، التي صرحت علنًا أنها تعتبر كينيا شريكًا “استراتيجيًا” في الحرب ضد الإرهاب. بعكس العديد من السياسات التي طرحها ترامب.
وفي السياق نشرت الولايات المتحدة قوات لعمليات مكافحة الإرهاب وتقديم المشورة لقوات الأمن من شركاء أجانب مختارين في مكافحة الإرهاب. كذلك نشرت قوات مسلحة أمريكية في كينيا لدعم عمليات مكافحة الإرهاب في شرق أفريقيا.
وأعلن الرئيس بايدن العمل العسكري الوشيك للقوات الأمريكية المتمركزة في كينيا في التقرير الثاني لرئاسته المقدم إلى الكونجرس بموجب قرار سلطات الحرب.
تقارير الـ48 ساعة
ويتطلب القرار من رئيس الولايات المتحدة استشارة الكونجرس قبل إدخال القوات المسلحة في أعمال عدائية. أو حتى مواقف تشير الظروف فيها بوضوح إلى تورط وشيك في أعمال عدائية، في غضون 48 ساعة من القيام بذلك.
هذه التقارير المعروفة باسم “تقارير الـ48 ساعة” مطلوبة أيضًا عندما يرسل الرئيس قوات عسكرية إلى الخارج. بينما يكون مجهزًا للقتال أو بأعداد موسعة بشكل كبير. المهم في الأمر تمكين الكونجرس من مراقبة المنحدرات الزلقة التي يمكن أن تقود الأمة إلى الحرب.
ويجب أن توفر التقارير الأساس القانوني لأعمال الرئيس. والغرض من الانتشار والنطاق والمدة المقدرة للأعمال العدائية أو المشاركة.
“صنداي نيشن” قالت إنها لم تتمكن من الحصول على الملحق السري للتقرير الذي شاركه بايدن مع الكونجرس. إذ يوضح بالتفاصيل عدد القوات التي سيتم نشرها في كينيا.
ومع ذلك، كشف بايدن في تقريره الرئيسي أن الجيش الأمريكي سيشن ضربات جوية ضد حركة الشباب لتقليل تهديدها إذا لزم الأمر. كذلك اعترف بوقوع العديد من الضربات الجوية بالفعل منذ توليه منصبه.
وقال الرئيس بايدن في التقرير: “نفذت القوات الأمريكية عددًا صغيرًا من الضربات الجوية ضد حركة الشباب. ما زالت مستعدة لشن ضربات جوية ضد إرهابيي داعش وحركة الشباب”.
تأسست الحركة أوائل 2004، والتابعه فكريًا لتنظيم القاعدة، ولديها علاقات قوية مع منظمات إرهابية أخرى في المنطقة مثل جماعة بوكو حرام النيجيرية. كما نفذت هجمات إرهابية متعددة في أفريقيا. وفي يناير 2020 شنت هجومًا على القاعدة البحرية الأمريكية والمعروفة بمعسكر سيمبا.
هجوم حركة الشباب الإرهابية
في وقت سابق قالت تقارير إن الجيش الأمريكي يسعى للحصول على صلاحيات لتنفيذ ضربات سرية بطائرات بدون طيار في كينيا. وهو اقتراح بعيد المدى من شأنه أن يمنح واشنطن لأول مرة فسحة من الحرية لإجراء عمليات قتالية مباشرة لمكافحة الإرهاب داخل الأراضي الكينية. ومع ذلك فإن الرئيس أوهورو كينياتا يستبعد مثل هذه الصفقة.
وقال التقرير الإعلامي إن الضغط من أجل توسيع السلطات يعود إلى هجوم إرهابي لحركة الشباب على القاعدة العسكرية الأمريكية. إذ أسفر عن مقتل جندي أمريكي ومقاولين اثنين.
سرعان ما لفت الهجوم الذي شنته حركة الشباب على معسكر سيمبا الخاضع لحراسة مشددة يناير الماضي الانتباه مجددًا إلى التهديد القوي الذي تشكله الميليشيات.
ويدعم الموقع العسكري العمليات الأمريكية في الصومال، حيث يشن مقاتلو الشباب تمردا منذ أكثر من عقد.
واعترف الجيش الأمريكي بأنه في أعقاب الهجوم على القاعدة، لم يكن “مستعدًا على النحو المطلوب”. كذلك أمرت إدارة بايدن منذ ذلك الحين بإجراء تحقيق جديد في الهجوم.
وقالت الإدارة الأمريكية الجديدة مؤخرًا إنها تريد التأكد من أن “المراجعة المستقلة” الجديدة توفر “نظرة ثاقبة” إضافية حول كيفية حدوث الهجوم وكيف يمكن منعه في المستقبل.
قوات العمليات الخاصة
بادين أوضح أن “القوات المسلحة الأمريكية المتمركزة خارج الصومال تواصل التصدي للتهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم داعش وحركة الشباب”.
شركاء عسكريون من دول أجنبية مع فرق أو كتائب ستساعد قوات الأمن الأمريكية ومن المتوقع نشرها لتدريب البعثات المتخصصة في كينيا. إذ أنها وحدات متخصصة تم تشكيلها لتدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتمكين ومرافقة العمليات مع الدول الحليفة والشريكة. وتم تصميمها على طراز فريق لواء مشاة قتالي قياسي يتألف من 800 فرد. كما يشغل في المقام الأول ضباط وضباط صف مختارين من وحدات الجيش النظامي.
ذكرت صحيفة “ذا نيشن” في 29 مايو أن الجيش الأمريكي سيرسل عددًا غير محدد من قوات العمليات الخاصة لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع كينيا. اعتبارًا من يوليو في تحول استراتيجي من قبل إدارة الرئيس بايدن في الحرب ضد الإرهاب العالمي.
يأتي التغيير في استراتيجية الولايات المتحدة في ضوء تقرير للبنتاجون نُشر مؤخرًا يقول إن الصين تتطلع إلى قواعد لوجستية عسكرية في عشرات البلدان. بما في ذلك كينيا وتنزانيا المجاورة. كما أنها حريصة على بناء قوتها العسكرية والحفاظ عليها في جميع أنحاء العالم.
ترجمة- وفاء عشري