بدأت اليوم أعمال الدورة 25 من اجتماعات المجلس التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات الأفريقية تحت إشراف وزارة التنمية المحلية بمصر، على أن تستمر أعماله ليومين متصلين.
منظمة المدن والحكومات الأفريقية تأسست في عام 2005، وانعقدت أول مرة في القاهرة خلال عام 2010 لتوضيح رؤيتها وخارطة عملها قبل، وهي بمثابة الصوت الموحد والممثل للحكومات المحلية بأفريقيا، وتمثل ما يقرب من 350 مليون مواطن أفريقي.
وتدافع المنظمة عن مصالح الحكومات المحلية والارتقاء بمستويات الخدمات وتسهيل بناء الشبكات و البرامج والشراكات من أجل بناء قدرات الحكومات المحلية، وتشجيع دور المرأة في صنع القرار المحلي، كما أنها تعمل كنافذة لنقل أخبار المدن والمحافظات على المستوى الدولي.
نتائج منتظرة
أكد وزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعراوي، أن اللقاءات المرتقب عقدها خلال فترة الاجتماع وما بعده ستساهم إلى حد كبير في تبادل الخبرات بين مصر والمدن الافريقية، معتبراً أن أحد أهم النقاشات المنتظر أن يتم الوصول خلالها لنتائج ملموسة هو بحث وسائل مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد الذي يقع العالم أجمع تحت وطأة تأثيره السلبي على مختلف القطاعات.
وأشار إلى أن اللقاءات أيضاً ستتطرق إلى قضايا البيئة وما تشهده من تغيرات وقضية النمو السكاني وسبل مواجهتها فضلاً عن طرق التعامل مع المخلفات الصلبة، بما يعود بالنفع على مختلف المدن الافريقية.
واعتبر محافظ القاهرة، خالد عبد العال، أن مصر تستهدف تعزيز علاقاتها المؤسسية بمنظماتها الأفريقية وفرص إطلاق العلاقات والشراكات والحرص على دعم آليات العمل الأفريقى المشترك، والشراكة في مواجهة التحديات، داعياً لمؤتمر مشترك لتبادل التجارب والخبرات بين المدن الأفريقية.
واعتبر محافظ القاهرة في كلمته التي ألقاها اليوم في اجتماع منظمة المدن والحكومات الأفريقية، أن المؤتمر فرصة لبحث ما تم من تجارب في مجال الصحة وكذلك في المواجهة الاقتصادية والتنموية في مرحلة ما بعد الجائحة.
مصر قلب أفريقيا
في هذا السياق، أشاد السكرتير العام لمنظمة المدن والحكومات الافريقية، جان بيير مباسي، بالدور المصري المبذول في افريقيا، قائلاً “مصر قلب أفريقيا، والجميع يشعر بالطمأنينة على أراضيها رغم وجود فيروس كورونا وما يفرضه من مساحات تباعد اجتماعي إلا أن حضور الاجتماع لا يواجهون مثل تلك المخاوف في مصر”.
وأضاف مباسي، في كلمته التي ألقاها في الاجتماع اليوم، أن أحد أهداف انعقاد الدورة الـ 25 للمنظمة يكمن في تحقيق مصالح الشعوب الافريقية تحت مظلة الرعاية المصرية.
واعتبر وزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعراوي، كل ما يحدث من اجتماعات ومناقشات مرتبطة بوضع المدن الإفريقية يأتي كواحد من مسار عمل الحكومة المصرية في هذا الملف، فالعلاقة مع القارة الإفريقية تحتل مكانة مميزة على قائمة الاهتمامات الخارجية يوليها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي اهتمام كبير.
وأرجع شعراوي الاهتمام المتنامي بالقارة السمراء إلى عام 2014، لافتاً إلى وجود برنامج لتطوير البنية التحتية يحتوي على مشروعات طموحة تعتبر هي الأبرز في مسار السعي نحو الاندماج والتكامل المنشود مع القارة الافريقية، والركيزة التي سيتم الاعتماد عليها مستقبلاً في تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية.
مصر تستهدف مشاركة خبراتها في مجال البنية التحتية مع المدن الأفريقية
ناقش وزير التنمية المحلية ، اللواء محمود شعراوي خلال اجتماع منظمة المدن والحكومات الإفريقية، الدور المصري في القارة خاصة في مجال البنية التحتية بما لها من ريادة وخبرة فيه.
واستعرض شعراوي في كلمته التي ألقاها في الاجتماع، عدد من الحقائق في هذا الشأن ومنها أن مصر تمكنت خلال السبع سنوات الماضية تمكنت من تحقيق طفرة كبيرة وغير مسبوقة في التطور الحضاري والعمراني وتنمية ذلك القطاع على وجه التحديد بتبني مشروعات عملاقة وعلى رأسها توفير مليون وحدة سكنية، وإنشاء 20 مدينة جديدة، فضلا عن توفير سكن بديل وآمن لما يقرب من 23 مليون مواطن في العشوائيات.
واعتبر وزير التنمية المحلية أن الاتصال الجغرافي والتكامل مع الاقتصادي مع الدول الإفريقية على رأس اهتمامات الدولة المصرية، ويتضح ذلك جلياً من خلال التوجه نحو الطرق ومنها “القاهرة كيب تاون”، لافتا إلى أن مصر تضع كامل خبراتها في هذا المجال في خدمة الأشقاء الأفارقة للوصول للتكامل الطبيعي بين أبناء القارة المتقاربة والمترابطة في الثقافة والجوار ووحدة المصير.
دعم مصر لأفريقيا في فترة الوباء
عانى العالم أجمع خلال الفترة الأخيرة من ويلات إنتشار فيروس كورونا المستجد الذي أثر على مختلف نواحي الحياة وخاصة الاقتصادي منها، وحمل الكثير من الدول وخاصة في افريقيا وبعض المدن الفقيرة بها أزمات مالية تمت إضافتها أعبائها أثناء العمل على مواجهة تلك الجائحة والسيطرة عليها.
ومنذ عام 2019 ومصر لها دور كبير في دعم افريقيا بقدر كبير مما تملكه من أدوات وفرق طبية، وكشف وزير التنمية المحلية، محمود شعراوي أن لقاح فيروس كورونا الذي بدأ مصر فعليا في إنتاجه على أراضيها سيخدمها وأشقاؤها من أبناء القارة الافريقية في ضوء عملها على دعم دول الجوار لتخطي الجائحة وتجاوز الأزمة.
واعتبر شعراوي أن لأفريقيا مكانة خاصة لدى الدولة المصرية وهو ما يتأكد بالحرص على استمرار كل نشاط يتعلق بها رغم وجود الوباء العالمي، ومنها استضافتها لمنتدى رؤساء هيئات الاستثمار الأفريقية بمدينة شرم الشيخ، والمؤتمر الخامس رفيع المستوى لرؤساء المحاكم والمجالس الدستورية بالاضافة للاجتماع القائم اليوم لمنظمة المدن والحكومات الأفريقية.
واستكملت مصر كل الإجراءات الإدارية والقانونية للبدء في عملية التوقيع على الميثاق الأفريقي لدعم اللامركزية وقيم ومبادئ الحكم المحلي، وكذلك الميثاق الأفريقي لقيم ومبادئ الوظيفة العمومية والإدارة، وخلال مؤتمر اليوم جاري التوقيع على اتفاقية مقر مكتب شمال أفريقيا للمنظمة القارية كدليل على حجم الثقة في الدور الذي تقدمه مصر لدفع عجلة التنمية وزيادة الروابط و الأواصر التي تدعم الوحدة الأفريقية.
وحضر اجتماع رئيس منظمة المدن والحكومات الافريقية، محمد بودرا، والأمين العام لها، جان بيير مباسي، ووزير التنمية المحلية، اللواء خالد عبد العال، بمشاركة واسعة من المهتمين بالشأن الأفريقي منهم عدد من وزراء التنمية المحلية الافارقة، بالاضافة إلى 25 من محافظين وعمد عدد من المدن الافريقية.
ومن المقرر أن يتم خلال يومي الانعقاد عدد من الاجتماعات بين أفراد الحكومة المصرية ونظرائهم الأفارقة لمناقشة أوجه التعاون المحتملة وتبادل الأفكار فيما يتعلق بقضايا المرتبطة بدعم التقدم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية مع القارة السمراء وخاصة ملف تطوير المدن هناك.