انتهت رحلة القائد الأبرز لريال مدريد الإسباني سيرخيو راموس، مع عملاق أوروبا بنهاية غير سعيدة على الإطلاق على غرار ما حدث مع أسطورتي النادي من قبل إيكر كاسياس وراؤول بلانكو جونزاليس، ما يثبت أنها سمة لا يتخلى عنها الرئيس فلورنتينو بيريز في حقبتيه مع الفريق الملكي بتوديع نجوم وأساطير الميرينجي بطريقة غير لائقة.

هذه المرة جاء الدور على راموس ليكون الحلقة الأحدث في مسلسل خروج نجوم اللوس بلانكوس من الباب الخلفي والضيق لقلعة سانتياجو برنابيو.

رحيل راموس جاء بعدما قضى 16 عامًا في النادي الأبيض العريق، منذ انضمامه إليه قادمًا من صفوف إشبيلية الأندلسي، لعب خلالهم بقميص الميرينجي 671 مباراة سجل خلالهم 101 هدف وصنع 39 آخرين.

كما حقق الماتادور صاحب الـ 35 عامًا، لقب الدوري الإسباني 5 مرات و4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا وبطولتين لكأس ملك إسبانيا و4 بطولات للسوبر الإسباني، وحقق 4 بطولات لكأس العالم للأندية و3 ألقاب للسوبر الأوروبي.

ولم تشفع له كل هذه الرحلة الطويلة والتاريخ المدجج بالبطولات في البقاء رفقة الحلوى البيضاء للاعتزال داخل جدران النادي، فلماذا خرج بهذه الطريقة؟

مفاوضات صعبة تنهي القصة

يمكن تبرير وداع راموس بأي شكل، لكنه في الحقيقة جاء بعد تعثر المفاوضات بينه وبين النادي ورفضه عدة عروض من قبل، فلم يوافق على ما يقدمه النادي له، إذ قدم الملكي عرضًا للاعب بالتجديد لمدة موسم واحد فقط مع خصم 10٪ من قيمة عقده، وهي السياسة التي سيتبعها النادي مع كل لاعبي كرة القدم بسبب الأزمة الاقتصادية.

راموس وبيزيز

لكن راموس كان يعتقد دائمًا أن عمره لن يكون عائقًا أمامه لتجديد عقده في ريال مدريد بالطلبات التي يُريدها من النادي، لكن الملكي كان حازمًا جدًا في هذا الأمر، ولم يرضخ لمراوغة قائده، وقرر بشكل قاطع إنهاء المفاوضات حتى لو هيكلفه ذلك فقدان ورحيل راموس.

كورونا له دخل في الأمر

لو لم يكن هناك جائحة كورونا، ولولا حظر دخول الجماهير إلى الملاعب ولم تتعرض أندية كرة القدم للأزمة الاقتصادية التي تمر بها، لكان وضع راموس ومستقبله مُختلفين تمامًا، ولكن مثل أي شخص آخر أمسك “كوفيد – 19” باللاعب وتغيرت جميع خططه بسبب الفيروس اللعين.

https://www.youtube.com/watch?v=1IsE8zt3C6o

تقدمه في العمر

أحد أهم أسباب عدم تجديد راموس لريال مدريد لمواسم إضافية هو المرحلة العُمرية التي يعيشها اللاعب حاليًا، بالإضافة إلى رغبة ريال مدريد في التخلص من اللاعبين لأنهم بعيدون عما يتقاضونه مقابل الأداء لكنهم لا يستطيعون ذلك، ولا توجد عروض لهم كما أنهم لا يريدون الانتقال، وقد يؤدي تجديد راموس لمدة عامين إلى وضع مماثل كما أن إصاباته هذا العام لم تساعد على إتمام القصة.

هذا السبب جعل ريال مدريد يُعلن تخلصه سريعًا من راموس والتفكير في مستقبل الفريق، حيث يرغب النادي في النزول بمُعدل أعمار لاعبيه خلال المرحلة القادمة.

مشاكل غرفة الملابس

في الأوقات الجيدة كانت قيادة سيرخيو راموس مثالية، وتم الإشادة بقدرته على توحيد غرفة الملابس على هدف واحد، وإقناع الشباب بمتابعته وإقناع النجوم مثل كروس باحترامه «إنه أفضل قائد عرفته على الإطلاق»، كما قال النجم الدولي الألماني، حيث تم الإشادة به.

ولكن الأزمة الكبرى جاءت في الآونة الأخيرة عندما قاد راموس تمردًا ضد فكرة فرض خصم 10% من مستحقات اللاعبين وقيمة عقودهم، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي يمر بها ريال مدريد ومعظم الأندية العالمية.

راموس حزينا بعد وداع بيته

خط دفاع جديد أصغر سنا

يبدو أن ريال مدريد قد أصيب هذه المرة برحيل راموس، خاصة بعدما توصل النادي إلى اتفاق مع دافيد ألابا مدافع بايرن ميونيخ، الذي أنهى مثل سيرخيو عقده مع فريقه الألماني هذا الصيف ولم يرغب في التجديد.

فقط هذا ما قاله النجم النمساوي منذ فترة طويلة وهذا جعل العديد من الأندية مهتمة به، وكان ريال مدريد الأسرع ونجح في التوقيع مع اللاعب الذي يعد من الصفقات الهامة للغاية للفريق الملكي في السنوات الأخيرة، بالإضافة لتألق البرازيلي إيدير ميليتاو في الجزء الأخير من الموسم الماضي وتقديمه مستوى مبشر للغاية يجعله لائقًا لقيادة دفاع الملكي رفقة ألابا بالموسم الجديد.