لا صوت يعلو فوق صوت قمة نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي المصري والترجي التونسي التي تقام في تمام السادسة مساءً بتوقيت القاهرة، إذ يحل المارد الأحمر ضيفًا ثقيلًا على نظيره “المكشخة” بملعب حمادي العقربي في رادس بالعاصمة التونسية.
الأهلي كانت له صولات وجولات في ملعب رادس، فهو الملعب الذي كان بمثابة المسرح لأفراح عملاق الجزيرة بعد أن عانق فيه الأميرة السمراء خلال مناسبتين، وبخلافهما حقق عدة انتصارات أخرى سواء في أدوار إقصائية أو مراحل المجموعات ببطولات الأندية.
فيما يبقى فريق الدم والذهب “الترجي” منافسًا قويًا ولا يهاب على أرضه رغم التفوق الأحمر لبطل القارة السمراء. وهو ما يجعل من المواجهة العنوان الأبرز لدوري أبطال أفريقيا بهذا الدور وتحظى بترقب ومتابعة كثيفة عبر كافة أقطار القارة.
في التقرير التالي نعرض في نقاط أهم وأبرز الأرقام والإحصائيات والتحليل الفني لتلك المواجهة المرتقبة..
https://www.youtube.com/watch?v=PttiHQyfYDI
أرقام وإحصائيات تدعم كفة الأهلي
الوصول لشباك الترجي وتسجيل الأهلي للأهداف في تونس أمر يسهل كثيرًا من مهمة حامل اللقب في لقاء العودة بالقاهرة. ولم لا والمارد الأحمر يمتلك سجلًا رقميًا مميزًا من حيث التهديف خارج حدود مصر على مدار آخر نسختين من البطولة القارية.
ففي النسخة الماضية خاض الأهلي 5 مباريات خارج مصر ونجح في هز الشباك وزيارة شباك منافسيه في 4 منهم. من خلال ثنائية في شباك كانو بطل غينيا الاستوائية. وهدف حاسم في شباك الهلال بأم درمان بالسودان، وآخر في مرمى بلاتينيوم بطل زيمبابوي.
وأكمل الأهلي مسيرته التهديفية خارج حدود ملعبه بهدف في مرمى صن داونز ببريتوريا في إياب ربع النهائي. ثم ثنائية تاريخية زار بها مرمى الوداد البيضاوي في كازابلانكا بذهاب نصف النهائي لتحمل حصيلة أهدافه الخارجية الرقم 7.
قبل أن تعود صولات الأهلي خارج ميدانه في النسخة الحالية، فقص حامل اللقب شريط دوري الأبطال بهدف في مرمى سونيديب بالنيجر. ثم أمطر شباك فيتا كلوب بالكونغو بثلاثية. كذلك تسجيل هدفين في مرمى المريخ بالسودان، قبل أن يحرز ياسر إبراهيم هدف تأكيد بلوغ المارد الأحمر نصف النهائي القاري من قلب بريتوريا في مواجهة صن داونز. وهو سابع أهداف الأهلي الخارجية في النسخة الجارية.
إجمالاً، أحرز الأهلي 14 هدفًا خارجيًا خلال آخر 11 مباراة خارج مصر بالنسختين الماضية والحالية من دوري الأبطال. بينما لم يعجز الفريق عن هز شباك منافسيه بملعبهم سوى في مباراتي النجم الساحلي في 2019-2020 وسيمبا التنزاني في 2020-2021. وهي أرقام تنبأ عن شراسة هجومية للفريق الأحمر وتدعم كفته خارج الديار أمام الترجي في ذهاب نصف النهائي.
موسيماني وشعباني وجهان لعملة واحدة
يتشابه كثيرًا كلا مدربي الفريقين الأهلي والترجي، وهما الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني والتونسي معين الشعباني. ما يصعب المواجهة الفنية بينهما في هذا التحدي ويجعلهما في مبارزة ثنائية من خارج الخطوط لأعرق فريقين مع الزمالك في القارة السمراء من حيث عدد الألقاب بدوري الأبطال. فكلاهما حقق مسيرة كروية ناجحة حيث لعبا في المستوى العالي وسبق لهما خوض مغامرة احترافية في قارة أوروبا.
الشعباني لعب للترجي شيخ الأندية التونسية لمدة 10 سنوات كاملة. كما حمل قميص نادي أنقرة غوجو التركي خلال موسم 2008-2009. وفاز كلاعب بـ10 ألقاب محلية مع نادي العاصمة التونسية. كذلك خاض معه نهائي دوري أبطال أفريقيا خلال مناسبتين.
وعلى الجانب الآخر حمل موسيماني قمصان عدة فرق معروفة في جنوب أفريقيا، وهي جومو كوسموس وماميلودي صن داونز وأورلاندو بيراتس. كما أنه احترف لـ6 سنوات مع نادي يونيكوس اليوناني.
أما على الجانب التدريبي، فيملك الثنائي سجلاً مشرفًا من الألقاب المحلية والخارجية، فالشعباني رغم صغر سنه (39 عامًا)، نجح في حصد 7 ألقاب. تحديدًا منذ تعيينه مديرًا فنيًا للفريق خلال شهر أكتوبر 2018.
أما موسيماني فاز هو الآخر بـ14 لقبًا في مختلف تجاربه التدريبية، وتحديدًا مع سوبر سبورت وصن داونز الجنوب أفريقيين ثم الأهل، وعلى غرار نظيره التونسي. توّج بيتسو بنسختين من لقب دوري أبطال أفريقيا، الأولى مع صن داونز في عام 2016 والثانية مع الأهلي العام الماضي.
أخيرًا أظهر كل من الشعباني وموسيماني قوة شخصية كبيرة في مغامرتيهما مع الترجي والأهلي جعلتهما يصمدان أمام حدة الانتقادات الموجهة إليهما. فمدرب التونسي لم يتأثر نفسيًا بالحملات التي تشهدها شبكات التواصل الاجتماعي والمطالبة برحيله بسبب فشل الفريق في بعض الرهانات المحلية والخارجية. وذلك بعد أن وجد مساندة كبيرة من حمدي المؤدب رئيس النادي.
نفس الوضعية عاشها موسيماني مع الأهلي طوال الأشهر الأخيرة جراء الأداء المتذبذب للفريق. غير أنه أظهر شجاعة وتحمل كبيرين جعلته يجيب منتقديه عبر حصد الألقاب المتتالية بدعم من إدارة النادي المصري العريق.
أبرز حقائق المواجهة الصعبة بين الأهلي والترجي
تشهد هذه المواجهة عدة حقائق مثيرة على مستوى تاريخ المواجهات السابقة بينهما وأمور أخرى متعلقة بالتحدي. فستكون المباراة رقم 17 بين الفريقين في دوري أبطال أفريقيا “6 فوز الأهلي – 4 فوز الترجي – 6 تعادل”. إذ إنه أكثر مواجهة تكررت في البطولة منذ 1997 والأولى منذ نهائي 2018 عندما تفوق الترجي 4/3 بمجموع المباراتين.
كما فاز الأهلي في 3 من آخر 4 مواجهات خارج أرضه ضد الترجي في دوري أبطال أفريقيا. كذلك خسر في مباراة واحدة بعد أن فشل في الفوز بأي من مبارياته الأربع الأولى خسر ثلاثة وتعادل في مباراة.
بينما فاز الترجي في 4 من آخر 5 مباريات بدوري أبطال إفريقيا ضد فرق مصرية. وخسر مباراة واحدة بعد فشله في الفوز في 8 مباريات من هذا النوع قبل ذلك تعادل في 4 مباريات وخسر في أربعة.
فيما فاز الأهلي في مباراة واحدة فقط من آخر 9 مباريات خارج أرضه بالأدوار الإقصائية بدوري أبطال أفريقيا، 2/0 ضد الوداد في نصف نهائي 2019 -2020. بينما تعادل في 3 مباريات وخسر خمسة.
وساهم محمد علي بن رمضاني في إحراز 5 أهداف سجل 4 وصنع هدفًا في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم فقط. بينما ساهم لويس ميكيسوني في إحراز أهداف أكثر منه 6 أهداف سجل وصنع 3 أهداف.
تغييرات وتعديلات على تشكيل الأهلي
عقل موسيماني يتحرك نحو الأفضل للأهلي مهما كان الوضع، هكذا تبدو الأمور داخل أسوار القلعة الحمراء. بعدما استقر الجنوب أفريقي على إجراء 3 تعديلات على تشكيل الفريق الأساسي لمواجهة الترجي عقب فترة التوقف الدولي. لأكثر من سبب وعلى رأسهم الإصابات، والاعتماد على أصحاب الخبرة، وانخفاض مستوى بعض اللاعبين.
أولها هو حسين الشحات، حيث سيعتمد بيتسو على الجناح الطائر خلال مباراة الذهاب أمام الترجي في مركز الظهير الأيمن. في ظل إصابة محمد هاني، وغيابه عن قائمة الفريق في تونس. وربما يغير الجنوب أفريقي قراره ويميل إلى إسناد الجبهة اليمني إلى نجم المنتحب الأوليمبي أكرم توفيق، الذي يحظي بدعم جماهير الأهلي في الفترة الأخيرة.
ثانيها هو أيمن أشرف، حيث ينوي موسيماني الدفع بالجوكر الدفاعي في مركز قلب الدفاع بجوار بدر بانون بدلًا من ياسر إبراهيم. مع وضع رامي ربيعة كبديل ذهبي على دكة البدلاء. خاصًة في ظل تفوق أيمن أشرف ومهارته في الخروج بالكرة. كذلك تغطيته لجبهة علي معلول.
ثالثها هو جونيور أجاي، حيث يفكر بيتسو في الدفع بالنيجيري في مركز الجناح بدلًا من حسين الشحات الذي اقترب من قيادة الجبهة اليُمنى دفاعيًا. كما من الممكن الدفع به في مركز صانع الألعاب في ظل غياب محمد مجدي أفشة. كذلك يأتي وليد سليمان كخيار ثانٍ في ذات المركز، مع تواجد محمد شريف في مركز رأس الحربة.
تغيير محتمل آخر هو محمود عبدالمنعم كهربا، الذي سيكون الخيار الأول لموسيماني في مركز الجناح الأيمن في حال عدم تعافي طاهر محمد طاهر. مع صعوبة الدفع بصلاح محسن منذ بداية اللقاء بسبب عدم تأديته للواجب الدفاعي برفقة علي معلول.