عاد الأهلي مرة أخرى بانتصار جديد وحكاية سعيدة من ملعب رادس بالعاصمة تونس معقل نادي الترجي، بعدما تمكن من تحقيق فوز ثمين للغاية بهدف دون رد مساء أمس السبت حمل توقيع محمد شريف نجم هجوم المارد الأحمر، ليضع العملاق القاهري قدمًا في نهائي دوري أبطال أفريقيا وتحقيق حلم العاشرة رغم تبقي لقاء الإياب بالقاهرة السبت المقبل يوم 26 يونيو الجاري.

لكن أداء الأهلي والعمل التكتيكي والخططي الكبير الذي قام به مدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني جعل الجماهير الحمراء في حالة انتشاء كبرى بفريقها، رغم حزنها بسبب التفريط في الخروج بنتيجة أكبر مع وجود فرص عديدة ومحققة للفريق الأحمر على مرمى الفريق التونسي الذي ظهر بشكل متواضع للغاية دون أنياب حقيقية وسط جماهيره وعلى أرضية ميدانه.

موسيماني زعيم أفريقيا

ظهر جليًا دراسة موسيماني للخصم جيدًا وتدريب وتحفيظ لاعبيه طريقة لعبه بهذه المباراة باعتماد طريقة لعب 4-3-2-1 التي يتبعها دومًا خارج أرضه، ونجح بها بشكل مذهل باعتماد حمدي فتحي كمدافع ثان بجوار بانون مع ترحيل أيمن أشرف للظهير الأيسر والدفع بمعلول جناحًا هجوميًا في حالة امتلاك الأهلي للكرة، وفي حالة الدفاع عودة حمدي فتحي كلاعب ثالث في الوسط بمثابة ليبرو متقدم مما عزز هجوم الأحمر في الحالة الأولى وجعله أكثر صلابة دفاعية بالحالة الثانية عند امتلاك الترجي للكرة، وهو ما يثبت نجاح المدرب تمامًا في قراءة الخصم واللعب بطريقة وتكتيك مناسب له تمامًا وخرج فائزًا كما أراد.

وكالمعتاد وكما كان متوقعًا دخل موسيماني بنوايا واضحة هدفها قتل إيقاع اللقاء مبكرًا، والنيل من معنويات أصحاب الأرض وعدم المخاطرة بالكرة، ويأتي ذلك عن طريق نقل الكرة بأكبر عدد ممكن من التمريرات القصيرة من ثم الهجوم المفاجئ بتمريرة طولية خلف مدافعي الترجي للمنطلق محمد شريف.

خطة موسيماني المُحكمة عبرت بالشوط الأول إلى بر الأمان مع قدرة كانت واضحة للأهلي على خطف هدفًا قاتلاً، ولكن عدم المخاطرة بالكرة منع ذلك.

ومع بداية الشوط الثاني جرت الأمور كما خُطط لها من موسيماني دائمًا، حيث انجرف معين الشعباني إلى الهجوم بحثا عن الفوز أكثر من ضيفه، كونه يلعب على ملعبه وبين أنصاره.

وبالفعل تقدم أبناء باب سويقة إلى الأمام بغرض خطف هدف يسهل من مهمة الإياب في القاهرة، وهو ما انتظره موسيماني لتأتي اللحظة المنتظرة كالمعتاد ويستغل محمد شريف تمريرة وانطلاقة ممتاز من المالي أليو ديانج، ليضع المارد في المُقدمة بهدف رائع يضع قدمًا ونصف للعملاق القاهري في المباراة النهائية.

استراتيجية موسيماني هاجمها الكثيرون ولكنها ظلت في إثبات جدارتها وأحقيته في كل مناسبة، وها هي تُقرب المادر الأحمر مجددًا من ملامسة الأميرة السمراء بعد تحقيق نتيجة إيجابية رائعة في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال هذا الموسم أمام الترجي التونسي بملعب رادس الدولي، كما أنها قادرة على الحد من خطورة مهاجمي الخصوم دومًا، مهما امتلك المنافس من مواهب كبيرة وخبرات عريضة.

مكاسب عديدة للأحمر في رادس

عدة مكاسب خرج بها الأهلي بخلاف الفوز والأداء الجيد، أبرزها انفراد محمد شريف بصدارة هدافي الأحمر في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم، بعدما سجل هدف الأهلي الوحيد في مرمى الفريق التونسي، ليصل للهدف الرابع في هذه النسخة من البطولة بعدما فض الشراكة مع طاهر محمد طاهر صاحب الثلاثة أهداف.

وواصل شريف الإبداع مع الشياطين الحمر ليرفع رصيده من الأهداف إلى 14 هدفًا في كل البطولات هذا الموسم، مبتعدًا عن أقرب منافسيه محمود عبد المنعم كهربا بفارق 7 أهداف كاملة.

كما أنه برغم أن التأهل لم يُحسم بعد، إلا أن الأهلي استعاد ذكريات التألق في ملعب رادس، حيث سبق له الفوز ببطولة أفريقيا مرتين على هذا الملعب عامي 2006 أمام الصفاقسي وعام 2012 أمام الترجي، ووصل إجمالى انتصارات الأحمر على الترجي لوحده في هذا الملعب 5 انتصارات.

وخاض الأهلي 12 مباراة على ملعب رادس، فاز في 7 وخسر 5، ولم يتعادل أبدًا هناك، حيث لعب الأهلي 3 نهائيات لدوري أبطال أفريقيا في ملعب رادس، حسم 2 منها لصالحه أمام الصفاقسي والترجي وخسر الثالث أمام فريق الدم والذهب.

فيما أكد محمد الشناوي سد الأهلي العالي على أهميته الكبرى وتألقه الكبير مع الفريق مرة أخرى، عندما نجح في الزود عن مرماه ببراعة في أخطر فرص الترجي بالشوط الأول لمحمد علي بن رمضان، ليثبت أنه حينما يحتاجه الأهلي يكون في الموعد كالمعتاد.

وكذلك قدم ثلاثي الأهلي أكرم توفيق وأليو ديانج وحمدي فتحي أداءً متميزًا خلال المباراة وكانوا نجومها الأبرز، وتمكن الفريق من خلال تألقهم في إحكام السيطرة على منطقة المناورات، وكذلك محمد مجدي أفشة صانع ألعاب الفريق الذي ساهم في زيادة نسبة الاستحواذ للمارد الأحمر منذ دخوله بديلاً خلال اللقاء.

كما نجح الأهلي في التغلب على الأحداث التي صاحبت المباراة بعدما شهد ملعب رادس أعمال شغب واضحة من جمهور الترجي، ما تسبب في مغادرة اللاعبين وطاقم التحكيم بقيادة فيكتور جوميز أرض الملعب، ليلجأ مراقب المباراة لتأخير المباراة 60 دقيقة، وتسلم سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي تعهدًا مكتوبًا من مراقب المباراة بالحفاظ على سلامة اللاعبين والجهاز الفني خلال مباراة الترجي.

أخيرًا تعرض موسيماني الفترة الماضية لهجوم من الجماهير وبعض النقاد المحليين، بسبب تراجع مستوى الأهلي في المباريات السابقة، وشكك الكثير في قدرة المارد الأحمر في عبور محطات صعبة كثيرة، ولكن المدرب الجنوب أفريقي رد بأحسن صورة  ليستحق لقب “رجل المواجهات الكبرى”.

صحف تونس تجلد الترجي وتشيد بالأهلي

سلطت الصحف التونسية الضوء على أحداث المباراة وسقوط الترجي في ملعبه، حيث أكدت صحيفة “الشروق التونسية” أن الترجي استحق الهزيمة في ملعبه.

وأضافت “انتهت مباراة ذهاب نصف نهائي بطولة أفريقيا بين الترجي الرياضي التونسي والأهلي المصري التي احتضنها ملعب حمادي العقربي برادس بفوز زملاء علي معلول بهدف لصفر سجله محمد شريف في الدقيقة 67، وأن العملاق المصري كان أفضل وسط تراجع كبير للترجي”.

أما صحيفة “الصباح نيوز” فكتبت: “وضع الأهلي قدمًا في نهائي دوري أبطال أفريقيا، وذلك بعد فوزه في مباراة الذهاب على مضيفه الترجي بهدف دون رد سجله محمد شريف”، ولفتت الصحيفة إلى أن ممثل الكرة التونسية غاب عن المباراة وأفسح المجال للفريق المصري الذي قدم مباراة كبيرة.

صحيفة “تونس الرقمية” عنونت “الترجي يتكبّد الهزيمة أمام الأهلي”، وذكرت الصحيفة: “إنقاذ الترجي إلى الهزيمة أمام الأهلي بهدف دون مقابل”.

وأضافت: “ممثل كرة القدم التونسية سيكون مطالبا بالانتصار بفارق أكثر من هدف في مباراة العودة بمصر ليتأهل إلى المباراة النهائية”.

من جانبها صحيفة “la presse” عنونت “الترجي يزيد الأمور صعوبة”، وقالت الصحيفة: “خسر الترجي أمام الأهلي المصري (0-1) في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، وستقام مباراة الإياب السبت المقبل في القاهرة”، وتابعت: “المباراة كانت صعبة ومثيرة بين فريقين يتنافسان على اللقب -لا سيما الترجي التونسي- الذي لعب أمام 5000 مشجع”.