قالت موفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن العالم يضم 79.5 مليون لاجئ ومشرد وطالب لجوء، 40% منهم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا. أفريقيا جنوب الصحراء تستضيف أكثر من 26% منهم بواقع 18 مليون شخص في منطقة تشكّل مصدر قلق كبير، لكن الرقم ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
ووفق المفوضية ارتفع العدد بسبب أزمات جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا وجنوب السودان، بالإضافة إلى الصراعات في بوروندي وإثيوبيا والكاميرون.
في تقرير مترجم يسرد موقع “أفريقا نيوز” بعض قصص اللاجئين في أفريقيا في اليوم العالمي للاجئين يوم 20 يونيو من كل عام نستعرضها كالتالي:
الطقس القاسي في شرق السودان يعرض اللاجئين الإثيوبيين للخطر
اللاجئة الأثيوبيه آنا تتذكر كيف أنها قبل أيام قليلة فقط كانت تتنهد بارتياح عندما خرجت من الحرارة الحارقة. صراعها مع الطقس القاسي يشبه صراع آلاف الإثيوبيين الذين وصلوا إلى شرق السودان خلال الأشهر الستة الماضية. إذ فروا من أعمال العنف في إقليم تيجراي. وبعد أشهر من الحر الشديد، يواجهون الآن أمطارًا طويلة بدأت في مايو، وتستمر حتى أكتوبر.
الأمطار والرياح العاتية دمرت بالفعل بعض الملاجئ والمراحيض. كما أدت حالة الطقس إلى فيضانات في بعض مناطق المخيم الذي يستضيف حوالي 20 ألف لاجئ إثيوبي.
أنشأت مستوطنة اللاجئين الإثيوبيين في منطقة شبه قاحلة حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة فيها إلى 45 درجة مئوية. لكنها مكتظة باللاجئين بعد أن وصلت مستوطنة “أم ركوبا” إلى طاقتها الكاملة، المنطقة عرضة للفيضانات المفاجئة التي أصبحت أكثر حدة في السنوات الأخيرة.
يقود جهود إنقاذ اللاجئين أكاران ناباكيرو، المسؤولة الميدانية لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومقرها ولاية القضارف حيث تقع المستوطنة.
وأوضحت أن حوالي 50 شخصًا دمرت خيامهم نقلهوا إلى إحدى قاعات روب هال التابعة للوكالة. كما أن هناك خططًا لتزويد اللاجئين بملاجئ أكثر ديمومة لحمايتهم من العوامل الجوية. سيتم توزيع مواد الإغاثة، بما في ذلك الطعام والأغطية وحصائر النوم على الأسر المتضررة.
تقول “آنا” التي كانت تدرس علم النفس في الجامعة عندما اندلع العنف: “أفتقد الطقس الجميل والحياة الطبيعية التي كنت أعيشها في منزلي”. “إذا كان بإمكاني، فسأعود إلى المنزل الآن. لكن الوضع لا يزال مروعًا، يجب أن أبقى هنا. على الأقل أنا بأمان”.
لاجئون ماليون بموريتانيا قاموا بتطبيق وتبادل التقنيات من بلدهم الأصلي لزراعة الغذاء وحماية البيئة
عندما وصل أحمدو أج البخاري إلى مخيم مبيرا للاجئين في جنوب شرق موريتانيا بعد فراره من الصراع في مالي عام 2012. تفاجأ بنقص حدائق الخضروات في القرى المجاور، وجد البخاري ورفاقه طرقًا لإعادة الحياة إلى التربة، إذ حافظوا على القليل من المياه المتاحة باستخدام السماد والبذور التي عرفوا أنها تستطيع تحمل الحرارة.
عندما فروا إلى موريتانيا، أحضروا معهم بعض هذه البذور وبدأوا في إنشاء حدائق صغيرة في المخيم، كذلك استخدموا نفس الأساليب للتعامل مع الظروف الحارة والجافة.
في السنوات التسع التي تلت ذلك، شاركوا بعض هذه التقنيات مع المجتمع المحيط من الموريتانيين الذين يزرعون الآن العديد من نفس المحاصيل.
وتعلم اللاجئون بدورهم من الموريتانيين المحليين كيفية الحد من تأثير ماشيتهم على الأرض من خلال تحويل العشب إلى قش.
في عام 2020، لعب اللاجئون دورًا مهمًا في إخماد ما لا يقل عن 22 حريقًا في منطقة باسيكونو. قبل أن يأتي اللاجئون كان المجتمع المضيف يستخدم الآلات لإحداث حرائق.
وفي هذه العملية تفقد الكثير من الأشجار، وتتآكل التربة. كما يقول “نديكنتوم” مسؤول سبل العيش مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. “بالطريقة التي يتم بها الآن مع اللاجئين، يستخدمون المناجل لقطع بعض الأغصان حتى لا يتم تدمير الأشجار. يمكن للمراعي أن تتجدد. نجح اللاجئون في اندلاع حرائق تسبب أضرارًا طفيفة للبيئة”.
يستخدم اللاجئون في الكاميرون قوة وسائل الإعلام لتسليط الضوء على محنتهم
إيمانويل أمبي لاجئ تشادي، وصل هو وزميلته كورادي مابيل إلى استوديوهات سيرتف في ياوندي. إيجور طالب آخر موجود بالفعل في استوديو الراديو لتسجيل برنامج.
هؤلاء لاجئون شباب يعيشون في عاصمة الكاميرون ويديرون مشروع “ميجافون” الخاص بهم. بعد الحصول على منحة صغيرة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. الشباب التزموا بتشغيل برنامج إذاعي يتحدث عن محنة اللاجئين. الأول منهم كان لاجئًا من أفريقيا الوسطى.
قرر الطلاب اللاجئون الذهاب إلى جميع المناطق في الكاميرون حيث يعيش اللاجئون مثل غاروا بولاي. بعد جمع المعلومات في الميدان، يعودون إلى الاستوديو لتقديم تقارير عن حياة اللاجئين لعامة الناس.
بينما يركز المشروع على البرنامج الإذاعي، يتضمن كذلك المكون الثاني تدريب هؤلاء اللاجئين الشباب في مجال الصحافة والاتصال من قبل المجلس الدولي لمحترفي الإذاعة والتلفزيون الناطقين بالفرنسية.
كذلك يقول إيمانويل أمبي: “أهدافنا هي جعل اللاجئ يتحدث عن نفسه، ليكون معروفًا للآخرين وللعالم. لأن هذا الوضع الأفضل كلاجئين للتحدث مع إخواننا اللاجئين ومواطنينا. نود ألا يكون اللاجئ من يشعر بالإهمال، نتوقع أن يكون اللاجئ هو الذي يعيش حياته اليومية 100% كمواطن كاميروني”.
يتم تنفيذ المشروع من قبل طلاب لاجئين من عدة دول مثل تشاد وأفريقيا الوسطى، بينما تقدم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدعم.
“أفضل الأشخاص للتحدث عن قضية اللاجئين هم اللاجئون أنفسهم. كنا سعداء جدًا برؤية مجموعات من الشباب المتحمسين للغاية الذين أرادوا التدريب في مجال الاتصالات والصحافة. أرادوا التحدث حول مجتمعهم الخاص”. يقول كزافييه بورجوا، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
سيتم بث البرامج المسجلة على الإذاعة الوطنية والعديد من وسائل الإعلام الأخرى في 20 يونيو. وهم يأملون في إنشاء محطة إذاعية تركز على حياة اللاجئين في الكاميرون.
ترجمة- وفاء عشري