منذ قدوم الرئيس الجديد خوان لابورتا لنادي برشلونة، انتظرت جماهير ومتابعو البارسا تحركات بسوق الانتقالات الصيفية لدعم النادي بصفقات جديدة. من شأنها ترمم النواقص وسد الثغرات بقائمة لاعبيه، استعدادًا لمنافسات الموسم الجديد حتى يظهر البلوجرانا بصورة أفضل عن الموسم الماضي. الذي حقق خلاله بطولة كأس ملك إسبانيا فقط مع تعثرات كثيرة بالليجا ودوري أبطال أوروبا.

لابورتا تعهد للجميع وأولهم الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم البارسا الأول بترميم صفوف الفريق في الميركاتو ليصبح أقوى. ويجعله يوافق على البقاء وتجديد عقده مع الفريق الكتالوني بعد فترة غضب ورغبة في الرحيل بالصيف الماضي. وبالفعل بدأ الرئيس الجديد تنفيذ وعوده بداية بضم سيرجيو أجويرو مهاجم مان سيتي السابق في صفقة انتقال حر. ومعه المدافع الإسباني الشاب إريك جارسيا وعودة المدافع إيمرسون من الإعارة بنادي ريال بيتيس.

وأعلن عن الصفقة الأبرز حتى الآن بضم المهاجم والجناح الهولندي الدولي الخطير ممفيس ديباي في صفقة انتقال حر كذلك. بعد نهاية عقده مع نادي أولمبيك ليون الفرنسي، الذي كان قد ارتبط بالانتقال إليه في الموسم الماضي. لكن الصفقة لم تتم، ليقرر النجم الهولندي استكمال المدة المتبقية في عقده مع ليون ويرحل مجانًا هذا الصيف.

الحل لثغرة هجوم برشلونة

عانى برشلونة من تراجع تهديفي ملحوظ في الموسم الماضي بعد الاستغناء عن مهاجمه السابق الأوروجواياني لويس سواريز. ما تسبب في ثغرة بهجوم الفريق الكتالوني، وأدى ذلك لسيل من الفرص الضائعة تسببت في فقدان نقاط كثيرة ونتائج متواضعة.

وتضمنت تشكيلة برشلونة في الموسم المنصرم عددًا من اللاعبين المميزين في الخط الأمامي على رأسهم القائد ميسي. لكن في الوقت نفسه كان هناك نقص ملحوظ في اللاعبين القادرين على الإجادة بمركز رأس الحربة. واعتمد المدرب الهولندي رونالد كومان في الكثير من الأحيان على خطة المهاجم الوهمي لهذا السبب. ولم تكن تلك كافية في ظل عدم تقديم أنطوان جريزمان وعثمان ديمبلي الأداء المطلوب. فضلاً عن أن رأس الحربة الدنماركي مارتن برايثوايت لم يقدر على سد الثغرة في هذا المكان.

ثلاثي برشلونة الهجومي
ثلاثي برشلونة الهجومي

ورغم ضم أجويرو وما يمتلك من قدرات مذهلة وتناغمه مع مواطنه وصديقه ميسي. لكن ديباي يبدو الخيار الأفضل لسد تلك الثغرة التي تسبب فيها رحيل سواريز إلى أتلتيكو مدريد الإسباني.

يأتي ذلك انطلاقا مما يتمتع به من قدرات بدنية وفنية عالية وقدرة على اللعب في كل مراكز الخط الأمامي. فضلا عن فعالية كبيرة أمام المرمى وحس تهديفي عالٍ، بالإضافة لخبراته الكبيرة مع ليون ومن قبله مان يونايتد. لذلك سيعول عليه كثيرًا في سد فراغ نيمار ثم سواريز رفقة أجويرو وميسي في هجوم البارسا بالموسم الجديد.

أرقام وإحصائيات مميزة تدعم نجاحه

من الناحية الرقمية تقف لغة الإحصائيات في صف المهاجم الهولندي مقارنة بأجويرو، حيث يعد ديباي إضافة أفضل لهجوم برشلونة. كما يعد لاعبًا أكثر قدرة على حل أزمة الهجوم وغياب رأس الحربة المؤثر. فصاحب الـ27 عامًا يتميز بأنه أصغر سنًا من الكون (33 عامًا)، وقادرا على المشاركة في عدد أكبر من المباريات.

كذلك فإنه يستطيع اللعب في مراكز أخرى بخلاف موقعه الأساسي كرأس حربة، فهو يجيد اللعب كجناح أو صانع لعب. وهو أمر يدركه جيدًا رونالد كومان مدربه السابق في منتخب هولندا.

أرقام وإحصائيات مميزة تدعم نجاحه
أرقام وإحصائيات مميزة تدعم نجاحه

وفي الموسم الماضي كان ديباي أحد أبرز المهاجمين المتألقين في الملاعب الأوروبية، وتثبت أرقامه أنه يعرف طريق المرمى بسهولة. حيث شارك في 40 مباراة بقميص ليون في مختلف المسابقات، سجل خلالها 22 هدفًا وصنع 12. فيما لعب سواريز 38 لقاء مع أتلتيكو مدريد وسجل 21 هدفًا وصنع 3 أهداف.

في المقابل عانى أجويرو من قلة المشاركات مع مانشستر سيتي في الموسم الماضي، بسبب الإصابات بجانب الرؤية الفنية للمدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي اعتمد على النجم الأرجنتيني في 20 مباراة فقط. شهدت تسجيله 6 أهداف بجانب تقديم تمريرة حاسمة واحدة.

أسلوب مشابه وتأقلم سريع

بلا شك يمتاز ديباي بنفس أسلوب برشلونة ونفس الفلسفة الكروية إلى حد كبير. فهو يعرف جيدًا أسلوب الكرة الشاملة والهجوم الضاري واللعب بسرعة ومهارة كبيرة من على الأطراف والعمق الهجومي. “ستايل” ديباي المشابه لحد كبير نمط وهوية برشلونة يجعله مناسبًا تمامًا لطريقة لعب النادي وهويته. ومن ثم مع بعض التوفيق ينتظره نجاح كبير بقلعة الكامب نو، عندما يدور في نفس تروس الماكينة بالفريق الإسباني الشهير.

أسلوب مشابه وتأقلم سريع
أسلوب مشابه وتأقلم سريع

العامل الآخر المعنوي بعيدًا عن الفنيات، هو أنه لا يحتاج لوقت طويل من أجل التأقلم والدخول في أجواء الفريق. حيث يعرف كومان جيدًا وله زملاء بالمنتخب الهولندي بالفريق وآخرين زاملوه بأندية أخرى. وبالتالي سيكون سريعًا في التأقلم مع النادي وسيوفر وقت طويل لكي يتألق. عكس كوتينيو عندما انتقل من ليفربول وظل عام ونصف العام بعيدًا عن التأقلم مع زملائه ونظام اللعب بالنادي.

وكذلك أنطوان جريزمان الذي انعزل لفترة طويلة في أول مواسمه عن الثنائي المتفاهم ميسي وسواريز وسبب له ذلك أزمة كبيرة. اعترف بها في تصريحات معلنة لوسائل الإعلام بشأن بعده عن التفاهم مع عناصر الفريق وأسلوب ونظام اللعب ببرشلونة. وذلك رغم أنه جاء في صفقة ضخمة من أتلتيكو مدريد تخطت حاجز الـ100 مليون يورو آنذاك.