ألقى العشرات من المتمردين في الكونغو الديمقراطية أسلحتهم واستسلموا. وذلك في أول مرة منذ إعلان الرئيس فيليكس تشيسكيدي الأحكام العرفية لمواجهة تدهور الوضع الأمني في مقاطعتين شرقيتين.
وغنى حوالي 140 مسلحًا وصفقوا وهم يسلمون أنفسهم للسلطات خلال حفل أقيم في مقاطعة شمال كيفو بالكونغو يوم الاثنين الماضي. كما جرى تسليم حوالي 70 قطعة سلاح معظمها بنادق.
وتعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية من أغنى البلاد من خلال رصيدها بالثروات المعدنية، إضافة إلى أنها ثاني أكبر دولة في أفريقيا.
وعلى الرغم من ذلك، فهي من أكثر البلاد فقرًا في العالم. ويعود ذلك بشكل أساسي إلى النزاعات التي مزقت البلاد وأنهكتها خلال الأعوام العشرين الماضية.
120 جماعة مسلحة
وتقاتل الآن أكثر من 120 جماعة مسلحة للسيطرة على أراضي المنطقة ومواردها الطبيعية. لكن الرئيس تشيسكيدي أعلن حالة الحصار في أوائل مايو الماضي، ردًا على تصاعد العنف في منطقة كيفو كونستانت لمدة عامين.
وأدت فترة النزاع خلال العشرين عاما الماضية إلى انتهاك حقوق الملايين من الأشخاص في القانون الدولي الإنساني.
جان بول نداجي، البالغ من العمر 28 عاما الذي قاتل مع جماعة نياتورا المتمردة، قال: “أن تكون في حالة تمرد يعني سرقة ومضايقة السكان وتدمير بيئة السكان. وهذا هو السبب في أننا نحن القادة العسكريون قررنا إخراج أطفالنا من الأدغال لتمكينهم من حياة أفضل”.
وقال الحاكم العسكري لشمال كيفو كونستانت نديما للصحفيين: “سنواصل تعقب هذه الجماعات المسلحة أينما كانت”. في حين يرى مراقبون للأوضاع في الكونغو، أن زيادة قوة الجيش من غير المرجح أن تعالج الأسباب الجذرية لإراقة الدماء.
العنف الجنسي واتهامات للقوات الحكومية
في المقابل، تطال اتهامات القوات الحكومية، حيث قالت الأمم المتحدة وفي تقرير الأسبوع الماضي إن العنف الجنسي الذي ترتكبه القوات الحكومية في شرق الكونغو يمكن أن يرقى إلى مستوى جرائم الحرب.
كما اتهم التقرير القوات الحكومية بتحويل الأسلحة إلى الجماعات المسلحة وتهريب الكاكاو من المزارع المهجورة إلى أوغندا المجاورة.
أثناء زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي، قال تشيسكيدي إن عصابة مافيا نشأت داخل الجيش والشرطة. كما قال إن هناك الكثير من “المؤامرات لتقويض قواتنا الأمنية، هناك مافيا في الجيش ومؤسساتنا”.
تجنيد الأطفال
وتجند الجماعات المتمردة المسلحة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً إما طوعاً، أو كرهاً. وينضم هؤلاء الأطفال إما لإعالة أسرهم، أو رغبة في الانتقام، أو بغرض الدفاع عن المنطقة أو العرق الذي ينتمون إليه.
ونتيجة النزاعات المسلحة وأعمال العنف المستمرة يتسع نطاق ممارسة (العنف الجنسي)، حيث يتم نبذ ضحايا هذا العنف من أسرهم ومجتمعاتهم.
ودفع تدهور الأوضاع الأمنية، خبراء أمميين للتحذير من انتشار العبوات الناسفة يدوية الصنع في شمال شرق البلاد. وذلك في تقرير سنوي رفع إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
وجاء في التقرير أن المجموعة توصي بأن يكلف مجلس الأمن قوة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية. وذلك بغرض تحسين قدرتها على التصدي للعبوات الناسفة اليدوية الصنع.
وطالب الخبراء بضرورة تطوير قدرات الجنود الدوليين في مجالات التوعية والبحث والرصد والتدخل بشأن العبوات الناسفة اليدوية الصنع.
كما أوردوا في تقريرهم حادثة مقتل السفير الإيطالي في الكونغو لوكا أتاناسيو، خلال هجوم على قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي. وأشاروا إلى أنهم لم يتمكنوا من تحديد هوية مرتكبي هذا الهجوم.
ترجمة – وفاء عشري