عانى العالم أجمع من ويلات انتشار فيروس كورونا المستجد وتوابعه الكارثية التي هزت اقتصادات كبرى الدول وهددت بفناء الأخرى. بينما بقيت الكثير منها تبحث آليات الخروج من عنق الزجاجة التي أصبحت محكمة إلى حد كبير. بالإضافة إلى طول فترة بقاء الوباء وزيادة متطلبات التعامل معه لتفاديه وتحجيمه.

ورغم كآبة المشهد وغموض مستقبله القريب إلا أن هناك قليلين شركات أو أفراد تمكنوا من تحقيق ثراء غير طبيعي في وقت قصير. بل أن حجم الثروة كاد يتضاعف خلال فترة الأزمة والأرباح مقارنة بالأعوام الماضية.

شركات الأدوية.. من الأدوية المؤقتة لمرحلة تصنيع اللقاح مكاسب بالجملة

تعتبر شركات الأدوية واحدة من أكبر المستفيدين خلال أزمة انتشار فيروس كورونا. بدأ بعضها بطرح العلاجات التي قد تخفف من حدة الفيروس والترويج لها باعتبارها أحد أدوات الوقاية منه. وهو ما لم يكن هناك تأسيس دقيق له وحقيقي في محاولة للتربح من الأزمة.

وتم كشف أهمية استخدام بعض الأدوية في مواجهة الفيروس ومنها دواء الملاريا ومضادات الالتهاب والإنترفيرون. استنادًا لفاعليته مع الفيروس الكبدي، بل راح البعض يروج في بداية الأزمة للقاح السل. إذ ثبت تراجع نسبة الإصابة لدى الحاصلين عليه في عدد من الدول وكانت مصر واحدة منها.

واستمر الترويج وبالتالي الربح من الأدوية بشكل بعضه مدروس والآخر هادف لجني المال وسط الأكاذيب. خاصة في ظل تأثير حالة الهلع والخوف التي سيطرت على الجميع مع بداية انتشار الفيروس.

ومنذ اللحظة الأولى من ثبوت وجود الوباء راحت كبرى شركات الأدوية العالمية نحو البحث العلمي للعمل على توفير اللقاح المناسب. الذي سيظل مصدر لضخ الأموال من جميع أنحاء العالم طالما بقي الوباء الذي تم وصفه بأنه “حضر ليبقى”. كما ستظل هناك حاجة دورية للتطعيم واللقاح مستقبلاً على غرار الانفلونزا الموسمية.

وتفاوتت أسعار اللقاح بعد إنتاجه فنجد أن شركة استرازينكا تقدم اللقاح الأقل سعراً حتى الآن بنحو 4 لـ 8 دولارات. بينما اتجهت موديرنا إلى رفع السعر بنحو 25 لـ37 دولار محاولة تحقيق ربح للمساهمين في الشركة. بينما استقرت فايزر عند سعر الـ19 دولار في بعض تعاقداتها ووصل سعر سينوفاك لنحو الـ 30 دولار بحده الأدنى 13 دولار.

وتطور أمر التعامل مع اللقاح واختلفت أسعار من دولة لأخرى وراحت بعض الدول الثرية تسعى للاستحواذ على أكبر كمية منه. وبات تداوله خارج عن الاحتياج الفعلي لتعاني مجددًا الدول الفقيرة والنامية رغم وجود بعض المساعدات التي ارتبطت بالمؤسسات الدولية الخيرية. إلا أن الربح هنا له الكلمة العليا والدور الأكبر في الحصول على العلاج.

لقاحات كورونا

9 أثرياء حققوا أرباح عملاقة من أزمة كورونا

كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير حديث لها أن هناك 9 عمالقة في مجال التكنولوجيا تمكنوا من جني أرباح طائلة. كذلك ارتفعت ثروتهم متجاوزة الـ360 مليار دولار خلال فترة الوباء.

وتصدر قائمة الرابحون الملياردير الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة تسلا آيلون ماسك بعد تحقيق أرباح وصلت لنحو 547% خلال عام واحد من الوباء. كما يتنافس معه على نفس المرتبة جيف بيزوس المدير التنفيذي لشركة أمازون التي ارتفعت أيضًا عوائده خلال نفس الفترة.

وتلاهم مؤسس منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مارك زوكربيرج التي تجاوزت ثروته نحو الـ 100 مليار دولار. وتلاه في الثراء مؤسسوا جوجل التي قدرت ثروتهم بنحو 65 مليار دولار أمريكي. وتحول المدير التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك لملياردير بفضل ارتفاع القيمة السوقية للشركة. خلال العام الماضي لنحو 2 تريليون دولار للمرة الأولى.

مؤسس فيسبوك

كذلك صعدت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة أوراكل، لاري إليسون من 59 لـ 90.3 مليار دولار خلال العام الماضي. بينما تضاعفت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة ديل، مايكل ديل من 22.9 لـ 44.4 مليار دولار.

وارتفعت القيمة الإجمالية لثروة إريك يوان والعائلة بفضل شركته زووم وأباحها الطائلة خلال الأزمة لتقدر بنحو 5 مليارات دولار نتيجة ملكيته نحو 46% من أسهم الشركة.

وحجز الرئيس التنفيذي لشركة توصيل الطلبات “تيك آواي”، جيتسي جرون، مقعده بين أثرياء الجائحة بصافي ثروة قدرت بنحو 1.2 مليار دولار. نتيجة ما حققته شركته من أرباح طائلة من توصيل الطلبات في نحو 10 دول أوروبية.

شركات استفادت من الأزمة وتضخمت أرباحها

استفادت عدد كبير من الشركات من أزمة الوباء خاصة تلك التي تعمل في مجال التسويق الإلكتروني للمنتجات. ويأتي في مقدمتها “أمازون” التي حققت أرباح طائلة خلال مدة الأزمة بعد اتجاه المواطنين للتعامل من خلالها بعد تعزر نزولهم ووجودهم وسط التجمعات.

وكشفت أمازون في إعلان صادر أن المستهلكين عبر منصتها ينفقون نحو 11 ألف دولار في الثانية الواحدة. إذ يسجلون عمليات شراء من خلالها في العام الأخير، وخلال الذروة الأولى للوباء في الربع الثاني من عام 2020 سجلت أرباحها 2.5 مليار دولار.

وتمكنت منصة نتفليكس من حجز مقعدها في قائمة الشركات التي حققت أرباح طائلة من أزمة كورونا. كما أعلنت أن عدد المشاركين فيها خلال الأزمة قفز بنحو 47% مقارنة بالفترة السابقة على انتشار الوباء وخلال الأشهر الأولى من 2021. تمكنت من استقطاب نحو 16 مليون مشترك جديد.

نتفليكس

وارتفعت أسهم شركة التداول الإلكتروني في البورصة ماركت أكسس، التي ارتفعت أسهمها بفضل الجائحة بنسبة تقدر بنحو 60%. لترتفع قيمتها السوقية لنحو 17.3 مليار دولار، وذلك نتيجة ارتياح الكثيرين للتداول عبر الإنترنت.

وكانت نتفليكس أحد أكبر الشركات التي حققت أرباحًا من أزمة كورونا. ما دفعها للإعلان أنها تمتلك قدر كبير من الحظ نتيجة تقديمها خدمة يحتاجها المواطنون المحاصرون في المنازل. ووصل إجمالي عدد المشتركين المدفوعين في الشركة خلال عام 2020 إلى 200 مليون شخص وحققت أرباح في الربع الأول من نفس العام. تقدر بنحو 709 مليون دولار بزيادة نحو 365 مليون دولار عن نفس الفترة من عام 2019. وهو ما أرجعه الكثيرين للتأثير المباشر للجائحة، كما ارتفعت قيمة الإيرادات بنحو 28% أيضًا.

أمازون

أما فيسبوك أعلنت ارتفاع معدل أرباحها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة وتقدر الزيادة في الربع الأول من عام 2021 بنحو 93.8% بصافي ربح يقدر بنحو 9.497 مليار دولار.