قضت محكمة مقاطعة هينيبين، في مينيابوليس، الجمعة، بسجن الشرطي السابق في ولاية مينسوتا ديريك تشوفين، 22 عاماً و6 أشهر. وذلك بعد إدانته بقتل جورج فلويد في مايو من العام 2020.

وقدِّم تشوفين (45 عاماً) تعازيه خلال جلسة إعلان العقوبة في حقه، إلى عائلة فلويد.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن محامي عائلة جورج فلويد، قوله إن الأسرة ترحب بالحكم، وتقول إنه يساهم في “مصالحة الأمة”.

ويتوقع أن يستأنف تشوفين الحكم، إلا أنّه لا يزال يُواجه المحاكمة بتهم تتعلق بالحقوق المدنية الفدرالية، إلى جانب ثلاثة ضباط آخرين مفصولين لم يحاكموا بعد.

وكانت هيئة محلفين في الولايات المتحدة قد أدانت في أبريل الماضي، ديريك شوفين بقتل جورج فلويد. الأمريكي المنحدر من أصول أفريقية بعد أن سلط موته الضوء على ضحايا العنصرية.

إدانة في ثلاث تهم

وخلصت هيئة المحلفين التي استغرق قرارها أقل من يوم، إلى إدانة الشرطي الأبيض بجميع التهم الثلاث التي وجهت إليه. وتتمثل في: القتل العمد من الدرجة الثانية والقتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد، وذلك في نهاية محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع.

وأثار مقطع مصور يظهر فيه الشرطي وهو يجثم بركبته فوق رقبة فلويد لمدة دقائق في الوقت الذي يستغيث الأخير ويصرخ “لا أستطيع التنفس”، احتجاجات ضد العنصرية حول العالم استمرت لأشهر خلال العام الماضي.

ويمثل هذا الحكم لحظة فارقة، في التعامل الشرطي مع الملونين والسود بشكل خاص. وخطوة في تحقيق المساواة التي كافحوا من أجلها على مدار عقود.

وفي حين عمليات القتل على أيدي الشرطة أمر متكرر في الولايات المتحدة. لكن هناك حالات قليلة يتم فيها توجيه الاتهامات إلى الضباط المعنيين. وعدد المرات التي فاز فيها الادعاء بإدانات جنائية، كما حدث مع فلويد، ضئيل للغاية.

كيف قتل جورج فلويد؟

وترجع الواقعة إلى دخول فلويد البالغ من العمر 46 عاماً متجراً لشراء السجائر في مينيابوليس، مساء يوم 25 مايو 2020.

بينما اعتقد مساعد صاحب المتجر أن العشرين دولارًا التي استخدمها فلويد مزوّرة، اتصل بالشرطة بعد رفض الأخير إعادة علبة السجائر.

وصلت الشرطة وأمرت فلويد بالخروج من سيارته المتوقفة وكبلت يداه بطريقة عنيفة، وأوقعوه أرضًا بعد مشادة كلامية. عندها ضغط ديريك شوفين بركبته على عنق فلويد من الخلف لأكثر من تسع دقائق. بينما كان الضحية يصرخ، وبعض المارة يطلبون إنقاذ حياته.

وقال فلويد عبارته الخالدة “لا أستطيع التنفس“ أكثر من 20 مرة. ومع وصول سيارة الإسعاف كان بلا حراك، وأعلنت وفاته بعد ساعة.

بعدها بدأت محاكمة الشرطي وسط موجة من الاحتجاجات، استمعت خلالها هيئة المحلفين المكونة من 12 شخصًا إلى 45 شاهدًا، وشاهدت ساعات من مقاطع الفيديو.