تستعين هبة بشال دائما لصرف أنظار المارة عن ما ترتديه من فساتين، يحدث هذا يوميا، لكنه يتكرر في بضعة أمتار تفصل عربتها عن مدخل عقارها، أما رحمة فتحمل هما كبيرا وهو: كم ستصرف يوميا إذا قررت أن تأتي مقرنا بتنورة، حيث تقصد عربات النقل التشاركي، وهذه ميزانية خاصة لا تتحملها رحمة، وهو نفس موقف أسماء التي تطحن رأسها بأسئلة كثيرة كلما فكرت في ارتداء تنورة، أسئلة اقتصادية وأخرى اجتماعية وفي الخلفية دينية وسياسية.

هذا عن ثلاثي يرتدي الفساتين بالأساس، فما بالنا بآخريات يحلمن بأن يتوقف الزمن عند اللحظة التي كانت ترتدي فيها أم كل منهن التنورة بكل أريحية، كان هذا في الستينيات وأوائل السبعينيات حتى دخلنا مرحلة ما أطلقنا عليه “الصحوة الإسلامية”، فتحول الوضع تماما، ولم يعد الفستان من الأزياء الطبيعية للنساء، وبات من يرتديها إما متحررا أو مسيحيا، فكان المشهد الأخير لفتاة الفستان حبيبة طارق داخل جامعة طنطا.

هيا بنا نعرف قصص أسماء وهبة ورحمة وسوزان عن علاقتهن بالفساتين.

متى ارتدى فساتيني؟

يقع منزلي على بعد ما يقرب 5 دقائق من المكتب، إلا أنني لا أجرؤ على السير تلك المسافة القصيرة وأعبر الطريق وأقابل العديد من المارة والمحلات، أستقل سيارتي التي اضطر خلالها للسير في طرق أبعد للوصول للمكتب. ويستغرق الأمر 15 دقيقة تقريبا، لكنه يكون الخيار الأريح لي، ولفستاني الذي قررت ارتداءه.

قبل الخروج من المنزل، أقف أمام المرآة، أنظر لملابسي، أستعين بشال عند ارتداء ملابس دون أكمام، لا يهم إذا كان لون الشال مناسبا لملابسي أم لا، كما ما يهمني أن يحميني هذا الشال من نظرات المارة والمحيطين

قبل الخروج من المنزل، أقف أمام المرآة، أنظر لملابسي، أستعين بشال عند ارتداء ملابس دون أكمام، لا يهم إذا كان لون الشال مناسبا لملابسي أم لا، كما ما يهمني أن يحميني هذا الشال من نظرات المارة والمحيطين حتى الوصول للسيارة التي تبعد عشرات الأمتار عن مدخل العمارة، لأدخل بها وأنزعه وكأنني أحتمي بها، من النظرات التي “تأكل” جسدي، نعم تأكله بأعينهم، عين البواب والمكوجي وصاحب السوبر ماركت، وصاحب الجراج، وغيرهم من المارة، يأكلون جسدي بأعينهم، وأشعر أن تلك النظرات كأنها رصاص يخترق جسدي، الذي تحول كشيء مباح لهم، فأغلق الزجاج ولا أنظر سوى للطريق.

قبل ما يقرب من 3 سنوات كنت أقيم في منطقة حدائق الأهرام، والتي تختلف كثيرا عن منطقة السيدة زينب، وعن طبيعة سكانها، لكن خوفي وتصرفاتي بها لم تتغير، ألتزم بالشال الذي يحميني، وأشد فستاني دائما الذي أحرص ألا يعلو الركبة.

هبة انيس

 

بعد انتقالي للسيدة زينب، رأتني زوجة حارس العقار ذات مرة وأنا أرتدي فستانا أحمر اللون أسفل الركبة، بأكمام طويلة، ألقيت عليها السلام عند مروري من أمامها، لتسألني “هو أنت رايحة فرح؟”، كان السؤال غريبا ومفاجئا، فأجبتها بسؤال “اشمعنى؟!”، لترد “علشان لبسك يعني”، فابتسمت وانصرفت، وكأنه ليس من حقي ارتداء فستان بلون مميز أو محبب لي سوى في المناسبات أو الأفراح، لا يمكنني ارتداءه في العمل مثلا أو الخروج للتنزه.

في المقابل تأتي الحملات على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، للدعوة لارتداء الفساتين، ولكن عند تلبية تلك الدعوات على أرض الواقع يكون الأمر مختلفا، ردود الفعل تنحصر بين التحرش اللفظي والجسدي، لتصبح أجسادنا مستباحة للمارة، فتصبح تلك الأفعال مشهدا دائما أمام أعيننا عند الخروج لشراء الملابس من المحلات، تقابلنا أشكال الفساتين بتصميمات وألوان مميزة، نود ارتدائها، وفي الخلفية ما نتعرض له في الشارع عند التفكير في ارتدائها والسير بها.

تمتلئ خزانة ملابس بالعديد من الفساتين والجونلات التي أشتريها من المحلات المختلفة، لكنها تظل حبيسة الخزانة، التي أفتحها كل صباح لأبحث عن ملابس مناسبة، فتقع عيني على تلك الفساتين التي لم أرتديها سوى مرة أو مرتين أو فساتين لم تنزع ورقتها من الأساس، تذهب يدي لها، وتعود مرة أخرى، لأقرر البحث عن ملابس أخرى، فستان أطول قليلا بصدر مغلق، وأقرر أنه في الغد ربما ارتدي واحدا من تلك الفساتين المعلقة، فغدا سأتحلى بالشجاعة لارتدائها، ويأتي الغد دون أن تأتيني الشجاعة لأبحث عن ملابس أخرى، وأعد نفسي أنه ربما في اليوم التالي سأستطيع.

هبة أنيس

_______________________________________

عن المجتمع الذي يجعلني قبيحة !

ارتدت طالبة بجامعة طنطا فستانًا وذهبت مطمئنة لأداء امتحان نهاية العام في الجامعة، ولكن اختبارها الحقيقي بدأ بعد ذلك بعدما تعرضت للتنمر والتمييز من قبل نساء! من المفترض أن يعملن مراقبات للجان الامتحانات ظاهريًا إلا أن الدور الحقيقي الذي قمنا به هو الرقابة المجتمعية على الطالبة.

وبعيدًا عن التفاصيل والحوار الذي سردته الفتاة وكان دافعها الأساسي للانهيار والبكاء والتساؤل. ماذا فعلت لكي أصبح فُرجة الجامعة بأكملها بدعوة من رقيبة اللجنة؟

ربما للتكلفة المادية التي تصبح مضاعفة عند ارتدائه فبالتأكيد إذا قررت يومًا أن أذهب للعمل مرتدية فستان -مناسب تمامًا وتم تصميمه ليلائم المشاوير الصباحية-، فمن المستحيل ركوب وسيلة المواصلات العامة المعتادة، فبات من الضروري الاعتماد على واحدة من عربات شركات النقل الخاصة لتفادي عدد لا بأس به من النظرات، وجُملة من التعليقات التي قد تصل للتحرش اللفظي والجسدي كعقاب جماعي من المجتمع على ارتدائي زي أنثوي صباحي.

رحمة سامي

ولا بد من الأخذ في الاعتبار المكان الذي سأذهب إليه، وهل تتحمل ميزانيتي الذهاب إليه بسيارة خاصة، هذا وحده قرارً كبير أما أن أرتدي الفستان وأدفع ما في جيبي لاحتمالية أن أصل بسلام، أو السير في الشارع وخوض معارك لن تنتهي إلا بعودتي المنزل مرة أخرى.

وكأن المجتمع يرفض تمامًا أن يشاهدنا كنساء في زي مٌريح، يفرض علينا وضع الفستان في دولاب لنحن له من وقت لآخر. يجعلنا نشتهي السير دون إلقاء بالٍ لأي انتقادات يمكن التعرض له، ودون الخوف من أي تحرّش يمكن مواجهته.

المجتمع يرفض الجمال، ينقمه، يحاربه بكل الطرق، وبالتالي إذا كنت من سعداء الحظ الذين لا يوجهون مشاكل أسرية أو عائلية تجعلني غير قادرة على النزول من المنزل مرتدية فستان، فأنا من اللاتي يسلبها المجتمع حقها في رؤية نفسها حلوة ومرتاحة. بجانب ذلك فهو يفرض عليه الكود الأخلاقي الذي لم تفرضه عليه عائلتي.

في النهاية لم أجد إجابة محددة ربما العبء النفسي والكود الأخلاقي للمجتمع، ربما للحفاظ على طاقتي اليومية أو لحماية نفسي من التحرش أو لإدراكي حقيقة أن هذا المجتمع يقدس القُبح فأيّ كان ما أرتديه لابد إلا يجعلني أرى نفسي جميلة.

رحمة سامي

 

الكلفة الاقتصادية والاجتماعية للفستان

من المفترض أن اختيار الملابس أمر يخضع لظروف ثقافية تتعلق بعوامل منها الطقس على سبيل المثال، وأنها لحماية أجسادنا بالأساس، وهو مفهوم رغم بديهيته، أصبح محل نقاش واسع، بعد أن تفوق العامل الديني على كل ما عداه.

وعلى سيرة الأديان يقال إن لكل شعب إصداره الخاص من الإيمان، المرتبط بالثقافة، ولطالما ارتبطت النسخة المصرية من الدين بالميل إلى الوسطية، والاعتدال، كوننا شعب زراعي بالأساس.

ولكن خلال عقود تغيرت الثقافة، واختلفت السياقات، البعض يتهم موجة السعودة في مطلع السبعينيات، والأموال الخليجية عامة في الوصول لما يشبه التطرف، وإدخال الأحكام الدينية على الممارسات الدينية، وخصوصا في الشؤون النسائية، وأدقها تفصيلا.

ولكن في رأيي فإن جذور الرجعية، أعمق من ذلك في الزمن، فهي لم تنته مع دولة يوليو كما يدعي البعض، متخذا من صور النساء بالملابس المتحررة مثال، فالأمر لم يكن يتعدى الملابس، ولكن استمرت الأبوية والمحافظة في المنزل، وفي الممارسات الحياتية.

ومع إحكام القبضة الأمنية على المواطنين، وجعل الدولة تعيش بشكل استثنائي دائم، بالتزامن مع وضع اقتصادي متدهور، وهيمنة الرجعية، ازدهرت بيئة التطرف خاصة في فترات الاضطهاد، وخنق المجال العام.

انعكست هذه الأمور جميعا على المرأة باعتبارها الأضعف في تلك الحلقة الجهنمية، فأصبحت هدفا لمزاج عام رجعي، وأصبحت أنفاسها قبل أزياءها مجالا للتضييق والانتقاص.

وبعد سنوات من التجريف العلمي والثقافي، ومرور المجتمع بعصف طبقي هائل. كان من الطبيعي تدني الذوق العام، ومعه أصبح الفستان ملبسا غريبا ينافي “الدريس كود” الذي وضعه العقل الجمعي المصري لملابس المرأة خلال العقود الأخيرة.

كل هذه المناقشات وأكثر تدور في ذهني في كل مرة، تصادف ذهابي إلى مناسبة تتطلب ارتدائي فستان، وبالرغم من اشتياق أغلبنا نحن النساء لارتداء هذا الزي، وما يصاحبه من شعور داخلي بالرضا، إلا أننا نعيش حالة من التوتر، ترتبط بدورها بمواجهة هذا الجمهور.

ذلك التوتر الذي ينعكس على تصرفاتنا، ودرجات الثقة في الذات، نتيجة الشعور بعدم القبول المجتمعي، لمجرد “فستان”، فترانا بشكل لا إرادي دائمي الارتباك، نسعى لتعديل ملابسنا “وشد الفستان لتحت”، أو “رفعه عند الصدر”.

وكما يكلفني ارتداء فستان مجهودا اجتماعيا وذهنيا، فللأمر كلفة اقتصادية، إذ يتطلب الأمر في كل مرة، استئجار سيارة خاصة، أو تاكسي، لضمان عدم استفزاز قيم هذا الجمهور، المحمي بقاعدة “ايه وداها هناك؟”، و”لبسها مستفز”.

أسماء زيدان

____________________________________________________________________________________

“فستان سعاد”.. مش كل الأحلام بتتحقق

تمرح بفستانها الأحمر بين الحدائق الخضراء لتبشر بأن الدنيا لونها “بمبي” و”الورد بيضحك شوفو شوفو”. انطلقت “أميرة” سعاد حسني في أغنيتها المصورة، لتداعب أحلامنا بالإنطلاق والشعور بالحرية.

74 عاما تكرر فيهم إذاعة الأغنية بمناسبة أعياد شم النسيم، وخلال 20 عاما لم يسرق نظري سوى الفستان الأحمر المبهج، والذي أحلم كثيرا بالتمكن من ارتدائه يوما ما، أو يعود هذا الزمن مرة أخرى السبيعنيات حتى لا نجد من يفرض صتوه علينا أو يمد يده إلى جسدي.

“لن أستطيع”، هي الإجابة التي أسمعها حين أعلن عن حلمي ذلك، فالشارع أصبح لا يؤتمن على المرأة المحجبة وبالتالي من تتحدى وتنزل إلى الشارع بذلك الفستان الأحمر:” لن يمر ذلك مرور الكرام”.

وبالعودة لسؤال والدتي وشقيقتها “هل ارتديتم تلك الفساتين بالفعل” أكتشف أنهم أكثر حظا مني ومن جيلي الذي خرج ليجد بأن ذلك الأمر غير مسموح.

حين يتجدد الأمر مع كل أزمة جدالية حول الملابس والحرية أتذكر فستان “سعاد” وكذلك فساتين حقبة السبعينيات والستينيات التي ضمت أشكال عديدة ومتفردة، وبالعودة لسؤال والدتي وشقيقتها “هل ارتديتم تلك الفساتين بالفعل” أكتشف أنهم أكثر حظا مني ومن جيلي الذي خرج ليجد بأن ذلك الأمر غير مسموح.

سعاد حسني في أميرة حبي أنا

تذكر والدتي عن أسباب إتاحة الحال والظروف لارتداء مثل تلك الفساتين القصيرة والكاشفة للجسد، بأنهن لم يقابلن بمعاكسات أو يسمعن ألفاظ تخدش حيائهن أو من يعتد على حريتهن في الشارع “كان الزمان غير الزمان دلوقتي”.

أتذكر بأنني وصلت إلى المرحلة الثانوية لأجد بأن المجتمع يتبدل حاله في تلك المرحلة إلى ارتداء الحجاب، لتختفي مرحلة ارتداء التنانير القصيرة التي حرصت والدتي على صنعها وحياكتها لي من صنع يديها ومن ما تتقنه من فن “الكروشيه”.

بات ذلك الحلم مغلفا بمجموعة من الملابس المحافظة لتجنب المضايقات والأيادي التي تعبث بأجسادنا في كل المطارح، والتي رغم ذلك تجد سبيلا لمسامعنا، فلا تخلو قصص التحرش من الاعتداء على المحجبات حتى إن كان عبر إيذاء مشاعرهن بألفاظ بذيئة.

فلم أجد فستانا، ولم أستطع ارتداء فستان “سعاد” في عالمي الحالي، ربما في عالم آخر.

سوزان عبد الغني

_____________________________________________________________________________________________

فستان أمي المفقود

كثيراً ما أغوص بألبومات صور أمي وأنظر إلى تلك الفساتين المبهجة المحملة بالزهور مختلفة الألوان، وتلك الفساتين ذات الألوان الناصعة بين الأحمر والأصفر والأخضر والسماوي، وكأني دخلت عالم الأطفال الذي يروقني.

أتامل تلك الفساتين وهذه النظرات التي تمنحها أمي للعالم بعينيها المليئة بالسعادة والحب والبهجة، وكثيرا ما أشرد بخيالي متسائلة “أين اختفى فستان أمي”، بل أين تلك النظرات التي غيبتها الملابس الفضفاضة والجلاليب السوداء القاتمة الوافدة إلينا من الخارج والتي لا علاقة لأصولنا بها.

اشتاق أحيانا لهذا الزمن باحثة بين صفحاته عن عالم الفتيات المبهج، تلك المساحة التي سادتها الحرية التى تكاد تكون مطلقة، هذه العلاقات التي اكتست بثوب فستان أمي الناصع المبهج، وكذلك الشوارع التي تم تمهيدها وتأمينها لسير “البنات” من كل عمر مسنات كن أو أطفال، والنوادي والجامعات التي أراها اليوم وأبحث عن مساحة آمنة واحدة لمشهد مشابه ولو في الأحلام.

وتعمقت في نظرتي لأسترجع ما حدث لنا، فنعم كانت هناك حرية ومجال لخروج المرأة، كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد قرر بحسم إشراك المرأة في العمل وبالتالي مهد لها مسار ذلك، سواء من خلال تذليل العقبات التي قد تواجهها أو توعية المجتمع بأهمية تلك المشاركة بإستخدام قوى الدرامة الناعمة، لم نكن مرتبطين دينياً بتلك الثقافات الرعوية وملابسها التي تتماشى مع طبيعة الرعي والجبال ولا علاقة لها بحياة الأنس والمؤانسة بل والإنسانية التي كان المجتمع المصري عليها قبل الاستعمار الثقافي الوافد إلينا.

ولازلت أفكر وأنا أجول بعالم أمي المبهج وملابسها وتسريحة شعرها، في أسباب ما نحن عليه الآن وأتساءل “لما لا يمكنني الخروج كأمي مرتدية فستان قصير وأنا آمنة كلياً، فوقعت في قبضة الخوف وتذكرت المشهد الذي أصبحنا عليه الآن وقلت في نفسي “نحن لا نحترم حرية الآخر” ورددتها كثيراً نعم “لا أحد يحترم حرية الغير” فالصراع يحتدم في جبهتين سواء كن الباحثات عن الحرية في الملبس والمعيشة أو القانعات بالأفكار الوافدة إلينا ومرجعياتها الدينية المختلف عليها أو المثبت منها.

ووجدت قبضة تسيطر على قلبي ومشاعري وخوف من نهاية تلك الصراعات التي قتلت بهجتنا وأضاعت الكثير من فرص سعادتنا في حياة أصبح كل منا يخشى فيها نظرات الآخرين قبل خروجه من منزله وتصارعت الأفكار المرعبة حول “مصيري بعد الخروج، من قد يعترض طريقي وإلى أى مدى سأقاوم وربما أحارب، حجم السخافات التي قد تفسد سهرتي وبالتبعية بهجتى”، كلها أمور كفيلة بإجهاض أي محاولة للتفكير في العودة لزمن أمي وفستانها المفقود.

وتركت صورها ونظرت حولي في قريتنا الصغيرة فلم أجد تلك القيود المفروضة على أبناء المدينة ووجدتنى أسيرة فكرة تسيطر على ذهني الشارد في هذا التناقض متسائلة “أكلما زاد التحضر زادت معه حدة القيود” أهذا تمدن؟، ونظرت حولي لأجد الفتايات يرتدين الملابس المبهجة والكثير منها أقرب للفساتين ولكنها في مظهر مختلف نسبياً عما كان عليه فستان أمي.

نعم في القرية البسيطة لا توجد تلك التعقيدات الحضرية كما هو الحال هنا فلازالت بعض الألوان المبهجة تقاتل من أجل العودة وتخرج للعالم محملة بإشارات السعادة كما كانت في عيون أمي وأزهار فستانها المفقود.

أسماء فتحي