في “نشرة سد النهضة” يرصد “مصر 360” آخر تطورات الملف الأكثر أهمية على الساحة المصرية: وزير الخارجية يتحدث عن خيارات مصر في مجلس الأمن، ووزير الري يقول إن كفاءة السد 30%، وجنرال إثيوبي يتحدث عن الحرب والمفاوضات.

وزير الخارجية: عدم رضوخ إثيوبيا لمجلس الأمن يعني استنفادها جميع الوسائل الدبلوماسية

علق سامح شكري، وزير الخارجية، على احتمالية عدم رضوخ أديس أبابا لقرارات مجلس الأمن في حالة انعقاد الجلسة التي طالبت بها مصر والسودان. قائلًا: “إذا أقدمت على ذلك فهو دليل على عدم وجود الإرادة السياسية لدى إثيوبيا. ما يكشف الموقف والسياسية الإثيوبية، وبالتالي يصبح على المجتمع الدولي التعامل مع ذلك التعنت”.

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج “كلمة أخيرة” على فضائية “ONE” أنه في هذه الحالة ستكون كل من مصر والسودان استنفدتا جميع الوسائل السياسية المتاحة. سواء مفاوضات ثلاثية أو برعاية الولايات المتحدة، ثم الاتحاد الأفريقي، ثم مفاوضات الإطار الأممي. قائلًا: “إذا رفضت إثيوبيا كل ذلك سيكون قد انكشف للمجتمع الدولي التعنت الإثيوبي وعدم وجود إرادة سياسية لحلحلة الموقف”.

شروط انعقاد جلسة مجلس الأمن.. وزير الخارجية يوضح

وتابع، أنه بمجرد تقدم كل من مصر والسودان بطلب لعقد جلسة الأمن يكون كافيًا لعقد الجلسة وليس شرطًا أن تكون دعوة الانعقاد من قبل أحد أعضاء مجلس الأمن”.

وحول احتمالية زيارته لنيويورك قال وزير الخارجية: “وارد وفقًا للمداولات والاتصالات الجارية والموعد الذي سيحدد موعد الجلسة التي ستعقد بمجلس الأمن”. متوقعًا أن يكون موعد الجلسة في ضوء أن جلسات مجلس الأمن تحدد مسبقًا وما يطرأ من قضايا يتم تضمينها في الأيام الخالية لملفات مجلس الأمن. وفي ضوء ذلك أتوقع أن يكون موعد الجلسة في الأسبوع الثاني من شهر يوليو، حيث إن به عددًا من الأيام الخالية.

وزير الري: كفاءة سد النهضة 30% فقط وتخزين المياه أضر السودان

قال وزير الري محمد عبدالعاطي، إن كفاءة سد النهضة الإثيوبي 30% فقط، وتخزين المياه فيه أضر السودان.

وأوضح في تصريحات صحفية أن الدليل على كلامه هو إلغاء 4 توربينات من السد لعدم الحاجة إليها من بين 16 توربينة، لأنها غير قادرة على توليد الكهرباء. كذلك أشار إلى أن إثيوبيا أنشأت 5 سدود ومصر وافقت عليها. كما أن هناك أكثر من سد تم بناؤه على النيل الأزرق ومصر لم تعترض.

وأشار وزير الري إلى أن ملء سد النهضة منتصف العام الماضي بـ5 مليارات متر مكعب، ما هو إلا شو إعلامي ولو تأخر شهرًا ما أثر على السودان. وكان خفف من الأضرار التي حدثت لأن التخزين أضر بالسودان مرتين.

فيضانات السودان 2020

وعن الموقف السوداني أوضح وزير الري وجود حالة قلق لديهم بعد الذي حدث العام الماضي. حينما شرعت إثيوبيا في ملء خزان السد دون إخطار السودان التي فرغت سدودها، ومع توقف المطر حدثت أزمة للسودان. ومياه الشرب قطعت عن الخرطوم وحدثت مشكلات عديدة، وترسبات في مجرى النهر.

ونوه إلى أنه في الشهر التالي حدثت سيول ضخمة مع الفيضان، وهو ما تسبب في مشكلة للسودان. “لو كان هناك تنسيق لما حدثت أزمة. خاصة أن ملء السد العام الماضي لم تستفد منه إثيوبيا، لأنه كان بغرض سياسي وليس له هدف فني”.

وأكد وزير الري حرص مصر على التوصل إلى اتفاق بشأن السد الإثيوبي لأن “الصراع ليس في صالح أحد”. كما أكد شعوره بالقلق “ومن حق الجميع أن يقلق ولكن القلق الصحي يحتاج إلى العمل بجد واجتهاد.”.

وأوضح عبدالعاطي أن “أديس أبابا تسعى لملء 13.5 مليار متر مكعب العام الحالي وننتظر تحركات جديدة بعد تولي الكونغو رئاسة الاتحاد الأفريقي”.

جنرال إثيوبي: جاهزون لحل عسكري لقضية سد النهضة ومصر لن تستطيع تدميره

أكد مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، أن بلاده لا تسعى إلى حل قضية سد النهضة مع مصر والسودان عسكريًا. لكنه قال أنها مستعدة لهذا السيناريو.

وأضاف ديبيلي، عقب مشاركة في مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي، ردًا على سؤال حول مدى احتمال حل أزمة سد النهضة عسكريًا: “بالنسبة لبلدي. لا يجوز أن تكون قضية المياه سببًا للحرب، فلذا الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا. الحل الأمثل هو المناقشة من خلال الاتحاد الأفريقي”.

وأضاف: “لكن الجانب المصري لا يريد حل المشكلة من خلال المفاوضات. يأتون للنقاش ويرفضون جميع المقترحات. إذا من وجهة نظري خير حل هو المفاوضات، ولن يستطيعوا حل المشكلة عسكريًا. لن يحاولوا مهاجمة السد، ولكن حتى لو هاجموه فلن يستطيعوا حل المشكلة أو تدمير السد. لأنه لا يمكن تدميره بقنابل الطائرات المقاتلة، وهم يعرفون أن السد متين”.

وأردف: “لذا آمل بحل المشكلة من خلال النقاش، وبدأت حكومتنا المرحلة الثانية من ملء السد. ومتى انتهت هذه المرحلة سيكون كل شيء آمنًا وسيأتي الجميع لبحث مقترحات تقاسم المياه، ليس بناء السد وإنما كيفية تقسيم المياه. لأن 90% من المياه تذهب إلى مصر وحدها، و10% للسودانيين. بينما لا يبقى لنا أي شيء”.

وصرح الجنرال الإثيوبي ردًا على سؤال حول ما إذا كانت بلاده مستعدة لحل عسكري: “نعم، فكل بلد مستعد للدفاع عن الوطن. نحن مستعدون لصد أي عدو يحاول تقويض سيادتنا، نحن جاهزون للدفاع”.

وأشار إلى أن الجانب الإثيوبي لم يطرح قضية سد النهضة خلال مؤتمر موسكو للأمن الدولي. إذ أوضح: “نعرف رأي روسيا، وهي تدفع الطرفين إلى حل المشكلة من خلال الحوار وليس من خلال عمل عسكري. نقدر موقف روسيا عاليًا. نحن لا نشتري أسلحة أو نتلقى التدريب من إخواننا الروس بسبب مصر، إنما لنحمي بلادنا من أي عدو كان”.

الجيش الإثيوبي

لصالح السد.. حملة تبرعات لإثيوبيين في كندا

نظم عدد من الإثيوبيين المهاجرين في مقاطعة مانيتوبا بكندا، حملة تبرع لصالح سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق. أحد القائمين على الحملة قال إن السد الضخم سيوفر الطاقة لملايين المواطنين الإثيوبيين.

فيسا أوندوتشي، عضو في التحالف من أجل سد النهضة بكندا، يقول إن الحملة جمعت أكثر من 375 ألف دولار من الإثيوبيين في جميع أنحاء كندا. في محاولة منهم للمساهمة في بناء سد النهضة العملاق.

وتقدر تكلفة السد بـ4 مليارات دولار وتبلغ قدرته على توليد الكهرباء 6450 ميجاوات. كذلك تعتبر أديس أبابا السد أهم مشروع قد يجعلها أكبر مصدر للطاقة في شرق أفريقيا.

ويقول أوندوتشي إن حوالي ثلاثة أرباع السكان في إثيوبيا أي حوالي 112 مليون فرد يعيشون بدون كهرباء.

سد النهضة

أوندوتشي أضاف لمراسلة “سي بي سي ويك إند” ستيفاني كرام: “انطلقنا معًا لنساعد أهلنا في إثيوبيا، ولنؤكد للناس أننا لا ننسى جذورنا”.

كذلك أكمل: “الاستثمار في مشروعات البنية التحتية على المدى الطويل هو ما يحتاجة الإثيوبيون. وليست حلول المساعدات الطارئة في وقت الجفاف أو المجاعة. نحن نريد شيئًا مختلفًا، توليد الكهرباء في أنحاء البلاد يمكننا من الاستقرار.”

السد يبنى على بعد 15 كيلومتر من حدود إثيوبيا مع السودان على النيل الأزرق، وتماطل إثيوبيا في التفاوض حوله مع دولتي المصب مصر والسودان. كمذلك ترفض توقيع أي اتفاق ملزم أو قواعد خاصة بالملء والتخزين.

ونهر النيل يجري في أراضي 11 دولة برافديه النيل الأبيض والأزرق، اللذين يندمجا في السودان قبل أن يتدفقا في مصر في اتجاه البحر المتوسط.