حين بدأ تطبيق الحظر العام الماضي والإغلاق الذي لم يكن إغلاقًا حقيقيًا فعلاً، اجتاح القلق أمهات كثيرات – الأمهات فقط لاحظ ذلك يا فندم- حيث إنه لا مفر ولا محيص من سيل الطلبات طوال اليوم، لن يكون هناك تمرين للأولاد ساعتين ولا فسحة نهاية الأسبوع، ولا طعام نطلبه من المطاعم، ستكون الأم عرضًا متواصلاً كمطعم ومقهى بديل طوال اليوم، يتلقى الطلبات يتبعه تنظيف المواعين، ستتحمل وحدها إيجاد حلول للزهق، بشراء أو اختراع لعبة جماعية، وستواجه وحدها فض النزاع والشجار بين الأبناء، وهو ما حدث بالفعل، هذا العام أيضًا نواجه ما يشبه ذلك، ولكن على خفيف. حينها والآن أدركت أننا يجب أن نخلق لأنفسنا مساحة خاصة ووقتًا مستقطعًا، غصم واقتدار (بصوت اللمبي) طب ماذا سنفعل في هذا الوقت المسروق؟

طريقة 1: “البط يقوم فرحان م النوم” الأستاذ محمد ثروت

لو كنتِ من الأمهات النشطات ذوات الهمة اللي ما بيعرفوش يقعدوا زي حالاتي كدة فورقة وقلم واكتبي ورايا: ما دام كدة كدة بتتحركي كتير في البيت وبرة البيت، فممكن يعني نستغل هذه الطاقة في حاجة ليكي بديلاً عن مشاهدة حلقة من مسلسلك المفضل أو كوب الشاي باللبن الذي يبسطك، يعني من الممكن جدًا في أثناء وجود الولاد في التمرين في النادي تبدأي أنتِ أيضًا  تمرين سباحة، أولاً استغلال الوقت في نفس مكان تواجدك جنب الأولاد وحتى لو ميعاد تمرينكِ بعدهم بساعة أو قبلهم بساعة يجوز برضة وغير مكروه، ثانيًا استغلال طاقتكِ الجسمانية وتوظيفها في حاجة مفيدة لصحتك، ثالثًا عقليًا هتفصلي لأنك هتكوني مركزة جدًا في التعليمات عشان ما تغرقيش وبالتالي هتصفي ذهنك من التفكير في طلبات البيت اللي هتشتريها وأنتِ مروحة أو هنتعشى إيه، لا شيء سوى صوت ضربات إيدك في المية والكحة لما تشرقي كل شوية، رابعًا هتحسي إنك رجعتي صغيرة تاني زي أولادك لسه بتتعلمي حاجة وفرحانة ومتحمسة، هتعملي شوبينج وتشتري مايوه ولوازم التمرين وتنبسطي أكتر.

رياضة الجري
رياضة الجري

لو مش بتروحي نادي مع الأولاد أو مش عايزة تتعلمي سباحة انزلي مارسي رياضة الجري، خاصة لو كنت ساكنة في منطقة جديدة شوارعها واسعة وكل السكان عارفين بعض عشان تتفادي التحرش أو اضعف الإيمان البحلقة، مش عايزة تجري.. ممكن تخصصي لنفسكِ ساعة تقفلي على نفسكِ تعملي تمارين من أي تطبيق تحمليه على تليفونكِ وأنت بتسمعي مازيكا تحمسكِ.

طريقة 2: والله لاسيب لكم البيت واطفش

لا تبتهجي هكذا لقراءتك هذه الجملة أو لظنك أنني احرّضك على الهروب واعطيك مبررًا له فوق البيعة، اهدئي يا عزيزتي، حسنًا ستطفشين، ولكن للأسف ستعودين حتمًا، فمن لها غيرك؟ لا أحد.. نعقل كدة بقى ونفهم المقصود.

إذا كنتِ من النوع الاجتماعي اللي لسه بيحب الناس وقادر يتعامل معاهم وله صديقات كثيرات، فانصحك بترتيب مقابلة أسبوعية مع بعضهن، تروحوا تاكلوا في مكان أو تتمشوا تتفرجوا على المحلات وتجربوا هدوم وما تشتروهاش وبعدين تشتروا توك من آخر العنقود، خططوا لليوم ده طوال الأسبوع هتفضلوا متحمسين طوال الأسبوع ومستحملين عشانه أي ضغط أو توتر، اللقاء ده هيخليك طول الأسبوع متحمسة، ثانيًا هتيجي يومها تلاقي نفسك مع صديقات شبهك إلى حدٍ ما، مشاكلكم قريبة وعاوزين تفصلوا وتهربوا وهتضحكوا على حاجات ما حدش غيركم هيفهمها ولا هيفهم السخرية اللي فيها، وعشان تقدري تنبسطي فعلا اعتبري دي جلسه علاج نفسي وأنك قاعدة مع الدكتور يعني لا تردي على اتصال ولا أنتِ تتصلي، طب نتطمن إزاي على الأولاد؟ مانا عارفة الهسس.. ممكن تبعتي رسايل كل ساعة مثلاً للي قاعد معاهم وتطمني.. خدي حقك في الوقت بتاعك، لأنه كدة كدة اتحسبت لك.. افصلي تمامًا.

طريقة 3: الأكل كله نعيم

دعينا نتفق أولاً على أهمية الطعام في حياتنا ودوره كعلاج نفسي أيضًا، مثلا هل سبق أن خذلك طبقًا من الملوخية وتركك ونط مجددا في الحلة؟ أو لم يسعدك حضور طبق البتنجان المخلل أمامك؟ أو ابتعدت عنك البيتزا عشان حزينة ومش ناقصة شكواك ونكدك؟ أو تركتك صينية الفتة ولم تتحمل مسئولية إسعادك؟ ودائمًا وأبدًا ستقف بجوارك الفراخ المشوية في أسوأ ظروفك النفسية.. لو كنت من محبي الأكل وذواقة ولست رمرامة وتأكلين بلا حساب فحتمًا ستناسبك هذه الطريقة.

هناك نوعان من محبي الطعام، من يحب صناعته وتقديمه ومن يحب أن يأكله، لو كنت أحد النوعين فتستطيعين أن تفصلي بأن تصنعي الطعام، كما تحبي وقتما تحبي من غير التزام بمواعيد الغداء.. ممكن قبل ميعاد العشا ويكون المطبخ نضيف ويا حبذا لو ما فيش مواعين، تشغلي مازيكا وتعملي صينية عجة في الفرن بمزاج وتبقى دي العشا، أو تخبزي فطاير أو صينية بسكوت للفطار، ممكن لو عندك صنف فاكهة ينفع يتعمل مربى اعملي شوية مربى برضة وهتنبسطي وأنتِ بتشمي ريحة الفاكهة في البيت والخبز من الفرن، أو تشوفي “انتي” نفسك في إيه وتعمليه واللي بيحب نفس الصنف ياكل منه واللي مش بيحب يتعشى زبادي.

الأكل كله نعيم
الأكل كله نعيم

لو من النوع اللي بيحب ياكل بس.. نشني على يوم ما يكونش ليكي مزاج تعملي أكل وتطلبي أكلة بتحبيها من مطعم نضيف وحتى لو غالي شوية وزودي الكمية لنفسك وخدي حصتك واقعدي اتفرجي على فيلم دراما أو كوميدي على الإنترنت أو نتفيلكس أو أي موقع تاني أو حتى ماتش كرة لو بتحبي.

تفعيل حاسة الشم والتذوق وترتيب التفاصيل والخطوات وتقطيع وتجهيز الخضراوات والفواكه وإضافة التابل المعين لكل أكلة، كل هذا يصفِّي الذهن ويحمِّس المعدة ويُرضي الحواس، فاستمتعي وحدك.

طريقة 4: إلى الروح الكامنة في البيضة المقدسة

تهتمين بترميم روحك ومركزة مع اللاوعي والأحلام والأبراج وتأثير حركة النجوم على المزاج العام وهكذا أشياء، تحبين الجلوس وحدك في نهاية اليوم بعيدا عن الزوج والأبناء خاصة قبل النوم، فانصحك بتجربة هذه الطريقة وهي: جلسات التأمل، فيه جلسات كثيرة للأمهات على موقع يوتيوب، وفيه تحديدًا للأم التي معها رضيع، حيث إن هذه الجلسات مهمة للكثيرات في هذه المرحلة لأنها رحلة كلها ضغط وتوتر وضغط وضغط.. ابحثي عن قناة تستريحي لصوت المعالج/ة وتعجبك الكلمات التي تقال وتسلسلها، وجربي كذا قناة واستمعي لأكثر من صوت، ثم اختاري واحدة، حددي لنفسك نصف ساعة يوميا وابدأي.

التأمل
التأمل

عطّري غرفتك برائحة بخور أو شمع عطري أو حتى رشي من البرفان اللي بتحبيه، البسي لبس مريح وقللي الإضاءة وشغلي مازيكا بتحبيها لو الفيديو مش معاه مازيكا، اقفلي على نفسك واقعدي قعدة مريحة ونظمي نفسك وركزي، ممكن تقري الأول عن الميديتشن عشان تفهمي وتركزي على فوائده.

اليوجا أيضا يقال إنها عظيمة للجسد والروح، أعرف صديقات كثيرات يحرصن على أداء وضع على الأقل من اوضاع اليوجا قبل النوم خاصة تمارين التمدد/ الاسترتشات.

طريقة 5: سيد يا سيد

هذه طريقة مضمونة وسهلة وسريعة للإطاحة بالضغط والتخلص من التوتر والتفكير والقلق المزمن، ولكن يلزمها شرط واحد فقط قد يكون صعبا، وهو مشاركة الأبناء وربما الزوج يشارك أو يجلس يتفرج.. لو أبنائك صغار فسيندمجون، لكن لو على مشارف المراهقة وبدأوا في الأنزواء بعيدا بموبايلاتهم في حجرتهم، فلا تجربي هذه الطريقة عشان شكلك هيبقى وحش لو عملتيها لوحدك.

الرقص جماعيا، شغلي أغاني شعبية قديمة أو حديثة يحبها الجميع وقفي بين الأبناء وارقصي وشجعيهم على الرقص معكي والتنطيط وربما تنتهي الرقصات بالجري ورائهم بالمخدات والزغزغة، ستضحكون كثيرا وستبثين طاقة |إيجايبة هائلة، يالا مش خسارة فيهم ولادك برضة.

في النهاية، الأمر ليس خوفًا ولا تعبًا من مجهودًا زائدًا، لكنه فقط وببساطة: من حقنا مساحة فاضية آمنة قليلاً.