يعود اللقاء الأكثر اشتعالاً بالكرة المصرية طوال السنوات القليلة الأخيرة “الأهلي وبيراميدز” بأجواء مختلفة كثيرًا هذه المرة، فكانت الأمور سابقًا تشير لنتيجة غير متوقعة مع مفاجأة بيراميدز في التفوق على الأحمر في عدة مناسبات، ثم رد الأهلي بقوة في آخر المواجهات ليحفظ كبريائه أمام النادي الوليد بالكرة المصرية، إذ يدخل الفريقان المباراة بمعنويات متعاكسة للفريقين، بطل أفريقيا منتشي بصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا ثانية وبيراميدز بحزن وخيبة أمل جديدة بتوديع الكونفدرالية من نصف النهائي.

يد الأهلي عليا في هذه المواجهة إذا وضعنا في الاعتبار تفوقه المعنوي الأخير وكذلك بخزينة مليئة بالبطولات بعد فوزه بكل شيء تقريبًا في أقل من عام مضى، بينما يدخل بيراميدز هذه المباراة خائب الرجا بعدم حصوله على أي بطولة رغم الصفقات القياسية والأموال الضخمة التي صرفت على التدعيم بنجوم كبيرة دون فائدة.

كل تلك المعطيات ستنهار تمامًا بمجرد انطلاق صافرة الحكم الدولي محمد عادل في تمام التاسعة مساء اليوم الخميس على ملعب السلام “الأهلي وي”، لمباراة الفريقين ضمن منافسات الجولة السابعة والعشرين من بطولة الدوري المصري الممتاز، ولكنها ستشمل عدة تحديات ربما تصعب مأمورية المارد الأحمر في اجتياز حصون “فريق الطموح” نعرضها في الآتي.

العودة المحلية وكثرة المؤجلات

الأهلي يدخل مباراة اليوم وفي جعبته 41 نقطة يحتل بها المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري وله 8 مباريات مؤجلة، بينما يحتل فريق بيراميدز المركز العاشر برصيد 34 نقطة.

ويتطلع الأهلي لتحقيق الفوز في مباراة اليوم وحصد النقاط الثلاث لمواصلة الزحف نحو صدارة الدوري ومنافسة غريمه التقليدي الزمالك على لقب المسابقة المحلية حيث يتصدر الأخير الترتيب برصيد 61 نقطة، بينما يبحث بيراميدز عن تحقيق نتيجة إيجابية لتعويض الإخفاق الإفريقي ولتحسين مركزه في جدول المسابقة.

هذا الأمر يضع الأهلي تحت ضغط كبير خاصة وأنه أنهى كل ارتباطاته القارية بنجاح منقطع النظير، حيث وصل لنهائي دوري أبطال أفريقيا بشكل مبهر ونتائج رائعة وتخلله بالفوز بكأس السوبر الأفريقي بالعاصمة القطرية الدوحة على حساب نهضة بركان المغربي بطل الكونفدرالية بالموسم الماضي بنتيجة 2-0، ليعود الفارس الأحمر للمنافسة المحلية من جديد بعد غياب طويل خلف ورائه مؤجلات كثيرة وضعته تحت ضغط الفوز ولا بديل عنه رغم ضيق الوقت وكثرة المباريات والإرهاق البدني والذهني المنتظر.

بخلاف ذلك تبقى مباراة بيراميدز أيًا كانت الظروف تحدٍ خاص للجماهير الحمراء في كل مكان، نظرًا لحجم الاستفزاز الذي قدمه هذا النادي الوليد للعملاق الأحمر، الأمر الذي لم تعتاد عليه الجماهير بهذا النحو طوال السنوات الماضية، علاوة على ذلك وجود نجوم الأهلي الذين انتقلوا لبيراميدز وتركوا النادي ورائهم مثل رمضان صبحي وعبدالله السعيد وبدرجة أقل شريف إكرامي وأحمد فتحي، يزيد الضغط أضعاف على نجوم الشياطين الحمر نحو الفوز بأي ثمن لإرضاء تلك الجماهير الساخطة على هؤلاء.

جونياس وفخ يوناني ببيراميدز

بلا شك أهم دوافع نادي بيراميدز ستكون بآمال يونانية مع المدرب الجديد للفريق تاكيس جونياس الذي قاد مرانًا واحدًا مع النادي قبل هذه المباراة، عقب توليه المسؤولية الفنية أول أمس خلفًا للأرجنتيني رودولفو أروابارينا الذي لم يقدم أي نجاح يذكر مع بيراميدز ولم يقدم حتى المستوى المقنع بمباريات الدوري والكأس والكونفيدرالية ليرحل بخفي حنين.

تاكيس يسعى للفوز على الأهلي في ضربة بدايته مع بيراميدز

وبكل تأكيد دائمًا ما تكون المباراة الأولى للمدرب الجديد مليئة بالحماس والجدية لكل اللاعبين، راغبين في إظهار كل ما لديهم لهو ولاسيما في تحدٍ من نوع خاص أمام كبير القارة السمراء الأهلي بطل الثلاثية التاريخية بالموسم المنقضي، دوافع كثيرة لهؤلاء النجوم من أجل الفوز ما بين انتقام وثأر لنجوم الأهلي السابقة وإظهار للقدرات من جانب باقي اللاعبين لمدربهم الجديد، كل هذا سيجعل كل اللاعبين في حالة تأهب قصوى ومجهود مضاعف على أرضية الميدان ورغبة واحدة بتحقيق الفوز.

كذلك يعرف عن المدرب اليوناني فلسفته الكروية الهجومية البحتة وتقديمه لكرة قدم جميلة وممتعة ومتطورة، الأمر الذي شاهده الجميع مع وادي دجلة من قبل عندما كان يقود الفريق فنيًا وكان واحد من أفضل الفرق حينها في تقديم الكرة الممتعة، الأمر الذي لو تم مع نخبة اللاعبين المتواجدين ببيراميدز أصحاب الإمكانيات العملاقة وظهر بالفعل في المباراة، ربما يشكل صعوبة واضحة على الفريق الأحمر في تحدي هذا الفريق الذي ربما يكون بثوب جديد تمامًا في هذه القمة المنتظرة.

تاريخ مواجهات متساوي

أول وآخر مباراة جمعت الأهلى وبيراميدز حسمها التعادل السلبي، وذلك في موسمي 2014-2015 و 2020-2021، وذلك بعد أن تقابلا في 11 مباراة سابقة 9 بالدوري الممتاز ومباراتين بكأس مصر، حقق كل فريق 4 انتصارات، وحسم التعادل نتيجة 3 مباريات بينهما أي أن المواجهات متساوية تمامًا بينهما وهو ما يعد تحدٍ آخر لهما وللأهلي تحديدًا.

سجل لاعبو الأهلي 10 أهداف في شباك فريق بيراميدز، بينما استقبلت شباكه 6 أهداف، فيما تقابل بيراميدز بمسماه القديم (الأسيوطي سبورت) مع الأهلي في 5 مباريات فاز في مباراة وخسر 3 مباريات وتعادل في مباراة وحيدة، بينما بمسماه الجديد التقى مع المارد الأحمر في 6 مباريات حقق انتصارين وتعادلين وهزيمة وحيدة.

عبد الله السعيد هو هداف مواجهات الفريقين وهو اللاعب الوحيد الذي سجل بقميص الفريقين حيث أحرز 3 أهداف (هدفين للأحمر – هدف لبيراميدز)، فيما حقق الأهلي 6 “كلين شيت” في مباريات ضد بيراميدز، مقابل 6 “كلين شيت” للفريق السماوي أيضًا.

أكبر انتصار في مباريات الأهلي وبيراميدز، كان لصالح المارد الأحمر وفاز بخماسية نظيفة في المباراة التي جرت بينهما في 14 أبريل 2015 بالجولة 25 من بطولة الدوري الممتاز، وتعد نتيجة 1-0 الأكثر تكرارًا في مبارياتهما وحدثت 5 مرات (2 للأحمر – 3 للسماوي).

موسيماني وجونياس يبحثان عن الفوز الأول

مفارقة غريبة جمعت كلا المدربين، الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني للأهلي واليوناني جونياس لبيراميدز، حيث لم يفز أيًا منهما على الفريق الثاني ولا مرة حتى الآن، فيرغب موسيماني في تحقيق الفوز الأول على بيراميدز تحت قيادته حيث واجههم في مباراتين منذ توليه مسئولية تدريب الأهلي وتعادل في المباراتين سلبيًا.

كذلك الحال لليوناني تاكيس الذي يواجه الأهلي مجددًا ولكن هذه المرة رفقة بيراميدز، باحثًا عن فوزه الأول على المارد الأحمر حيث يمتلك جونياس تاريخًا ضعيفًا أمامه عندما كان مدربًا لوادي دجلة في الفترة ما بين يوليو 2018 وحتى فبراير 2019، حيث تقابل معه 3 مرات وخسرها جميعًا.

المباراة الأولى كانت يوم 21 أغسطس 2018 على ملعب السلام وانتهت بالسقوط أمام الأهلي بهدف صلاح محسن، أما ثاني المواجهات كانت في 28 يناير عام 2019 على ملعب بترو سبورت، وفاز بها الأهلي بهدفين مقابل هدف أحرزهما عمرو السولية وعلي معلول، وجاءت المواجهة الأخيرة يوم 11 ديسمبر 2019 في الجولة السابعة من بطولة الدوري الموسم الماضي على ملعب السلام، وفاز الأحمر بثلاثية نظيفة أحرزها رمضان صبحي وأحمد الشيخ “لاعبا بيراميدز حاليًا” والمغربي وليد أزارو.