هل فكرت مرة في الذهاب لمسارح الطليعة أو العرائس في ميدان العتبة؟. هل تعرف كيف تصل إليهما؟. الأمر سهل في المسارح هنا في أحد أشهر ميادين القاهرة “العتبة”، لكنك بمجرد وصولك، جراج الميدان ستجد الباعة يفترشون الأرض والأرصفة، ويحجبون عنك الرؤية، ووسط هذا الزحام ستجد لافتة مكتوب عليها “هنا بوابة مسرح الطليعة”. وبعد أن تخوض معركة الوصول للبوابة، ستجد مسجدين يحيطا بالمسارح ويوجها مكبراتهما إليهما.
يتعايش الجمهور والمبدعون مع تلك المآساة يوميا. يدور في آذهان الجميع سؤال يبحث عن إجابة. أين أجهزة الدولة من هذه التعديات التي تقع على مسافة 500 متر أو أقل من قسم شرطة الموسكي؟.
المخرج الكبير ناصر عبد المنعم نشر صورا على مواقع التواصل الاجتماعي لتلك الاشغالات. مستغيثا بالمسئولين لإزالة تلك التعديات على مسارح العاصمة.
لو تتبعت محرك البحث “جوجل” بكتابة إشغالات ميدان العتبة والمسرح القومي. سنجد عددا لا بأس به من الاستغاثات بدأت بالتوجه لوزيري الثقافة والداخلية وانتهت برئيس الجمهورية حول تلك المأساة.

حملات ضد الإشغالات

يذكر أن ميدان العتبة كان أخلي تمام وقت تولي المهندس إبراهيم محلب رئاسة مجلس الوزراء. قبل أن يعود الباعة الجائلين لاحتلاله.
ولو تتبعنا أخبار افتتاح المسرح القومي عام 2014. لوجدنا تصريحا لوزير الثقافة حول سرعة فض الإشغالات وتصريحات لمحافظ القاهرة في جولة تفقدية حول المسرح لإزالة الإشغالات. لكن لم تمر أشهر على الافتتاح حتى عادت الاستغاثات والحملات التي تطالب بإزالة الإشغالات.
إحدى هذه الحملات. جاءت تحت عنوان صرخة قبل ثلاث سنوات. نشر فيها الفنان أحمد السلكاوي. مقاطع مصورة لممثلين وممثلات تحدثوا عن صعوبة الوصول إلى مدخل المسرح. وكيف بات الذهاب إلى المسرح للقيام ببروفة على إحدى المسرحيات أشبه بالمعركة.الكاتب فاطمة ناعوت نشرت جريدة المصري اليوم العام الماضي. عن الأزمة، واستجابت وزارة الداخلية لها وأزالت الإشغالات.
ما أن تنتهي الحملة ويفرح المسرحيون وتنتشر الصور في ميدان يتيح للمارة والسيارات بالعبور بسهولة. حتى يعود كل شيء كما كان وكأننا في لعبة لا تنتهي.أكثر من ثلاثة وزراء ثقافة ورؤساء وزارات. والميدان الذي يضم أهم مسرح مصري ومبان تعود للقاهرة الخديوية عصى على الترويض.
فهل من حل دائم لتطوير الميدان وإزالة تلك الإشغالات بشكل لا يسمح بعودتها. وهل من نظام مراقبة مستمر لتنفيذ القانون لمنع تلك العشوائية التي تحيط درة تاج المسرح المصري؟.

حماية الآثار

المخرج الكبير ناصر عبد المنعم قال لـ”مصر 360″. إن المسرح القومي واجهه حضارية لمصر ومسجل كأثر وله حرم لا يجوز التعدي عليه.
وأضاف: يحظر قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته في 2018 تواجد المركبات أو الباعة الجائلين أو أي نوع من أنواع الدواب في المواقع الأثرية والمتاحف، إلا بالشروط التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.

مشروع القانون الذي أقر في 2018 ينص على أن يكون للوزير أو من يفوضه- بعد موافقة اللجنة المختصة -. إصدار قرار إزالة لأي تعد على أي موقع أو عقار أثري بالطريق الإداري خلال عشرة أيام من تاريخ موافقة اللجنة المختصة. على أن تلتزم الأجهزة المحلية المختصة بتنفيذ قرار الإيقاف أو الإزالة بتأمين من الشرطة خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ إخطار المحافظة بذلك القرار. ويكون التنفيذ على نفقة المخالف.

عبد المنعم أشار إلى أن المسرح القومي تكلف ملايين الجنيهات لعودته للحياة مرة أخرى. قائلا: وهو درة المسارح المصرية وتاريخ كبير دال على عظمة الفن المصري.

وأضاف: كتب عنه الجبرتي بأن الجمهور يدخله بورقة معلومة وهيئة مخصوصة. وحديقة الأزبكية مكان حضاري ثقافي بعض الدول لديها أقل من هذا التاريخ وتهتم به. فما بالك حين تجد على بوابة ساحته بائع حقائب تطلب منه أن يتحرك ببضاعته حتى تدخل للمسرح بسيارتك.وتابع: أما لو حاولت دخول مسرحي الطليعة أو العرائس. فأنت تمر برع شارع بلا رصيف لأنه محتل من الباعة فلا أنت تستطيع الترجل والسير على الرصيف. وتكون غاية في الحذر لو دخلت بسيارتك. فالباعة يغلقون مدخل مسرح الطليعة تماما. ويجب أن تستأذنهم لتدخل. هذا إن كنت تعرف المسرح. أما لو كنت من الجمهور العادي فلن تعرف أين يقع باب المسرح ولا الطريق إليه.
أما مسرح العرائس، فأكد عبد المنعم، أن زواره لن يستطيعون رؤرية مدخله من الأساس. قائلا: كنت أذهب إليه في الستينات كطفل في رحلات مدرسية. فأصبح محاط بالأكشاك والباعة. وبات الجمهور يتعرض لخطورة بسبب اشتباكات الباعة بالأسلحة البيضاء والنارية.

خطة التطوير

وعن كيفية تطوير الميدان، قال عبد المنعم: أعلم أن هناك خطة لتطوير القاهرة الخديوية. وهي جاهزة للتنفيذ. لكن تلك المنطقة تم التعدي عيها ببناء جراج متعدد الطوابق شكل اختناقا مرعبا مع وجود محطة مترو الانفاق. فأصبحت المنطقة نقطة تجمع عشوائي.

مقترحات

ومن بين القترحات، التي تبناها عبد المنعم لتطوير الميدان. هو تحويل المنطقة لممشى سياحي على غرار شارع المعز.
بعد إزالة كافة التعديات مع الحفاظ على سور الأزبكية وإضافة أكشاك موسيقى كما كان المكان من قبل. مع بناء باب لحديقة الأزبكية من ناحية شارع الجمهورية.
وأكد عبد المنعم أن تلك المقترحات موجودة بالفعل لدى هيئة التنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، ولدى محافظة القاهرة. وأن ما يتبقى في النهاية هو تفعيل القوانين لحماية الأثر وتنفيذ مشروع التطوير ووجود إرادة قوية لتنفيذ ذلك المشروع الكبير والحضاري.