تتشبث أسرة الناشط المجتجز عبدالرحمن طارق، الشهير بموكا، بأمل الإفراج عنه قريبا وأن يكون واحدا ممن يضعهم سياسيون ومحامون على قوائم العفو الرئاسي أو حملة الإخلاءات التي انطلق قطارها منذ عدة أشهر. هذا الأمل دفع الأسرة والأصدقاء إلى التدوين من جديد عن وضعه وموقفه المعقد، حيث يقضى ربيعه داخل السجن بتهم واحدة.

هاشتاج موحد ومطالب بالدعم

يتمثل التدوين المطلوب في صورة يحملها الداعم مكتوب عليها هاشتاج موحد #freemoka باللغة الإنجليزية، ونفس العبارة باللغة العربية، بالإضافة للنشر المتواصل والمستمر لمدة أسبوع، للمطالبة بالإفراج الفوري عن موكا، بعد الزج به تعسفيا في السجون مرة أخرى أو ما يعرف إعلاميا بإعادة التدوير، وذلك بعد إخلاء سبيله أكثر من مرة وانتهاء مدة عقوبته وفقاً للأحكام القضائية النهائية الصادرة في حقه؛ مما يعد تعديا صارخا على حق الناشط في الحرية المكفولة له في الدستور والقانون، وفقا لما ذكرته شقيقته سارة.

قالت شقيقته “مر موكا خلال رحلته الطويلة على أكثر من عشر سجون من بينهم العقرب شديد الحراسة ٢، وسجن وادي النطرون، وأيضا سجن بنها، وليمان طرة وغيرهم الكثير، كما تم التنكيل به وتعذيبه وبقاءه في زنازين التأديب فترة ليست بالقصيرة، وحتى الآن يواجه مصيرا مجهولا ويقبع داخل دوامة التدوير التي لا تنتهي، وتأخذ من سنوات عمره الكثير”.

وتابعت “موكا أتجدد له من حوالي أسبوع ٤٥ يوم، الخبر دا أثره كان سيء جدا عليه وعلي نفسيته، للأسف هو لسه كل مرة بيستني يكون في جديد أو إنه يخرج، غصب عنه مش قادر يفقد الأمل في إن دا ميكونش شكل حياته”.

حملات مستمرة للإفراج عن موكا

 

اقرأ أيضا:

اسمي عبدالرحمن موكا ونفسي أخرج للنور

 

من مدافع عن حقوق الإنسان للسجن

عبد الرحمن طارق مدافع عن حقوق الإنسان، يعمل مع مركز النضال للحقوق والحريات، وتشمل أعماله الدفاع عن الحق في حرية التعبير وحرية التعبير في مصر وحقوق السجناء، وخاصة في حالات الاختفاء القسري.

موكا كما يلقبه أصدقاؤه، كان أحد المحكوم عليهم بالسجن في القضية 12058 لسنة 2013 جنايات قصر النيل، والمقيدة برقم 1343 لسنة 2013 كلي وسط القاهرة و المعروفة إعلامياً بقضية مجلس الشوري، بتهمة التظاهر واستعراض القوة ومحاولة قلب نظام الحكم، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، والمراقبة الشرطية لثلاث سنوات أخرى، والتي تضطره للتواجد في قسم الشرطة لمدة اثنا عشر ساعة يوميًا، من الساعة السادسة مساءً إلى السادسة صباحًا.

في يوليو 2019 نشر عبد الرحمن على فيسبوك أنه تعرض لاعتداء جنسي ولفظي من قبل أحد رجال الشرطة تحت المراقبة وهدد بتلفيق التهم ضده إذا شارك هذا الاعتداء.

وفي 9 سبتمبر أثناء مراقبته في مركز شرطة قصر النيل ألقي القبض عليه وواجه كمتهم أمام نيابة أمن الدولة في اليوم التالي اتهمته نيابة أمن الدولة بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار مزيفة وقررت وضعه في السجن لمدة 15 يوماً بانتظار التحقيق.

في 30 أبريل 2020، أمرت النيابة العامة بالقاهرة باحتجاز المدافع عن حقوق الإنسان عبد الرحمن طارق قبل المحاكمة لمدة 15 يومًا، بانتظار التحقيقات بتهمة الانضمام إلى جماعة غير مشروعة والتشهير، وإساءة استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية. وظل رهن الاعتقال رغم أمر محكمة جنايات القاهرة بالإفراج عنه في 10 مارس.

تدوير جديد

ووفقا لمحاميه نبيه الجنادي، وضع موكا على ذمة قضية جديدة، وحصل على قرار من المحكمة بإخلاء سبيله في 21 سبتمبر الماضي، ولم ينفذ القرار حتي تم تدويره، والتحقيق معه علي ذمة قضية جديدة، ليظهر في 3 ديسمبر مجددا في النيابة، وووجهت له النيابة اتهامات الانضمام إلى جماعة إرهابية، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، وقررت نيابة أمن الدولة حبسه على ذمة التحقيقات في القضية 1056 لسنة 2020.

 

إضراب عن الطعام

دخل موكا في إضراب عن الطعام داخل محبسه بسجن طره، استمر لأكثر من شهر، نقل على إثره للمستشفى أكثر من مرة، بعد تدهور حالته الصحية كما قالت شقيقته، حتى أعلن إنهاء إضرابه بعد تدهور حالته الصحية واقترابه من الموت كما وصفت.

وحينها، وتحت هاشتاج “موكا في خطر”، طالب رواد المواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة الإفراج الصحي عن عبد الرحمن، والذي تشير التقارير الطبية إلى حالة إعياء شديدة نتيجة الإضراب عن الطعام، بالإضافة إلى إصابته بمشاكل في الكلى وارتفاع مزمن في الضغط.

محاولات لمواجهة “العجز”

تعلم أسرة موكا أن الأمر ليس بالسهل، وأن تلك المطالبات ربما لا يكون لها صدى كبير، وكنها كما وصفوا “محاولة”، لا يقدرون على فعل أكثر منها، فقال أحد أصدقائه “احنا متكتفيين وعاجزين، ومش قادرين نعمل حاجة، ولا المحامين كمان قادرين يعملوا حاجة، لأنه مفيش طريق قانوني ممكن نسلكه، لأن اللي بيحصل ده أصلا مش قانوني، ولكن هي محاولة، وتعبير عن صوت جوانا، ولو معملتش الحملة تأثير، تبقى رسالة إننا فاكرين موكا، لأنه الأصعب من السجن، إن الشخص يحس إنه منسي”.

وأضافت شقيقته “أنا مش عايزاه يتخيل إن الناس نسيوه برا، هو محتاج دعمنا ونقول إننا فكرينه ومحتاجه من كل الناس تشارك في الأيفينت وتقول دا”.

وتابعت “موكا حياته بتضيع في السجن مقدرش يكمل الجامعة لأنه اترفد بسبب أنه معتقل ولما خرج مكملش سنه برا وخدوه تاني مقدرش يحقق اللي كان بيسعى ليه مش عارف حتى شكل مستقبله هيكون ازاي، وكل يوم بيضيع جوا بيأخر كل إنجاز ممكن يعمله في حياته”.