يبدو أن “قطار طموح رمضان صبحي” لن تتوقف كثيرا في محطة بيراميدز، كما كان يأمل منذ تغيير وجهته من القلعة الحمراء إلى النادي صاحب الصبغة الخليجية، لذا بدأ مجددا رحلة البحث عن طموح آخر، وهذه المرة المحطة عثمانية وليست خليجية، عبر بوابة جالاطا سراي الذي ينافس باستمرار على بطولة الدوري التركي.

تشير تقارير تركية إلى أن رمضان بات على بعد خطوة واحدة من الانتقال لنادي جالاطا سراي التركي ومزاملة زميله بالمنتخب مصطفى محمد مهاجم الفريق التركي الشهير بداية من الانتقالات الصيفية الحالية، وذلك بعدما توصل اللاعب والنادي لمراحل متقدمة في التفاوض بالآونة الأخيرة، لاسيما بعد تقارير تفيد بعرض رمضان نفسه على الفريق الذي رحب بضمه، ولكن بقت أزمة الراتب السنوي للاعب هي العائق الوحيد أمام إتمام الصفقة بشكل رسمي.

ومع إمكانية إتمام الصفقة لنجم الأهلي السابق المغضوب عليه بعد رحيله لبيراميدز بالعام الماضي وتفضيله على الفريق الأحمر العريق، يبدو أنه وجد أخيرًا القرار الصحيح الذي يصحح مسيرته الكروية أولاً لصغر سنه وثانيًا يمثل حلاً لكل الأزمات والضغوط التي عاشها بالفترة الأخيرة مع ناديه الحالي.

ولذلك نعرض في النقاط الآتية دوافع اللاعب في خوض تلك التجربة والرحيل بعد عام واحد فقط في بيراميدز لم ينجح في الفوز بأي بطولة خلاله، أو تقديم مستوى مقبول حتى في مباريات الدوري أو الكونفدرالية الأفريقية التي فشل في الوصول للمبارة النهائية بها.

راتب مغر وطموح جديد

أول تلك الأمور هو حصوله على راتب مشابه لما يتقاضاه في بيراميدز حاليًا أو أكبر منه ببضع مليونات، وهذا هو المعيار الأهم في تفكير اللاعب الذي فضل أموال بيراميدز من قبل على البقاء في الأهلي الذي منحه كل شيء منذ صعوده كناشئ بعملاق الجزيرة.

صحيفة “FANATİK” التركية، كشفت عن ذلك وأن جالاطا سراي أصبح قريبًا من الوصول لاتفاق لضم رمضان من بيراميدز حتى لو إعارة لمد موسم مع بند الشراء مثلما حدث مع مصطفى محمد من نادي الزمالك بيناير الماضي، كما أشارت الصحيفة إلى أن هناك عقبة تُعطل الصفقة وهي أن فريق إسطنبول عرض على رمضان 1.5 مليون يورو “27 مليون جنيه مصري” للموسم بالإضافة لوجود مكافآت وإضافات على حسب الأداء.

وهو راتب أقل مما كان يتقاضاه عندما كان يلعب في إنجلترا مع فريقي ستوك سيتي وهدرسفيلد تاون، حيث كان يتقاضى 2.2 مليون يورو “40 مليون جنيه مصري”، وهو ما طلبه من إدارة النادي التركي للموافقة على إتمام الصفقة بالفعل، لكن النادي التركي لا يريد دفع أكثر مما عرضه.

وبالقياس براتبه الحالي مع بيراميدز فهو يتقاضى حوالي 1.7 مليون يورو “30 مليون جنيه مصري” بالموسم الواحد، فإذا ما رفع النادي التركي عرضه السنوي لهذا الرقم أو وصل إلى 2 مليون يورو “36 مليون جنيه مصري”، سيحصل اللاعب على راتب أكبر بنسبة جيدة من الذي يتقاضاه حاليًا في بيراميدز وهو الراتب المغري الذي جعله يفضله على الأهلي وكسب عداوة جماهيره منذ ذلك الحين، وبالتالي ستكون الصفقة من ناحية الراتب مناسبة جدًا لطموح رمضان وتجعله سعيدًا.

الهروب من مطب الزمالك

بلا شك أغلق باب العودة لرمضان صبحي في النادي الأهلي تمامًا بعد موقفه الأخير بالعام الماضي برفضه عرض المارد الأحمر، وقراره بالانتقال لبيراميدز بسبب قيمة الراتب المرتفعة والمغرية، ذلك الأمر الذي جعل بينه وبين جماهير الأهلي عداء كبير رغم أنه كان معشوقها منذ صعوده للفريق الأول ومن ثم تألقه حتى أصبح أحد نجوم الأهلي الكبار، كما خلق جدار واسع أمام عودته ثانية للفريق على غرار وقائع كثيرة سابقة أشهرها التوأم حسام وإبراهيم حسن وعصام الحضري وعبدالله السعيد.

رمضان خسر الكتير بعد الرحيل من القلعة الحمراء

وبعد عدم تأقلمه مع بيراميدز الذي يعج بالمشاكل وليس لديه جماهير تشعر اللاعب بنجوميته وأهميته كما كان يحدث له مع الأهلي من قبل، ورغبته في الرحيل بعد أن ضجر من أزمات بيراميدز بالعام الذي لعبه، لم يكن أمامه سوى خيارات قليلة أهمها هو الانتقال لنادي الزمالك الغريم التقليدي للأهلي.

والذي يتمتع بنفس معطيات الجماهيرية والنجومية والمكانة التي كان يحظى بها في الجزيرة وبنسبة أقل بطبيعة الحال للفارق الجماهيري بين القطبين، وهو الخيار الذي لم يفضله اللاعب ظنًا منه أنه يحافظ على القليل من محبة الجماهير الحمراء له، والتي ستنتهي تمامًا في حالة لعبه للزمالك.

كذلك يريد الهروب من مطب كسب هذه العداوة المطلقة حيث ربما بعد فترة يعود للأهلي على أمل تغيير بعض الأمور أو المعطيات مستقبلاً، فلعبه للزمالك حاليًا يغلق الباب تمامًا أمامه مستقبلاً، أيضًا عدم استقرار النادي الأبيض وعدم حصول نجومه على رواتبهم ومستحقاتهم لفترة طويلة عامل آخر يجعل اللاعب يفكر في البعد عن كل هذه الأزمات وعدم الاستقرار الذي يضرب الزمالك طوال الفترة الماضية.

البعد عن الضغوطات وفرصة جديدة بأوروبا

آخر تلك الدوافع التي تجعل انتقاله لجالاطا سراي التركي حلاً لأغلب أزماته الحالية مع بيراميدز، هو البعد عن كل الضغوطات التي عانى منها على مدار عام كامل بمصر ومع بيراميدز، من هجوم وسباب وضغط نفسي عليه من قبل جماهير الأهلي في كل مكان وعلى كل منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

ما جعله تحت ضغط رهيب لم يجعله يقدم حتى نصف مستواه الفني المعروف عنه رفقة بيراميدز، ولم يحقق اي بطولة تذكر رفقة النادي وخرج من كأس مصر وسباق الصدارة بالدوري وكذلك الكونفدرالية من نصف النهائي، ليصبح العام الأكثر فشلاً على المستوى الفني للاعب في مسيرته المهنية القصيرة.

خروجه للاحتراف بتركيا في النادي الذي تألق به مصطفى محمد زميله بالمنتخب في فترة وجيزة، يمثل طوق النجاة لواحد من أفضل مواهب مصر الكروية بالعقد الأخيرة، وتعد فرصة جديدة للاعب لإحياء مسيرته الكروية من جديد حيث أنه صغير السن “23 عامًا” وكاد يقضي على مسيرته تلك مبكرًا بقراره الغريب بالرحيل عن الأهلي لبيراميدز بحثًا عن الأموال في هذه السن الصغيرة.

والتفريط في كل الامتيازات التي كان يتمتع بها فجأة، ربما يكون القرار منطقي بعد الثلاثين مثل حال عبدالله السعيد أو أحمد فتحي على سبيل المثال، لكنه اختار القرار الخاطئ تمامًا وتحمل تبعاته بقسوة طوال العام الماضي، ومن ثم هو الآن على وشط تصحيح ذلك لإنقاذ مسيرته الكروية أولاً.

والتركيز في كرة القدم فقط للعودة لمستواه المفقود وربما بحث عن فرصة جيدة بعد التألق في تركيا نحو غزو دوريات القارة العجوز الكبيرة مرة أخرى، ويحقق مسيرة جيدة لسنوات قبل العودة بعد الثلاثين للعب في منطقة الخليج أو ربما الدوري المصري ثانية.