انطلق مهرجان «كان السينمائي» على ضفاف الريفيرا في دورته 74 التي تعقد خلال الفترة من 6 حتى 17 يوليو 2021، بعد إلغاءه العام الماضي على خلفية انتشار جائحة فيروس كورونا.

السينما وسيلة لنقل قضايا المجتمع وتحدياته من الواقع إلى الشاشة. تحرص على أن تكون وسيلة ليست فقط للترفيه لكن لنقل ثقافات وقضايا مختلفة إلى العلن وفضحها وتجاوزها فنيا ليستطيع الواقع نفسه أن يتجاوزها ومواجهتها.

خلال مهرجان «كان السينمائي». ظهرت عدد من الأفلام التي ناقشت قضايا توصف بأنها «مثيرة للجدل». حيث تعرضت إلى قضايا وأحداث تاريخية زادت من تسليط الضوء على المهرجان والأفلام التي تضمها قائمته الطويلة. التي جاءت أغلبها من مجتمعات مختلفة تسلط كل منها الضوء على قضية بعينها يعاني منها المجتمع

مهرجان كان وتحدي التغير المناخي

جاء مهرجان كان السينمائي ليسلط الضوء على التغير المناخي من خلال مشاركة 7 أفلام تتناول التغير المناخي وخطورته على حياة البشر مستقبلا.

وكخطوة من قبل القائمين على مهرجان كان السينمائي. عمدوا إلى استخدام بعض السيارات الهجين أو الكهربائية. لنقل الناس من أجل خفض الانبعاثات الناتجة عن السيارات التي غالبا ما نستقلها في يومنا العادي. كما لجأوا إلى استبدال البساط الأحمر، الذي جرت العادة على تغييره ثلاث مرات في اليوم، بمواد قابلة لإعادة التدوير..

كما شهد المهرجان حضور الناشطة البريطانية، بيلا لاك. التي استغلت وجودها للتحدث عن قضية تغير المناخ. إذ حثت منتجي الأفلام على الاهتمام بالأعمال الفنية التي تهتم بشكل أكثر بـ«البيئة»,

وقالت بيلا باك على هامش مشاركتها في مهرجان كان: إن عالم الأفلام يمكن أن يقدم النموذج والقدوة بطرق مختلفة وأكثر إبداعية. ما دفعني في الواقع هو الأمل والخيال. هكذا يمكن أن تكون صناعة السينما. ومهرجان “كان” وسيلة لتحفيز خيال الكبار، لمواجهة القضايا البيئية والتصدي لها».

فيلم ليكن صباحا الفلسطيني

فجر فيلم «ليكن صباحا» الفلسطيني. أزمة جديدة داخل مهرجان كان السينمائي. إذ تم اعتماد الفيلم على كونه فيلما إسرائيلي. ما أثار إستياء طافم الفيلم الفلسطيني ما دفعهم إلى الإنسحاب من المهرجان ورفض المشاركة فيه.

ونشر الممثلون بيانا جاء فيه: ليس بمقدورنا أن نتغاضى عن التناقض الكامن في تصنيف الفيلم في مهرجان كان على أنه فيلم إسرائيلي. فيما تواصل إسرائيل حملتها الاستعمارية المستمرة منذ عقود طويلة وممارستها التطهير العرقي والطرد والفصل العنصري ضدنا، ضد الشعب الفلسطيني.

بوستر فيلم ليكن صباحا
بوستر فيلم ليكن صباحا

وتابعوا: في كل مرة تفترض فيها صناعة السينما أننا وأعمالنا نندرج تحت التسمية الإثنية القومية المعروفة بـ”إسرائيلي”. فإنها تساعد في استدامة واقع غير مقبول فرض علينا. نحن الفنانون الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية. وهي هوية فرضها الاستعمار الصهيوني للحفاظ على القمع المستمر للفلسطينيين داخل فلسطين. وإنكار لغتنا وتاريخنا وهويتنا.

ويدور الفيلم حول قصة سامي المواطن الفلسطيني من عرب 48. الذي ذهب في أحد الأيام برفقة زوجته ونجله الوحيد لحضور حفل زفاف شقيقه. ويمر حفل الزفاف بسلاسة وسط جو عائلي. وخلالهم عودتهم إلى منزلهم الكائن داخل إحدى المدن الإسرائيلية يفاجأ بوضع جنود الاحتلال المتاريس ومنع المواطنين من العبور.

وبدوره يبدأ «سامي» بالتوسل للجنود من أجل السماح له بالعودة إلى منزله. مؤكدا لهم أنه مواطن إسرائيلي ويحمل ما يثبت ذلك من وثائق حكومية إلا أن أحدا لم يستمع له. وعلى أثره تضطر الأسرة إلى العودة للقرية، ليجد سامي نفسه مسجونا ومحاصرا في مسقط رأسه، دون أي تفسير لسبب ذلك..

الاجهاض في التشاد

يشارك فيلم «لينجوي.. الروابط المقدسة». أحد القضايا الشائكة والمثيرة للجدل في المجتمع التشادي. حيث يتعرض الفيلم إلى الإجهاض والمعاناة التي تلاحق الفتيات في المجتمع التشادي.

وتدور أحداث الفيلم حول «أمينة» الأم العزباء التي تعاني من الوصم طيلة حياتها وتنتابها حالة من الذعر عندما تكتشف أن ابنتها البالغة من العمر 15 عاما حبلى. في البداية يتملكها الخوف من فكرة مخالفة تعاليم الإسلام التي تحرم الإجهاضز إلا أنها في النهاية تحاول مساعدة ابنتها ماريا في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات الحياة اليومية على مشارف مدينة نجامينا التشادية.

مشهد من فيلم فيلم «لينجوي.. الروابط المقدسة»
مشهد من فيلم فيلم «لينجوي.. الروابط المقدسة»

ويقول مخرج الفيلم محمد صلاح هارون. إنه استلهم فكرة الفيلم بما تحمله من قضية بعد إطلاعه على العديد من قصص الأطفال الرضع الذي يتم تركهم من قبل أمهاتهم خوفا من الوصم المجتمعي، حيث يسمح بالإجهاض فقط في حالات معينة تكون فيها حياة المرأة في خطر. من الناحية الصحية.

المثلية الجنسية في المسيحية

يشارك فيلم «بينديتا» للمخرج الهولندي بول فرهوفن في مهرجان “كان” السينمائي، ليثير الجدل حول قضية المثلية الجنسية في المسيحية.

يبدأ الفيلم بالتزامن مع انتشار الطاعون في أنحاء إيطاليا خلال القرن السابع عشر، أنذاك رأت الشابة بينيديتّا كارليني في دير بيسكيا في توسكانا الملاذ الامن لها، حيث أنها منذ طفولته كانت تتمتع بصنع المعجزات في الأوساط التي تعيش داخلها.

طاقم عمل فيلم «بينديتا»
طاقم عمل فيلم «بينديتا»

وتتوالى أحداث الفيلم في تسليط الضوء على المعجزات القادرة بينيديتا على تحقيقها، وخلا حياتها داخل الدير تتوسط في علاقة حب مع زميلة لها ليبدأ الفيلم في طرح قضية المثلية الجنسية وتداعياتها على حياة الراهبة صاحبة المعجزات.

في ما بعد تحولت الراهبة الكاثوليكية بينيديتّا كارليني إلى رمزاً للنسوية، إذ اشتهرت بمثليتها في فترة “الإصلاح المضاد” الذي كان قائماً في القارة العجوز، حيث تم اكتشاف علاقتها الغرامية لتبدأ سلسلة من الاحداث التي قلبت حياة الراهبة رأسا على عقب وتجريدها من كافة المميزات وإلقائها في السجن.

فيلم نيترام ومذبحة بورت آرثر

يعد فيلم «نيترام» الأسترالي، واحد من الأفلام التي سلطت الضوء على مذبحة بورت آرثر في تسمانيا، أستراليا، والتي أدت إلى مقتل 35 شخصا وكانت السبب في تغيير قوانين مراقبة الأسلحة في استراليا.

ويسلط «نيترام» الضوء على واحدة من أكثر جرائم القتل الجماعي بشاعة في التاريخ، والتي تم سن وتعديل قوانين خصيصا في محاولة لمنع حدوثها مرة أخرى.

 

في 29 أبريل 1996، عمد المسلح مارتن براينت إلى شراء سلاح ناري وإطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائي في المزار السياحي بورت آرثر ليخلف وراءه 25 قتيلا ونحو 18 جريحا، لاحقا تم إلقاء القبض على مارتن والحكم عليه بالسجن المؤبد 25 عام.

وتلك الحادثة دفعت الحكومة الاسترالية إلى سن القوانين وتعديل بعض مواده التي تسمح للمواطنين بحمل وشراء الأسلحة دون أي أسباب، لتمثل خطوة نحو تصحيح المسار.