تجربة خاصة جدًا تفتح مساحات واسعة للحديث عن الحرية الجسدية من خلال قصص ترويها نساء أفريقيات في كتاب “الحياة الجنسية للمرأة الأفريقية” للمؤلفة نانا داركو سيكياما، تسلط الضوء على النسيج المعقد للحياة الجنسية لنساء أفريقيات.

وتتحدث الكتابة، حسب “الجارديان“، بشكل فريد وواسع عن الحياة الجنسية لنساء الأفريقيات من جميع أنحاء القارة من واقع تجاربهن المتنوعة في الجنس والعلاقات.

والكاتبة نانا داركوا سيكياما ولدت في لندن لأبوين من غانا في علاقة متعددة الزوجات، في ظل نظام أبوي محافظ كاثوليكي، غرس فيها الخوف من الجنس وكل مخاطره المحتملة -الحمل، والخجل من أن تصبح امرأة “ساقطة”، وبعد إستكمال دراستها بلندن، عادت مرة أخرى الى غانا حيث شاركت في تأسيس المدونة “مغامرات من غرف نوم نساء أفريقيات” وبدأت في مشاركة قصصها الشخصية وخبراتها الخاصة ، وتشجيع النساء الأخريات على مشاركة قصصهن الخاصة.

تتذكر العديد من النساء اللواتي يروين قصصهن في هذه المجموعة الرحلات التي سافرن إليها من أجل امتلاك حياتهن الجنسية، على خلفية تعرضهن للاعتداء الجنسي حين كن أطفالا، ومقاومة الفتاوى الدينية والتأكيد على قوتهن الجنسية.

روايات فردية ومضيئة تبدأ من العثور على مجتمع كوير في مصر مرورا  بحياة متعددة الزوجات في السنغال إلى فهم تقاطع الدين والمتعة في الكاميرون واختيار ترك العلاقات التي لم تعد ترضيهن، حيث يقدم الكتاب “الحياة الجنسية للمرأة الأفريقية” نظرة عميقة لسعي المرأة إلى الحرية الجنسية.

الحياة مع رجل متعدد الزوجات

“لا أعرف ماذا قال زوجي لزوجاته عندما تزوجني”، قالت نورا [اسم مستعار] وهي امرأة كينية تبلغ من العمر 42 عامًا، تعيش في السنغال مع زوجها وزوجاته الأخريات.

وأضافت “التقيت أنا وإسماعيل في 2018 على موزماتش وهو تطبيق مواعدة للمسلمين، بعد أربع سنوات من متابعة التطبيق، وقتها كان الرجال المسلمون الذين قابلتهم في كينيا محافظين لكني كنت أبحث عن رجلًا يشبهني أكثر: سافر كثيراً وله رؤية واسعة للعالم”.

وتابعت نورا عندما بدأنا أنا وإسماعيل بالدردشة شعرت أن محادثاتنا ممتعة وكنت أضحك كثيرا وأنا معه، وتزوجنا على الإنترنت، وعندما التقينا اعتقدت أنه يشبه الصورة النمطية للرجل السنغالي: يبلغ طوله ستة أقدام ونحيفًا ولديه هذا الجو من الذكورة الهادئة الواثقة، لذا لن تعتقد أنه كان في أواخر الأربعينيات من عمره.

وقالت: “في المرة الأولى للقائنا قضينا أربعة أيام معًا في فندق كل ما فعلناه هو الجنس والصلاة، وكان هذا مهمًا جدًا بالنسبة لي الشهوانية والروحانية تمثل وجهان لعملة واحدة وأردت أن أكون مع شريك يمكنني أن أتعلم الإيمان معه من مكان الفضول وليس الاضطهاد”.

وأضافت أنها أسلمت في أواخر الثلاثينيات من عمرها، حيث كانت تبحث عن ممارسة روحية تناسبها لكونها امرأة أفريقية سوداء، وهو ما وجدته في العقيدة الإسلامية التي تتحدث عن قضايا العدالة الاجتماعية.

وتستكمل “بعد شهرين سافرت إلى السنغال وزرته لمدة شهرين، رتب لي البقاء في شقة تملكها أخته، وكانت التجربة بأكملها تشبه المواعدة أثناء الزواج، علمتني تلك الفترة أنه يمكنك أن تحب شخصًا ما، وأن تعتني به حتى لو كان مختلفًا تمامًا عنك، فإسماعيل رجل سنغالي تقليدي، الشيء الأكثر تطرفًا الذي فعله هو الزواج من امرأة في الأربعينيات من عمرها ناطقة بالإنجليزية من بلد أجنبي لا يتحدث الولوف أو الفرنسية ولا يعرف ثقافته وتقاليده”، مشيرة إلى أن الرجل في السنغال إذا أراد التغلب على القيود فمتوقع أن يتزوج من امرأة بيضاء.

صراع مجتمعي

على الجانب الآخر تتحدث نورا عن صراعها مع المجتمع الجديد بعد الزواج لكونها امرأة غير مسموح لها بالتعبير عن آرائها في الأماكن العامة، فليست هذه الطريقة التي نشأت عليها في بيت والدها الذي توفي وعمرها 16 عامًا وتحملت الكثير من المسؤوليات، لذا يزعجها الآن أن تقوم بدور التابع.

في يناير 2020، انتقلت نورا إلى منزلها الجديد في السنغال، كانت الشقة في الطابق الأرضي ملكاً للزوجة الأولى وأطفالها، والطابق الأول للزوجة الثانية وأطفالها، والطابق الثاني للمبنى كان لها، وتقول: “زوجي لديه ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين 20 وستة أشهر، وليس لدي أطفال على الإطلاق”.

وأضافت: “افترضت أنه سيكون لدي بعض المشتركات مع زوجات زوجي ولكن بصرف النظر عن إيماننا وحضرة الزوج، فليس لدينا أي شيء مشترك، وكنت أنوي التعامل معهن بود، لكن بعد أربعة أشهر  واجهت عدوانية شديدة”.

وعلى حسب توقعها، تعتقد أن الزوجة الأولى تزوجت إسماعيل عندما كانا صغيرين ومن المحتمل أنها كانت عذراء بدأوا حياة معًا، ثم بعد 20 عامًا تزوج زوجة ثانية، ثم بعد خمس سنوات أخرى حتى لو كان هذا جزءًا من ثقافتك، فلا بد أن هذا الهراء مؤلم.

طقوس جنسية خاصة

وعلى غير المتوقع فترى نورا أن هناك العديد من الأشياء تحبها في زواجها كما وصفت فهي ليست مضطره لرؤية زوجها كل يوم، لذا يمكنها القراءة والدراسة والعمل على تنمية موهبتها، ولديها شقتها الخاصة وشخص يساعدها في المنزل.

وتقول نورا إن حياتها الجنسية جيدة حقًا، مضيفة: “قال لي إسماعيل ذات مرة: يا إلهي أنا متعب جدًا، اعتقدت وقتها أننا سنمارس الجنس مرة واحدة فقط في الشهر وافترض أنه نظرًا لأنني تجاوزت الأربعين من عمري، فإن رغبتي الجنسية ستكون أقل بكثير مما هي عليه الآن، وعلى العكس من ذلك أشعر أنني بدأت للتو  رحلتي الجنسية وهذا أفضل فصل في حياتي”.

وتضيف “قبل أن يأتي زوجي أتأكد من أنني مرتاحة جيدًا، أشرب الكثير من الماء وأتأمل نفسي،  أتأكد من مظهري، وأستعد لممارسة الجنس من خلال أداء طقوس النساء الصوماليات، أحرق بعض العود ثم أقف فوق البخور وأنا أرتدي فستان طويل واسع وأستخدمه لتحريك العطر في كل مكان حتى يحتفظ جسدي بالحرارة”.