تسببت جائحة كورونا في غلق كافة قطاعات الحياة في العالم. وكا التعليم من أكثر القطاعات التي شهدت ارتباكا في كل مراحله.
بين تفاوت في الآراء بشأن غلق المدارس أو إعادة فتحها. يختلف الأمر من دولة لأخرى. لكن الغلق بشكل عام تسبب في أزمات رصدتها منظمة “يونيسف” في تقرير لها.
المنظمة طالب بشكل صريح بضرورة إعادة فتح المدارس التي أغلقت بسبب جائحة كورونا. وأدت لتأثر 600 مليون طفل في سن التعليم. بالتدابير الصحية المتعلقة بمكافحة الفيروس.
“لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر. يجب أن تكون المدارس هي آخر ما يتم إغلاقه وأول ما يعاد فتحه”. قال جيمس ألدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف
واعترف ألدر، أن هذا الاختيار كان صعبًا للغاية بالنسبة للسلطات في الدول المختلفة.
واعتبرت “يونيسف” أن إعادة فتح المدارس لا يمكن أن ينتظر حتى يتم تلقيح الطلاب والمعلمين. وأشارت إلى أنّه يجب على الحكومات والجهات المانحة “حماية ميزانية التعليم” على الرغم من الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الوباء.
وتابعت في تقريرها، أنه في شرق إفريقيا وجنوبها، هناك 40% من الأطفال في سن التعليم محرومون من الدراسة.
وفي جميع أنحاء القارة، تقدّر “يونيسف” أن هناك 32 مليون طفل في مدارس تم إغلاقها لم يعودوا إليها عند إعادة فتحها، بالإضافة إلى 37 مليون طفل تسربوا من المدرسة قبل الجائحة.
وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أُغلقت نحو نصف عدد المدارس لأكثر من 200 يوما. أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. فلا تزال المدارس مغلقة كليًا أو جزئيًا بسبب الوباء في 18 دولة، وفق ألدر.
القلق والعنف
وأشار التقرير إلى أنه تم استبدال التعليم والأمن والأصدقاء والغذاء، بالقلق والعنف و”المراهقات الحوامل”. خاصة أن التعليم عن بعد هو أمر بعيد المنال بالنسبة لـ”ثلث طلاب العالم”.
في السياق ذاته كان تقرير صادر في مارس 2020 عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”. أفاد بانقطاع 290 مليون طالب وطالبة في العالم عن المدرسة بسبب فيروس كورونا المستجد. ما دفع نحو البحث عن حلول بديلة للخروج من هذه الأزمة.
وكانت مصر من بين الدول التي توجهت نحو التعليم عن بعد باعتباره طوق نجاة. من أجل حماية الطلبة والأستاذة من الجائحة والمحافظة في الوقت ذاته على استمرار التعليم.
التجربة المصرية
تحت وطأة الموقف الذي بدا غامضا وغير محدد الأبعاد. تم اللجوء إلى الطرق البديلة لاستكمال العام الدراسي من خلال مشروعات بحثية. ومع امتداد فترة الجائحة قررت الدولة بدء العام الدراسي 2020/2021، من خلال تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة لمنع التزاحم والتزامًا بالتباعد الاجتماعي. وجمع بين التعليم عن بعد والتعليم المباشر. إلى جانب استخدام العديد من التطبيقات الإلكترونية مثل”تطبيق Zoom، وتطبيق Google Classroom، وEdmodo”.
إلا أن ظهرت العديد من التحديات أمام فكرة التعليم عن بعد كان أهمها: ضعف البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فضلًا عن ارتفاع تكلفة خدمة الإنترنت بالنسبة لمستويات الدخول.
حتى اعتمدت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي عدة مبادرات مؤقتة لاستمرار المسار التعليمي في ظل الجائحة. في ظل ارتفاع عدد الطلاب في مراحل التعليم قبل الجامعي في مصر من 19 مليون طالب، في العام الدراسي 2015-2016. ليصل إلى 23 مليون، في العام الدراسي 2019-2020، وفق الإحصائيات الرسمية لوزارة التربية والتعليم.