حسام مؤنس اسم يعني الكثير سواء لأصدقائه أو أكثر منافسيه، فبمجرد ذكري اسم مؤنس خلال عامين منذ محبسه أمام البعض تأتي معاني في مخيلة المتلقي، فأصدقاء حسام وهم كُثُر من جميع التيارات السياسية يجتمعون على معنى الوفاء والإخلاص في مواقف حسام حتى وإنْ كان البعض يختلف معه في بعض المواقف.

وعندما يذكر اسم مؤنس أمام الخصوم أو بمعنى أدق المقيمين على الجانب الآخر من النهر في خندق ونختلف معه في المنطلقات والتصورات السياسية يذكرون ويؤكدون نقاء اليد وحب حسام لوطنه وإخلاصه لمبادئه، وإن كانت متناقضة مع ما يؤمنون به، هذه هي الحقيقة التي لمستها خلال عامين من حبس مؤنس، ويُضاف إليها صموده وتماسكه في محبسه وحب زملائه من المحبوسين معه، سواء كانوا شباباً أم كبارًا، وهو من اجتمع عليه كل من شارك حسام محنته في محبسه بسجن طرة، فمع خروج أحد الأصدقاء من السجن يذكر أنَّ حسام خارج أسوار السجن هو حسام رهن الاحتجاز، هادئ الطباع المثقف عن وعي وليس ادعاء، المبتسم في وشوش الجميع ليس نفاقًا بل حبًا وتضامنًا.

حسام مؤنس لمن لم يعاشره ويعرفه، هو الشاب الذي يفتخر أصدقاؤه به، ليس فقط لعلاقات الحب والمودة على المستوى الإنساني، بل لنجاح مؤنس في كل الاختبارات السياسية التي تشاركنا فيها

هذا ما عبّر عنه الدكتور حازم حسني الذي شارك حسام مؤنس الزنزانة لعدة أشهر حتى خروج دكتور حازم، وهو نفس الأمر الذي عبر عنه الدكتور حسن نافعة، والصديق خالد داوود، والذي قوبل مني بابتسامة فخر، هذا هو حسام مؤنس لمن لم يعاشره ويعرفه، هو الشاب الذي يفتخر أصدقاؤه به، ليس فقط لعلاقات الحب والمودة على المستوى الإنساني، بل لنجاح مؤنس في كل الاختبارات السياسية التي تشاركنا فيها، فلم يتنازل يومًا عن مبدأ ولم يساوم يومًا على قرار يخص الوطن منذ أن دخل مؤنس المجال العام وهو طالب بالفرقة الأولى بالجامعة عام 2001، فظل يدافع عن أفكاره وقناعاته، داعم للآخرين في لحظات الضعف.

هذه ليست رسالة شخصية مني إلى صديق عمري ورفيق السنوات، ولكنها رسالة وتعبير عن الكثير من الأصدقاء لا تتسع الرسالة لذكر أسمائهم.

وأتذكر ما قاله “مؤنس” في مقالة بجريدة المصري بعنوان «يناير أبقى وأعظم»: «تشويه يناير وجيلها هو تشويه لحلقة مهمة ورئيسية في تاريخ مصر، وإهانة لشعبها الذي كان وسيبقى صاحب هذه الثورة وقائدها الحقيقي والرئيسي، حتى وإن جاءت مثل تلك المحاولات ببعض الأثر أحيانًا على الرأي العام، فإنّه لا يمكن أن يستمر، لأن ذاكرة الشعوب أبقى وأعمق، ولأن دماء الشهداء وتضحيات المصابين أنقى وأنبل.. لذا ستبقى يناير أبقى وأعظم من كل تلك المحاولات الساذجة البائسة». وأضيف على ما قاله مؤنس بأنَّ حسام كان وما زال وسيظل رمزًا لجيل دافع بحق وبإخلاص وحب عن هذا الوطن.

هذه ليست رسالة شخصية مني إلى صديق عمري ورفيق السنوات، ولكنها رسالة وتعبير عن الكثير من الأصدقاء لا تتسع الرسالة لذكر أسمائهم.

وفِي النهاية لا أجد كلمات يمكن أن تُقال غير #شكرًا_حسام_مؤنس على كل ما فعلت، فهي أفعال سنظل نفتخر بها وبصلة لنا جميعًا، وقريبًا سنلتقي.

#شكرًا_حسام_مؤنس