تسود المخاوف من عودة الاقتصاد العالمي إلى المربع صفر. بعد تزايد السلالات المتحورة لفيروس كورونا مثل “دلتا” و”ألفا” و”لامدا”. وتوقف سلاسل التوريد العالمية مع موجة الطقس السيء التي ضربت دول آسيا.
وأصبحت سلالة “دلتا”. التي اكتشفت أول مرة في الهند، الأكثر انتشاراً عالميا. قبل أن تنضم إليها سلالة “لامدا” التي ظهرت للمرة الأولي في ببيرو وتشيلي والأرجنتين. وتتسم الأخيرة بأنها أكثر عدوى وقدرة على الانتشار من غيرها.
ووسط تحذير منظمة الصحة العالمية من أن “الوباء لم يقترب من نهايته”. فاقمت موجة الفيضانات التي ضربت دول شرق آسيا، من التأثير الاقتصادي للوباء، بعد ضربت التدفق التذبذب للمواد الخام، وقطع الغيار، والسلع الاستهلاكية.
رئيس المجلس العلمي بفرنسا البروفسور جان-فرنسوا ديلفريسي. توقع ظهور متحور جديد من فيروس كورونا خلال الشتاء المقبل. مرجحا ألا تعود الحياة إلى طبيعتها قبل عامي 2022 أو 2023. خاصة في ظل تزايد حالات الإصابة بمتحور “دلتا”.
تهديد متوقع
وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين عبرت عن قلقها من تهديد متحورات كورونا لانتعاش الاقتصاد العالمي. قائلة: دلتا والمتحورات الأخرى قد تظهر وتهدد الانتعاش. فنحن في ظل اقتصاد عالمي مترابط. فما يحصل بأي جزء من العالم، يؤثر على الدول الأخرى.
وزراء المال بمجموعة العشرين حذروا من تفشي متحورات جديدة. وأكدوا أن الأزمة لم تنته بعد.
السلطات الأسترالية أعادت إجراءات ملازمة المنازل بسبب الوباء. كما أعادت هولندا فرض القيود على المقاهي والحياة الليلية. وصدرت تحذيرات جديدة حول السفر. وأعادت إيطاليا إجبار المواطنين على إظهار البطاقات الصحية إذا كانوا يريدون السباحة أو دخول قاعات السينما.
النرويج أجلت المرحلة الرابعة من خطتها لفتح البلاد. التي ستشهد رفع القيود عن عدد الضيوف، المسموح بهم في المنزل على سبيل المثال، لأسبوعين على الأقل. طبقا لما ذكره وزير الصحة النرويجي.
وقال مسئولو البنك المركزي الأمريكي. إنه يجب التكيف مع خطر الانتكاسة الاقتصادية الناجمة عن تفشي كورونا. معتبرًا أن أكبر المخاطر على النمو العالمي بالمستقبل هو الاعتقاد المبكر الانتصار على كورونا.
وبحسب صندوق النقد الدولي. فإنه منذ بدء أزمة فيروس كورونا. قامت دول مجموعة العشرين بضخ نحو 16 تريليون دولار لإنعاش اقتصاداتها. لكن لا يزال هناك تفاوت كبير على صعيد النهوض بين الدول المتطورة وتلك النامية.
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد. قالت إن كورونا لا يزال يلقي بظلاله على التعافي العالمي بعدما تسبب سلالة دلتا الجديدة حالة من الغموض بشأن المستقبل. بجانب حدوث الاختناقات في القطاعات الرئيسية.
أزمة شحن
عاودت بعض الدول منع وصول السفن التجارية إليها خوفا من نقلهم العدوى. في سلوك شبيه، بما حدث في عمليات الإغلاق عام ٢٠٢٠. حينما تكدست السفن خارج الموانئ، خاصة أن السفن تنقل نحو 90% من التجارة العالمية.
وأوقفت شركات الملاحة العالمية تشغيل نصف بواخرها لخفض المصاريف الإدارية والتشغيلية. بسبب تخوفها من عدم حركة التجارة إلى وضعها الطبيعي خلال مدة قصيرة. ما أدى لزيادة عرض الحاويات المتوفرة للشحن ونقص السفن التي تقوم بنقلها.
كما ارتفعت أسعار الحاويات الجديدة بمقدار الضعف. خلال العام الحالي مع زيادة الطلب على شراء الحاويات الجديدة لتعويض النقص بالسوق العالمية. وارتفاع أسعار الخامات المعدنية المستخدمة في صناعته. إذ تملك شركات الشحن العالمية 50% من الحاويات والباقي مملوك لشركات متخصصة في تأجيرها.
وشهد منتصف يونيو الماضي اضطرابات في موانئ قوانغدونغ هائلة للغاية تسببت في مشكلات لسلاسل التوريد. والأخيرة تمثل مركز الشحن الرئيسي في البلاد. وتمثل حوالي 24% من إجمالي صادرات الصين. وتضم ميناءين يحتلان المرتبة الثالث والخامس بين أكبر موانئ الشحن العالمية.
وأعلنت ألمانيا ارتفاع أسعار السلع الواردة لها بنسبة تقارب 13%. وهو أعلى مستوى لها منذ 1981. حينما حدثت أزمة أسعار النفط الثانية. وارتفعت أسعار السلع الوسيطة المستوردة بشكل حاد بنسبة 1. 17% مقارنة بشهر يونيو 2020. بينما قفزت أسعار خام الحديد على وجه الخصوص في للتضاعف أسعارها تقريبًا.
وتشهد دول العالم حاليا موجة من ارتفاع التضخم. ففي حين أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصول معدل التضخم في أعضائها إلى 3.3 %. سجل التضخم في المملكة المتحدة 2%. كما سجلت أمريكا تضخما عند 5.4% وهو الأعلى منذ 2008.
تأثر مصري
تأثرت السوق المصرية بأزمة نقص أشباه الموصلات. وهي الأزمة التي تدخل شهرها السابع على التوالي. وتعتبر تلك الموصلات أساسية في العديد من الصناعات خاصة السيارات. باعتبارها الوسيلة الأساسية للتحكم في الفرامل وتسارع السيارة والتوجيه والإشعال واستشعار الحرارة، والضوء والأمطار.
ومن المتوقع أن تستمر أزمة نقص الرقائق الإلكترونية حتى العام المقبل في غالبية دول العالم ومن بينها مصر، في ظل عجز منتجيها عن الوفاء بحجم الطلب الكبير.
ووفقًا لشعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة القاهرة التجارية، فإن أسعار شاشات التلفزيون قفزت بنسبة 80% بسبب ارتفاع أسعار الخامات عالميًا، خصوصاً الألومنيوم والنحاس، إضافة لانخفاض الإنتاج محليا وعالميا نتيجة تداعيات أزمة كورونا.
كما عانت الشركات المحلية من ارتفاع مستوى بعض المواد الغذائية المستوردة من الخارج وفي مقدمتها الزيوت التي قفزت من مستوى 700 لـ 1500 جنيه للطن بعدما ارتفع عالميا بنحو را 40 دولارا للطن، كما قفزت أسعار الأعلاف بنسبة تتجاوز 22% في المتوسط، متأثرة بالارتفاعات الكبيرة لأسعار الذرة التي سجلت أعلى معدل لها منذ 2012.