أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن المدون محمد إبراهيم، الشهير بـ”أكسجين”، حاول الانتحار في زنزانته بسجن طره. وذلك بسبب “إجراءات تعسفية ومنع الزيارة عنه”.

وأدانت الشبكة ما يتعرض أكسجين في سجن طرة “من تنكيل وإجراءات تعسفية تسببت في وصوله لحالة من اليأس. ودفعته لمحاولة الانتحار داخل محبسه”، قبل أن يتم إنقاذه في اللحظات الأخيرة.

وتقول أسرة المدون، إن الزيارة ممنوعة عن محمد منذ شهر فبراير الماضي. ولا يمكن للأسرة إلا توصيل الملابس والطعام له. وتضيف أن إدارة السجن تتعنت في تسلم أي أموال يتم وضعها لنجلهم في “كانتين” السجن. وتقول الأسرة إنها تعلم أخبار نجلها من جلسات التجديد لباقي المحبوسين. كما علمت بمحاولة انتحاره من خلال المحامين.

وتشير الشبكة العربية إلى أن موكلها يتعرض لـ”معاملة قاسية” بالسجن وهو “أمر شاذ على العدالة”. وتضيف أن محاولاتها لم تنجح في “الحصول على تصريح من نيابة أمن الدولة لتمكين المحامين من زيارة أكسجين. للوقوف على مدى سلامته الجسدية والذهنية والنفسية”.

محمد إبراهيم الشهير بـ”أكسجين

المدون محمد إبراهيم صاحب مدونة “أكسجين مصر”. حيث ينشر من خلالها تقارير سمعية بصرية وكتابية حول قضايا حقوق الإنسان والتطورات السياسية والاقتصادية في مصر.

تخرج في الجامعة العمالية وعمل موظفًا في إحدى دور النشر. رفض محمد أن يسعى للحصول على عقد عمل في الخليج واشترك في ثورة يناير من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. كان محمد يهوى الصحافة ما دفعه لتدشين المدونة.

وبعد أن تحدث مذيع معروف عن المدون، وتساءل: ماذا هو مطلق السراح حتى الآن؟ رد محمد على صفحته: “لن أهرب. أنا لم ارتكب جريمة حتى أهرب ولمن نترك الوطن إذا هربنا جميعا”.

في أبريل 2018، اعتقلت قوات الأمن محمد إبراهيم من منـزله في حي المعادي بالقاهرة، ونقلوه إلى مكان مجهول. وذلك بعد أن أعرب من خلال المدونة عن انتقادات تتعلق بالانتخابات الرئاسية لهذا العام، بحسب “فرونت لاين”.

تزامن القبض على المدون في العام الذي جرى حجب فيه أكثر من 497 موقعًا إلكترونيًا حينها. وأعربت “فرونت لاين” عن قلقها إزاء احتجاز المدون محمد إبراهيم، وقلقة بشدة بشأن أمنه وسلامته البدنية.

توالت الأحداث وبعد إخلاء سبيله بتدابير احترازية تم القبض عليه أثناء تواجده بديوان قسم شرطة البساتين. لتنفيذ التدبير الاحترازي على ذمة القضية 621 لسنة 2018 حصر تحقيق أمن الدولة وتم إخلاء سبيله فيها.

في 2019 وبعد القبض عليه تم حبسه مرة أخرى على ذمة القضية 1356 لسنة 2019 بتهمة مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها ونشر أخبار كاذبة. واستمر حبسه الاحتياطي حتى يوم 3 نوفمبر 2020 حيث قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طره إخلاء سبيله بتدبير احترازي.

إلا أن القرار لم يتم تنفيذه. وعُرض مرة أخرى في نوفمبر 2020 على ذمة القضية 855 لسنة 2020 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا. كتدوير له من داخل السجن بالاتهامات ذاتها.