يبدو أن السمة العامة لأكبر أندية العالم. وتحديدًا عملاقي إسبانيا برشلونة وريال مدريد. هي سياسة التقشف في الميركاتو الصيفي بخصوص الصفقات والتدعيمات لفرقهم. في مغامرة كبيرة نحو الموسم الجديد حيث أنها ستكون أزمة ضخمة في حال خروج العملاقين بموسم محبط جديد، حيث أنهاه الريال صفريًا دون ألقاب أما البلوجرانا فاكتفى بلقب يتيم في كأس الملك.
برشلونة تحديدًا عانى من أزمات عدة مع رئيس مجلس إدارته السابق جوسيب بارتوميو. أدت لرحيله بالنهاية وكان على رأسها قرار أسطورة النادي ليونيل ميسي بالرحيل لغضبه الشديد من أداء الإدارة السابقة. حتى جاء الرئيس السابق خوان لابورتا في فترة رئاسية جديدة. وبدأ ببعض الإصلاحات لما أفسده المجلس السابق وأهمها ترضية ميسي وتجديد عقده من أجل البقاء.
ولكن لم تنتهٍ الأزمات الخاصة بالفريق معه حيث يتبع سياسة تقشفية منذ قدومه نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية بعد فيروس كورونا وكذلك أوضاع النادي المتأزمة ماليًا. واتجه لتخفيض الرواتب وعقد صفقات مجانية هذا الصيف وهو ما يهدد موسم البارسا الجديد وربما يخرج دون بطولات كذلك نتيجة تلك السياسة المغامرة من لابورتا بعد توليه رئاسة مجلس إدارة الفريق الكتالوني في شهر مارس الماضي.
الديون تدفع لابورتا للتقشف
برشلونة يعاني من ديون تزيد عن مليار و200 مليون يورو. لتجبر هذه الأزمة المالية الطاحنة خوان لابورتا على اتخاذ مجموعة إجراءات استثنائية من أجل إعادة الأمور لوضعها الصحيح. الأمر وصل بإدارة برشلونة للتفكير في تأجير أو بيع أصول النادي لأغراض استثمارية لجلب الأموال.
وتلقى البارسا عرضًا بالفعل جيدًا للمشروع. ولكن إدارة لابورتا قررت عدم تنفيذ الخطة. التي كان ينوي الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو القيام بها.
وفي المقابل، قرر برشلونة القيام بمجموعة إجراءات منها الصفقات المجانية وعدم الإنفاق على صفقات بمبالغ باهظة الثمن رغم حاجة الفريق لتدعيمات في مراكز مختلفة. واعتمد البارسا في البداية على سياسة ترشيد الإنفاق وتخفيض رواتب اللاعبين إلى 50%. وتسببت مكانة النادي في موافقة نجومه وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي على تلك السياسة.
ليونيل ميسي بدوره ينتظر أن يوقع على عقود جديدة مع النادي لمدة 5 سنوات خلال الأيام المقبلة بتخفيض في الراتب يصل إلى 50 % بحسب الصحافة الإسبانية، ولم يتوقف الأمر عند ميسي وحده حيث كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية، أن سيرجي روبرتو وسيرجيو بوسكيتس اجتمعا مع مسؤولي النادي يوم الجمعة الماضي للتفاوض بشأن تخفيض الرواتب.
وأفادت تقارير أخرى بأن المدافع الإسباني جيرارد بيكيه أبدى مرونة هو الآخر في هذا الأمر. حيث وافق على تخفيض راتبه من أجل مساعدة النادي على الخروج من الأزمة الاقتصادية. ووضعت إدارة النادي موعدًا أقصى للاعبين حتى 15 أغسطس لحسم موقفهم بشأن تخفيض رواتبهم. للتماشي مع السياسة الجديدة لتفادي الخسائر المالية بعد جائحة كورونا.
الإبقاء على كومان خيار مقامر
قرار لابورتا باستمرار الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة في منصبه، لمدة موسم آخر حتى نهاية عقده. رغم رفع سقف التوقعات للجماهير بعد قدومه رئيسًا بوجود مدرب عالمي جديد أو نجم البلوجرانا السابق تشافي هيرنانديز ليبدأ رحلة ذهبية جديدة كمسيرة بيب جوارديولا سابقًا مع الفريق، أحبط الجميع.
ما أدى لحالة من الصخب الكبير والانقسام بين جماهير وعشاق برشلونة حول العالم أجمع، ما بين معارض ومؤيد بنسبة أقل لبقاء كومان لما قدمه من مستويات متذبذبة مع الفريق بالموسم المنقضي وخروجه بدون بطولة كبرى باستثناء كأس الملك، كما أنه دخل في عدة أزمات مع نجم الفريق الأول ميسي وتسبب في رحيل الأوروجواياني لويس سوارير الذي انتقم وحقق لقب الليجا رفقة فريقه الجديد أتلتيكو مدريد.
بلا شك الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به النادي. هو ما دفع لابورتا للإبقاء على كومان ضمن سياسته التقشفية أيضًا. وهو ما يعد مخاطرة جديدة للموسم الجديد بعد فشل الموسم الماضي بنسبة كبيرة، حيث بات من الصعب في الظروف والفترة الحالية إيجاد مدرب آخر غير كومان. لديه مقومات النجاح أو شهرة واسعة ويبدأ من جديد في هذه المعطيات التي يمر بها فريق البارسا.
كذلك ربما التخلص من كومان في الوقت الحالي كان سيورط لابورتا أكثر، نظرًا لأنه كان سيحصل على راتب السنة المتبقية بخلاف الأموال المؤجلة من راتب الموسم المنتهي بمجموع 12 مليون يورو، مما أجبره في النهاية على استمرار المدرب الهولندي لنهاية عقده عامًا آخرًا ومن ثم البحث بهدوء وفي ظروف أفضل بالعام المقبل على مدرب كبير يقود البارسا لسنوات ذهبية أخرى.
التدعيم يقتصر على الصفقات المجانية فقط
أجرى برشلونة حتى الآن 4 صفقات لم تكلفه إلا 9 ملايين يورو. وهي قيمة استعادة الظهير البرازيلي إيمرسون رويال من ريال بيتيس. بينما ضم برشلونة 3 لاعبين في صفقات انتقال حر. هم ممفيس ديباي من أولمبيك ليون وثنائي مانشستر سيتي السابق، سيرجيو أجويرو وإيريك جارسيا.
ولكن هذه الأسماء كلها تعتبر مقامرة لأسباب مختلفة، حيث أن ديباي فشل في النجاح مع فريق كبير آخر هو مانشستر يونايتد حين لعب له في عهد مواطنه لويس فان جال عام 2014. والأن هو يواجه نفس المخاطرة مع مواطنه الآخر رونالد كومان في برشلونة. أما أجويرو فهو بعيد منذ موسم تقريبًا عن المشاركة الأساسية في مانشستر سيتي وحتى مع الأرجنتين بسبب الإصابة.
وبالنسبة لإيريك جارسيا، فلم يشارك أساسيًا مع مانشستر سيتي في الكثير من الأوقات في الموسم الماضي مما يجعله مغامرة أخرى. وحتى فيما يخص إيمرسون فمن الممكن أن لا يشارك بشكل أساسي بسبب وجود سيرجينيو ديست في نفس مركزه.
يذكر أن سياسة برشلونة التقشفية تسببت في عدم الحصول على لاعب الوسط الهولندي جورجينيو فينالدوم، بعدما فضل الانتقال لنادٍ آخر أكثر استقرارًا من الناحية الحالية وهو باريس سان جيرمان.