تغيرت معالم الحياة الهادئة التي عاشها المجتمع الإيزيدي العراقي بعد أغسطس 2014. قبل أن يبدأ تنظيم داعش بحملة ضد الأقلية الإيزيدية. التي تضمنت تطهيرا عرقيا على شكل عمليات إعدام جماعية وإجبارهم على تغيير الديانة ومارس التنظيم عنف جنسي واسع الانتشار. بالإضافة إلى ذبح الآلاف منهم.
بعد مرور 7 سنوات من الذكرى، حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. السلطات العراقية على التنفيذ السريع والكامل لقانون جديد يساعد الناجيات الإيزيديات اللائي عانين من جرائم داعش.
قانون مساعدة الناجيات
وفي خطوة لتعزيز العدالة تم تبني قانون الناجيات الإيزيديات في 1 مارس 2021، من جانب الحكومة العراقية، والذي يعترف بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد النساء والفتيات من الأقليات الإيزيدية والتركمان والمسيحية والشبك – بما في ذلك الاختطاف والاستعباد الجنسي والزواج القسري والحمل والإجهاض- كإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
ويقر القانون تعويضات للناجيات، فضلاً عن تدابير لإعادة تأهيلهن ودمجهن في المجتمع ومنع مثل هذه الجرائم في المستقبل، كما ينص على تخصيص معاشات التقاعد، وتوفير الأرض، والسكن والتعليم، ونسبة في التوظيف في القطاع العام.
وتعليقا على إصدار قانون للناجيات، قالت المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخلياً. سيسيليا خمينيز: “هذه خطوة رئيسية نحو تعزيز العدالة فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش”.
وأثنت على القانون المعتمد الذي أقر بمعاناة النساء والفتيات التركمان والمسيحيات والشبك من الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش. ودعت إلى تطبيق واسع للقانون ليشمل الناجيات من الأقليات الأخرى أيضا.
خطايا داعش
قام داعش باسترقاق أكثر من 6500 من النساء والأطفال وتسبب العنف بتشريد أكثر من 350 ألف في مخيمات النزوح شمالي العراق. ولا يزال أكثر من 120 ألف ممن عادوا إلى ديارهم يواجهون مصاعب تحول دون إعادة بناء حياتهم. وفقا لبيانات الأمم المتحدة
كما تعيش غالبية الأفراد بدون خدمات حيوية منذ صيف عام 2014، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم ودعم سبل العيش.
وقالت الناشطة الإيزيدية وسفيرة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، نادية مراد، إن الأقلية الإيزيدية كانت تعيش بسلام قبل ظهور داعش. وبسبب داعش فقدت مراد والدتها وستة من أشقائها وبنات إخوتها، وتم أسر بقية أسرتها.
كما تعرض الآلاف من الإيزيدين لعنف بسبب هويتهم، بما في ذلك العنف الجنسي والإعدامات الجماعية والإجبار على تغيير الديانة وغيرها من الجرائم. ولا يزال الكثير منهم في مخيمات النزوح أو في عداد المفقودين.
القانون السبيل للعدالة الانتقالية
وتصف سيسيليا، “عندما زرت العراق في فبراير من العام الماضي، شاهدت حالة النساء والفتيات الإيزيديات اللائي نجين من فظائع داعش. على الرغم من صمودهن وقوتهن الملحوظة لإعادة بناء حياتهن، استمرت الكثيرات منهن في العيش في حالة نزوح وواجهن العديد من التحديات لتحقيق حل دائم”.
وفي بيان صدر يوليو الماضي عن مكتب السيدة براميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، وصفت باتن القانون بأنه “معلم رئيسي للعدالة الانتقالية في العراق”. وأضافت أن القانون هو “تكريم لجميع الناجين الشجعان من العنف الجنسي لداعش الذين تقدموا للمطالبة بالعدالة والتعويضات عن الجرائم المرتكبة ضدهم وضد مجتمعاتهم”.
لفتت المقررة الخاصة الانتباه إلى أن القانون لا يشير إلى مصير الأطفال المولودين من الاغتصاب أثناء النزاع. مشيرة إلى أن الأمهات غالبا ما تواجه عقبات لتسجيل هؤلاء الأطفال بسبب غياب الأب. ولا يتم تقبل أطفال النساء الإيزيديات المولودين من الاستغلال الجنسي والاسترقاق من قبل داعش في المجتمعات الإيزيدية.
وقالت الخبيرة: “هؤلاء الأطفال معرضون لخطر الهجر، وتواجه الأمهات الإيزيديات خيارا صعبا يتمثل في ترك أطفالهن أو مجتمعهن”.
المساءلة والعدالة
يأتي دعم جهود الحكومة العراقية لضمان المساءلة وحماية حقوق الإنسان من أولويات الأمم المتحدة، بما يتوافق مع المسؤولية الجماعية لحماية المجتمعات من أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي.
“ترقى هذه الأعمال الشنيعة التي ارتكبها داعش إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. وتظل المساءلة الكاملة لمرتكبيها ضرورية”، يقول المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك.
ويضيف: “في هذه الذكرى الحزينة، تظل الأمم المتحدة ملتزمة التزاما كاملا بدعم جميع الجهود لتحقيق المساءلة والعدالة”.
ستيفان دوجاريك: ترقى هذه الأعمال الشنيعة التي ارتكبها داعش إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. وتظل المساءلة الكاملة لمرتكبيها ضرورية
وقال دوجاريك:”إدراكا لألم الإيزيديين وشجاعتهم، تظل الأولوية للتعافي وإعادة التأهيل”.
وأشار إلى أن الأمين العام يثني على قيام حكومة العراق بسن قانون الناجيات الإيزيديات. وإقرارها بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الإيزيديين والمجتمعات الأخرى. “وهو يشجع التنفيذ السريع والكامل للقانون.”
إبادة جماعية ضد الإيزيديين
آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن في 10 مايو 2021. كرئيس لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد). قدم المستشار الخاص كريم خان تقريره السادس الذي خلص إلى ارتكاب داعش إبادة جماعية بحق المجتمع الإيزيدي.
وقال خان: “تمثل الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي بعضا من أكثر أعمال العنف وحشية وانتشارا التي ارتكبها داعش ضد شعب العراق”.
أطفال ونساء في قبضة داعش
وقالت الناجية الإيزيدية من براثن داعش، نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام: إن في تلك الإحاطة إن أكثر من 200 ألف من الإيزيديين لا يزالون نازحين داخليا يقيمون في المخيمات. على بعد ساعات فقط من ديارهم، يتطلعون ويأملون في العودة إليها وإحقاق العدالة والأمن إلى سنجار. ولا تزال 2800 امرأة وطفل في قبضة داعش.
نادية مراد: أكثر من 200 ألف من الإيزيديين لا يزالون نازحين داخليا يقيمون في المخيمات على بعد ساعات فقط من ديارهم يتطلعون ويأملون في العودة إليها وإحقاق العدالة والأمن إلى سنجار ولا تزال 2800 امرأة وطفل في قبضة داعش
ووثقت منظمة هيومان رايتس ووتش وعدد من المنظمات الأخرى، وقائع اغتصاب، واستعباد جنسي وزواج بالإجبار. من قبل قوات الدولة الإسلامية بحق النساء والفتيات الأيزيديات في الفترة من 2014 وحتى 2017. غير أنه لم يحاكم أفراد الدولة الإسلامية لارتكاب هذه الجرائم تحديدا.