تعرضت امرأة للتحرش في الحجر الصحي في بريطانيا. ولم تكن تلك المرة هي الأولى لمثل تلك الوقائع. على الرغم من القواعد الموضوعة لمنع تلك الانتهاكات.
وقالت الحكومة البريطانية، الشهر الماضي. إن المقيمات في الحجر الصحي سيحصلن على حارسات، لحمايتهن من المضايقات.
وتقول وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية. إنها ستعمل على الحد من هذه الانتهاكات بتوفير خط ساخن للنساء للإبلاغ عن التحرش بسرية.
18 سيدة
وغادرت لورنا فارمر -28 عاما – فندق هيلتون، في مطار برمنغهام قبل أسبوع. بعد أن تعرضت للمضايقة من أحد الحراس. الذي عرض عليها “الترفيه” عنها في غرفتها.
ونقلا عن بي بي سي، فإن 18 سيدة أبلغن بلغت عن تعرضهن للتحرش. اتخذت وزارة الصحة إجراءات للتعامل مع المشكلة في حالتين في يوليو الماضي.
تكرار تلك الحوادث، دفع لوضع إجراءات جديدة لحماية السيدات من التحرش في بريطانيا. وتضمنت الإجراءات الجديدة نظام شكاوى مخصص لهذه الحالات فقط. وتدريب إضافي للحراس على كيفية التصرف حيال النساء الوحيدات. بالإضافة إلى خطة لإشراف حارسات على النساء “إذا أمكن”. وبرغم تلك الإجراءات إلا ان الوقائع لم تنته.
فارمر التي تعرضت للتحرش. روت أن الحراس لم يكونوا متعاونين معها. فمثلا لم يرافقوها أثناء ممارسة الرياضة. وأكدت أن الحارس طلب رؤيتها مرتدية ملابس المنزل، كما طلب دخول غرفتها، وكان يطرق باب غرفتها باستمرار وأحيانا كان يجلس على الأرض خارج الغرفة.
كيف يدار الحجر الصحي في بريطانيا؟
خضع حوالي 124 ألف شخص لنظام الحجر الصحي في الفندق حتى منتصف يوليو. ويتعين على المسافرين القادمين إلى بريطانيا من البلدان المدرجة في القائمة الحمراء البقاء في الحجر الصحي لمدة 10 أيام كاملة في الفنادق المحددة.
ويجب على النزلاء البقاء في غرفهم في جميع الأوقات باستثناء عندما يصطحبهم الحراس خارج الغرف لممارسة الرياضة. ويتم توصيل الطعام إلى الغرفة ويقوم النزلاء بالتنظيف بأنفسهم، مع تعين الحكومة شركات الأمن.
وقائع التحرش بالسيدات والفتيات في بريطانيا ليست وقائع جديدة، ففي 2018 أفاد تقرير جديد. أن أكثر من ثلث التلميذات في بريطانيا يتعرضن للتحرش الجنسي وهن يرتدين الزي المدرسية.
وبحسب التقرير، فإن ثلثي التلميذات اشتكين من اهتمام جنسي غير مرغوب فيه من جانب آخرين في الأماكن العامة.
شيء لا مفر منه
وتشير الأرقام الواردة في التقرير، الذي أعدته مؤسسة “بلان انترناشيونال” الخيرية المعنية بالأطفال في بريطانيا. إلى أن الكثير من الفتيات يعتقدن أن التحرش في الشوارع “شيء لا مفر منه”. وحث التقرير المارة في الشوارع على التصدي للتحرش حال رؤيتهم لوقائعه.
أجرت المؤسسة استطلاع رأي شمل ألف فتاة تتراوح أعمارهن بين 14 و21 عاما في شتى أرجاء بريطانيا في يونيو 2018. فضلا عن إجراء مقابلات مع فتيات وأكاديميات.
وأظهر استطلاع الرأي، أن 66 في المئة من الفتيات في بريطانيا اشتكين من اهتمام جنسي غير مرغوب فيه أو تعرضهن لملامسة جنسية أو جسدية في مكان عام. و35 في المائة من الفتيات تحدثن عن تعرضهن لملامسات جنسية بطريقة غير مرغوب فيها.
استطلاع
وفي استطلاع جديد لهذا العام، أوضح أن نصف النساء ذكرن أنهن عانين سلوكاً جنسيا غير مرغوب فيه في مكان العمل. وأشار الاستطلاع الذي أجراه موقع “يوغوف” لأبحاث السوق. إلى أن حوالى ربع النساء تعرضن للمس غير مرغوب فيه أثناء العمل، أو سمعن زملاءهن يدلون بتعليقات ذات طبيعة جنسية أمامهن حول زميلة أخرى في العمل. أو وُجهت لهن أسئلة أوعن حياتهن الجنسية في مكان العمل.
وكذلك وجد الباحثون الذين استطلعوا آراء أكثر من 1000 امرأة يعشن في المملكة المتحدة. أن واحدة من كل 10 نساء عانت تحرشاً جنسياً في مكان العمل. فيما تعرض واحد في المئة منهن للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب في العمل.
وأوضح الاستطلاع، أن حوالي نصف النساء في المملكة المتحدة من اللواتي عملن في فترة من حياتهن. يعتقدن أن ما تفعله الحكومة غير كاف للحول دون معاناة النساء من التحرش الجنسي في مكان العمل. وكذلك ذكرت حوالى ست نساء من بين كل عشر، أنهن كن سيبلغن عن التحرش الجنسي على الأرجح، لو كن يعلمن أن هويتهن ستبقى مجهولة أو سرية.
تشجيع الضحايا
وفي مارس الماضي، بدأت الشرطة البريطانية التحقيق في عدد كبير من وقائع التحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب التي وقعت في العديد من المدارس البريطانية. وأعلنت شرطة لندن، أنها تحقق في عدد كبير من الشهادات المتعلقة بسوء المعاملة والتحرش والاعتداء الجنسي نشرت على موقع إلكتروني يدين “ثقافة الاغتصاب” في المدارس البريطانية، ومنها بعض المدارس الخاصة المرموقة في لندن.
ويتيح موقع “إيفريوان إز إنفايتد”، للشباب البريطانيين من الجنسين نشر شهادات عن الاعتداءات التي تعرضوا لها من دون الكشف عن هويتهم، لا سيما أثناء دراستهم. وبادر إلى إطلاق الموقع في يونيو 2020 طالب في الـ22، ويتضمن راهناً أكثر من 5800 شهادة تتناول عددا من المؤسسات التعليمية، منها بعض المدارس الخاصة المرموقة كـ”إيتون كولدج”.
وأوضحت شرطة لندن في بيان لها حينها، أنها اطلعت على محتوى الموقع “لتشجيع” أي ضحية محتملة على تقديم شكوى، مشيرة إلى أنها تلقت بالتالي “عدداً من الشكاوى المتعلقة بجرائم محددة”.