الأوكازيون السنوي حدث ينتظره الملايين من فقراء هذا الشعب نهاية كل موسم. خاصة منذ انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أعاق حركة السوق وأوقف الكثير من القطاعات وعلى رأسها الملابس. حيث أصبحت في ذيل قائمة اهتمامات المواطن بعد تفاقم الأزمات والاحتياجات الصحية الضرورية لتخطي الأزمة الحالية.
ورغم أن الكثيرين يرون أن الأوكازيون لن يصلح ما أفسده الوباء العالمي في حركة المبيعات بشكل عام. إلا أن بعض التجار والمصنعين رأوا أنه يسير في النطاق السليم ويحقق بعضا من آمالهم بشأن المبيعات. بل إنه تمكن من تحريك المياه الراكدة وساهم في زيادة نسبة مبيعاتهم قبل الدخول في الموسم الجديد.
تراجع المبيعات بسبب كورونا خلال الموسم الحالي
وساهمت جائحة كورونا في تراجع حجم المبيعات بقطاع الملابس الجاهزة خلال الموسم الصيفي الحالي. بنسبة تجاوزت الـ 50% على حد تقدير سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية.
وأضافت سماح هيكل في تصريح خاص لمصر 360 أن الأوكازيون لن يعوض خسائر كورونا. لأنها فاقت حد الممكن ولكنه حقق مكاسب حقيقية للموسم الحالي فقد بلغت نسبة المبيعات في الأسبوع الأول نحو 20 لـ 30% زيادة. متوقعة ارتفاع معدل المبيعات من 40 لـ 50% خلال الأسبوع المقبل.
وأرجعت عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية، سماح هيكل. نجاح الأوكازيون نتيجة مجموعة من الأسباب جاء في مقدمتها انطلاقه مع بداية الشهر. أي ارتبط براتب ودخل جديد للأسرة، كما أنه جاء بعد نهاية امتحانات الثانوية العامة وما يتبعها من إنفاق خاص بالدروس وشراء الكتب والملخصات. فبالتالي لم تسبق مشترياته أولويات مالية، فضلاً عن وجود تخفيضات حقيقية وكبيرة في الكثير من المحلات التجارية.
وتصل قيمة الملابس الجاهزة المعروضة للبيع لنحو 20 مليار جنيه يقدر محلي الصنع منها بنحو 50%. وفقاً لتقديرات غرفة القاهرة التجارية.
تحذيرات من العروض الوهمية وغرامة للمخالفين
أكد المهندس أيمن حسام رئيس، جهاز حماية المستهلك أن الأوكازيون بدأ في 2 أغسطس الجاري ويستمر لمدة أسبوعين. لافتا إلى أن أعضاء إدارة المراقبة الحاملين لصفة الضبطية القضائية سيقومون بالمرور على المحلات دورياً. لمتابعة جدية العروض والتخفيضات التي تقدمها المحلات.
وحذر حسام من العروض الوهمية مشيرا إلى أن الحملات التي ستشن على المحلات التجارية. ستتأكد من إعلانها عن السعر قبل التخفيضات وبعدها مع ضرورة الالتزام بنسبة الخصم المحددة. بالإضافة إلى اتباع الإجراءات اللازمة لدخول الأوكازيون والتي تأتي في مقدمتها موافقة مديرية التموين التي يقع المحل التجاري في دائرتها.
أما عن العقوبات التي يتم تطبيقها على المخالفين فقد كشف رئيس حماية المستهلك في بيان رسمي. أنها تصل لنحو 2 مليون جنيه باعتبار ذلك يقع تحت بند الإعلان المضلل. مشيرا إلى أن الجهاز يتلقى شكاوى المواطنين عبر خطه الساخن 19588، أو رقم الواتس آب 01577779999. أو موقعه الإلكتروني أو صفحة الجهاز على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
1705 محل شارك في الأوكازيون و43 محضر للمخالفين
كشف وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور على المصيلحي أن عدد المحلات التجارية التي شاركت في الأوكازيون الصيفي حتى أمس الأحد. تقدر بنحو 1704 محل، وأن المحاضر التي تم تحريرها ضد المخالفين لوهمية عروضهم تقدر بنحو 43 محضر.
وتقدر نسبة التخفيضات المعتمدة رسميا في الأوكازيون الصيفي لهذا الموسم بنحو 10 لـ 50% بحسب ما أعلنه أحمد كمال. المتحدث الرسمي عن وزارة التموين والتجارة الداخلية.
وتوقع أحمد كمال أن يزداد حجم إقبال المحلات التجارية على المشاركة في الأوكازيون خلال الأيام المقبلة. مرجعاً ذلك إلى أن الدخول في العروض الموسمية يخلق رواجا يحتاج له أغلب المشاركون. خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهد تراجع نسبي في حجم المبيعات وإقبال أكبر على العروض والتخفيضات.
الأوكازيون لا يمكنه إصلاح ما أفسده كورونا
رئيس شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية عمرو حسن. اعتبر أن شراء الملابس أحد بنود الرفاهية عند المواطنين وأن الأوكازيون لن يزيد من حجم المبيعات والمقبلين عن الشراء.
فالمواطنون بحسب حسن يركزون نفقاتهم على العلاج والأكل باعتباره ضرورة. في ظل ظروف انتشار وباء عالمي لا يعلم أحد مداه حتى الآن، موضحا أن هناك ظروفا عكسية منها العيد وحجم الإنفاق الذي تحملت الأسرة أعبائه من خلاله. وكذلك الامتحانات والثانوية العامة وغيرها من الأمور التي زادت من حمول الأسرة وأفرادها.
يأتي هذا في الوقت الذي يرى فيه خالد سليمان نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية. أن الأوكازيون مبشر إلى حد كبير وأن هناك انتعاشه في حركة المبيعات. متوقعاً مده حتى شهر أكتوبر المقبل ليتمكن التجار من الاستفادة من حالة التنشيط التي يحدثها في السوق المحلي.
عروض ومبادرات بدون نتائج حقيقية
قال سماح هيكل عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة إن مبادرة التقسيط لم تجدي نفعا في القطاع. وأنهم سمعوا بوجودها ولكنها لم تفعل مشيرة إلى أنها ممكنة في الأدوات المنزلية. ولكنها تحتاج لعدة إجراءات في قطاع الملابس الجاهزة.
وقام عدد من المصنعين بطرح مبادرة التقسيط في قطاع الملابس بالتعاون مع بعض البنوك. ولكنها لم تخرج تماما للنور نظرا لنفور المستهلكين منها وعدم والتمكين من توفير الضمانات اللازمة.
سالم عبد الرحمن: لا يوجد دخل كافي يمكن المستهلك من الشراء مرة أخرى خاصة بعد تراجع الرواتب جراء جائحة كورونا. واضطرار البعض لترك عمله وغيرها من الأمور التي جعلت شراء الملابس جانب من الترفيه الذي لا طاقة للأسرة المصرية على تحمله
وأكد سالم عبد الرحمن أحد أعضاء شعبة الملابس في اتحاد الغرف التجارية. أن العروض المقدمة في الأوكازيون الصيفي لا مثيل لها على الإطلاق فبعض المحلات طرحت عروض “قطعة وأخرى هدية”. وغيرها لكن استقبال المواطنين للعروض لم يكن على المستوى المطلوب.
وأضاف عبد الرحمن أن الأزمة أكبر من عروض التجار والمحلات التجارية. فلا يوجد دخل كافي يمكن المستهلك من الشراء مرة أخرى خاصة بعد تراجع الرواتب جراء جائحة كورونا. واضطرار البعض لترك عمله وغيرها من الأمور التي جعلت شراء الملابس جانب من الترفيه الذي لا طاقة للأسرة المصرية على تحمله.