يوميا نسمع عن حالات طلاق وقعت بين أزواج سواء في فترة زواجهم الأولى. أو وحالات أخرى بعد فترة أطول نسبيا. حتى بات الأمر أشبه بنتيجة حتمية عقب كل حالة زواج تشهدها مصر.
ريهام، شابة ثلاثينة، تروي قصتها: تزوجت بعمر الـ 25 عاما من شاب يكبرني بعامين. لكنني اكتشفت في السنة الأولى من زواجنا إنه بخيل.
حاولت ريهام أن تهيئ نفسها للتعايش مع عيب زوجها. لكنها لم نستطع أن تكمل خاصة بعد حملها في طفلها.
تقول: لم يرغب في دفع ثمن الولادة بجانب معاملة أهلة السيئة بسبب تصدير فكرة أني إمراه مسرفة، وغير أمينه على المنزل.
قررت ريهام الطلاق في بداية العام الثاني من الزواج لتتحمل مصير حياتها وحياة طفل رضيع في منزل أهلها.
“حالة طلاق كل دقيقتين وحالتان زواج كل دقيقة”. تشير آخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن حالات الزواج والطلاق في مصر.
اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. كشف عن أن عقود الزواج في عام 2020 وصلت إلى 876 ألف عقد. أما حالات الطلاق من العام نفسه وصلت إلى 213 ألف حالة طلاق.
حالات الخلع
أما حالات الخلع وصلت في 2020 إلى 3600 حالة مقارنة. بعام 2019. التي كانت وصلت إلى 10 آلاف حالة. بحسب رئيس الجهاز المركزي.
أما عن مؤشرات الزواج خلال عام 2019. فكانت 927 ألف حالة مقابل 870 ألف حالة زواج في 2018. ما يكشف زيادة بمعدل 40 ألف حالة زواج، مقارنة بعام 2020 والذي انخفض فيها نسبة الزواج عن الأعوام السابقة. بحسب الجهاز المركزي.
وفي تصريحات سابقة لرئيس الجهاز المركزي أوضح خلالها إنه “في مصر يحدث كل ساعة 106 حالة زواج، وفى الشهر 30900 حالة، أما حالات الطلاق فتحدث حالة طلاق واحدة كل 2 دقيقة و20 ثانية، وفى الساعة 27 حالة، أما اليوم 651 حالة، وأكثر من 7000 حالة طلاق في الشهر”.
وعي المرأة
وقال سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية. إن نسب الطلاق التي وصلت إليها مصر اليوم طبيعية نتيجة انخفاض الوعي وعدم النضج العاطفي. ما يؤدي إلى علاقات زوجية فاشلة ومشاكل مدى الحياة.
وأشار صادق، إلى أن المجتمع تبدل حالة أيضا بعدم الوقوف ضد المرأة في رغبتها للحصول على الطلاق، وعدم نبذها أحيانا.
وبالعودة “للفتاة الثلاثينية”، أشارت إلى أن أهلها كانوا بمثابة الدعم لها، وأثنوا على قرارها في عدم الاستمرار في تلك الزيجة.
وأرجع صادق، اترفاع معدلات الطلاق. إلى عدم الاستقرار الاقتصادي وقلة التعليم. ما أدى إلى تورط المرأة في علاقات سيئة. بهدف تحسين المستوى الاجتماعي. مؤكدا على ضرورة التخلص من فكرة “الزواج كالبطيخ”.
ويعيد صادق، التسرع في الزواج من جانب الفتيات إلى الخوف من العنوسة.
ويشير أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية. إلى أن استمرار الزواج لا يعني سعادة الأطراف في تلك العلاقة. مشيرا إلى أن الحركة النسائية ساهمت في وعي وتحرر المرأة أكثر من التحيز. الذي كان يفرض عليها من المجتمع الذي يعتبر أن الطلاق لا يعيب الرجل ولكنه يعيب المرأة.
المركز الأول عالميا
وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. أشار في إحصائية له أن مصر تحتل المركز الأول في الطلاق عالميا، خلال الخمسين عاما الأخيرة.
أنواع الطلاق
أما أستاذ علم الاجتماع وخبير الصحة النفسية، طه أبو حسين. فيرى أن للطلاق نوعين، طلاق للضرر وطلاق للمصلحة. حيث أن طلاق الضرر تكون فيه الزوجة متضررة من الرجل لأنه صاحب السطوة والقرار في مسألة الطلاق.
وأشار أبو حسين، إلى أن هناك أشياء في الرجل غير سوية تكتشف بعد الزواج نظرا لأن فترة الارتباط الأولي تكون غير كاشفة. مثل النظافة الشخصية وصفات شخصية غير مرغوبة ويترتب عليها استحالة العشرة، وتكون النهاية إما بالخلع أو غيره، لكن يجب أن تكون تلك الأمور في إطار الواقع.
أما النوع الثاني وهو طلاق المصلحة. فيتحدث عنه خبير الصحة النفسية. قائلا: ذلك يعني أن الزوج لا ينفق من مال الزوجة والزوجة لا تنفق من مال زوجها. وهنا يتفق الطرفان على الطلاق. وحين الاتفاق تقرر أن تدفع له الزوجة مبلغا من المال.
وأوضح خبير الصحة النفسية، أن الزوجة لها دور فاعل في الحفاظ على الأسرة بتحملها الزوج الفظ والبخيل من أجل الأولاد، وهنا نطلق على الزوجة بأنها “عامود الخيمة”، لأنها تحافظ على الأسرة من الانهيار، ولكنها قد تصل بها الأمور أيضا إلى هدم ذلك العمود.