انطلقت الدوريات الأوروبية الكبرى، مساء الجمعة، فيما يخص الدوري الإنجليزي الممتاز والألماني “بوندسليجا”. وسبقه قبل أيام الدوري الفرنسي، ولحق به السبت الدوري الإسباني. فيما سينطلق الكالتشيو الإيطالي الأسبوع المقبل، لتعود عجلة الدوريات الأوروبية الكبرى للدوران ثانية. بعد فترة توقف طويلة للإجازة أكثر من شهرين ونصف شهدت بطولات اليورو وكوبا أمريكا وأولمبياد طوكيو.
هذه العودة انتظرها كثيرون من متابعي وعشاق الساحرة المستديرة. كونها تقدم دائمًا المتعة والإثارة الكروية وتملأ أوقات الفراغ لأغلب هؤلاء. كما أن فترة فيروس كورونا وتداعياته بالعامين الماضيين. ساهمت في قلة تلك المتعة مع توقفات كثيرة وتراجع أداء النجوم والفرق مع غياب الجماهير عن المدرجات ما قلل الحماس والشغف لأدنى مستوياته.
ولكن انتهى كل ذلك وعادت الدوريات الكبرى في أبهى حلة لها وبالجماهير في المدرجات وبصفقات ضخمة ونجوم لامعة ومدربين جدد. ما رسم البسمة من جديد على شفاه هؤلاء المولعين بالجلد المدور حول العالم. في النقاط الآتية نعرض أبرز ملامح الدوريات الأوروبية الكبرى بالموسم الجديد. وما تشهده من صفقات وظواهر وأمور جديدة وتنافسية كبيرة على اللقب بين الكبار.
البريميرليج وصراع شرس بين الكبار
الصراع محتدم بشدة هذا الموسم بين الأربعة الكبار إذا استبعدنا الثنائي أرسنال وتوتنهام من المنافسة.
وقام الرباعي مان سيتي بطل الموسم الماضي ومان يونايتد الوصيف. وليفربول وتشيلسي الثالث والرابع بتدعيمات قوية واستعدادات ضخمة للمنافسة بقوة هذا الموسم على اللقب. مما يعكس ضراوة المنافسة على اللقب والمراكز الأوروبية بهذا الموسم الجديد.
سيتي الأكثر إنفاقا
مانشستر سيتي ضم أكثر من لاعب خلال الميركاتو من أجل تدعيم صفوفه. فتعاقد مع البرازيليين كايكي وموتينيو من فلومينينزي البرازيلي. لكن الصفقة الأهم هي ضمه لجاك جريليش من أستون فيلا مقابل 139 مليون دولار.
لعب مانشستر سيتي في فترة التسعينيات في الدرجة الثالثة من دوريات إنجلترا. أما الآن فأصبح منافسًا شرسًا على جميع الألقاب بعد قدوم الملاك الإماراتيين والصرف ببذخ على النادي وصفقاته. ففي الموسم الماضي خسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مواطنه تشيلسي. لكن التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى سيظل الهدف الأسمى للمدرب بيب جوارديولا وإدارة النادي.
تشيلسي الأوروبي يستعد لغزو إنجلتزا
أما تشيلسي فيستهل مسابقة الدوري بطموحات مرتفعة خاصة بعد البداية الجيدة للموسم بالفوز بكأس السوبر الأوروبي على حساب فياريال الإسباني. ونجاح إدارة النادي اللندني في استقدام المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو بعقد لمدة خمسة أعوام. في صفقة قدرت بحوالي 134 مليون دولار وهي أغلى صفقة انتقال في تاريخ البلوز.
ونجح البلوز بالفعل في تحقيق تلك البداية الرائعة بعدما ضرب جاره كريستال بالاس بثلاثية نظيفة على ملعب ستامفورد بريدج.
ليفربول يبحث عن الثقة
وفي ليفربول لا يرغب يورجن كلوب مدرب الفريق في عقد أي صفقات. فهو يثق في الفريق الحالي على حد قوله وذلك على الرغم من إصابة الظهير الأيسر أندرو روبرتسون مؤخرًا. والتي ستبعده عن الملاعب لعدة أسابيع، وفقدان الفريق للاعب خط الوسط جورجينيو فينالدوم الذي رحل إلى باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر.
وتعاقد الريدز مع لاعب واحد فقط هو المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتيه من لايبزيج الألماني لمدة خمسة أعوام. كما أنه جدد عقد مدافعه الهولندي فيرجيل فان دايك حتى عام 2025. وجاءت انطلاقة الريدز جيدة بمواجهة نوريتش سيتي على ملعب كارو رود، عندما فاز بثلاثية دون رد.
هل بات يونايتد جاهزا؟
أما بالنسبة لمانشستر يونايتد فإن غياب لقب البريميرليج عنه لا يزال أمرًا مؤرقًا لجماهير النادي. وهو الإنجاز الذي استعصى على كل المدربين الذين خلفوا المدرب الأسطوري السير أليكس فيرجسون. والمدرب الحالي للفريق أولي جونار سولسكاير الذي بدأ مهامه مع الشياطين الحمر في مارس من عام 2019. لم يتمكن من تحقيق أي بطولة للنادي وإن كان لقب الدوري الأوروبي قريبًا جدًا من خزائنه حين خسر النهائي أمام فياريال الإسباني بركلات الترجيح في مايو الماضي.
وعلى صعيد التعاقدات فإن إدارة النادي نجحت في ضم الإنجليزي الشاب جادون شانشو قادمًا من بروسيا دورتموند. في صفقة تجاوزت المئة مليون دولار بقليل، كما ضم المدافع الفرنسي رافاييل فاران من ريال مدريد مقابل قرابة الـ50 مليون يورو.
الليجا بلا طعم دون ميسي ورونالدو
بلا شك فقد الدوري الإسباني بريقه برحيل البرتغالي رونالدو من ريال مدريد قبل 3 أعوام ليوفنتوس والدوري الإيطالي. وزاد الطين بلة رحيل الأسطورة ليونيل ميسي هذا الصيف عن برشلونة صوب باريس سان جيرمان الفرنسي. مما أفقد البطولة الإسبانية كل نجومها الكبار وأهم ملهميها ما سيسبب خسائر فنية وتسويقية واقتصادية فادحة لليجا. وأيضًا نسب المشاهدة ستقل كثيرًا لصالح دوريات أخرى مثل البريميرليج والكالتشيو والليجا.
كما لم يضم العملاقان ريال وبرشلونة أي صفقات ضخمة ونجوم لامعة تعويضا لرحيل نجميهما. فقد ركنوا للصفقات المجانية في السوق للأحوال المادية الصعبة بعد فترة الكورونا. حيث اكتفى الملكي بضم المدافع النمساوي دافيد ألابا مجانًا بعد نهاية عقده مع بايرن ميونيخ. وكذلك برشلونة ضم كل من أجويرو وممفيس ديباي في صفقات مجانية. في حين احتفظ أتلتيكو مدريد حامل اللقب بكل نجومه ما يعني أن الفرصة أمامه مواتية للفوز بالبطولة هذا الموسم كذلك.
الكالتشيو يفتح ذراعيه لليوفي
بعد موسم مذهل لإنتر ميلان توجه بالفوز بالدوري الإيطالي بعد احتكار 8 أعوام للكبير يوفنتوس. ضربت الأزمة الاقتصادية النيراتزوري وعانى من أزمات ما جعله يبيع أهم نجومه على رأسهم لوكاكو وأشرف حكيمي. ما أجبر المدرب أنطونيو كونتي صاحب إنجاز الدوري من الرحيل، وجلبت الإدارة سيموني إنزاجي مدرب لاتسيو بدلاً منه.
في حين أعاد يوفنتوس تصحيح الأخطاء التي ارتكبها بالصيف الماضي. وقام بإقالة النجم بيرلو صاحب الخبرات القليلة التدريبية. وأعاد ماسيميليانو أليجري صاحب الخبرات والألقاب معهم. واستمرار رونالدو بالفريق كل هذا يعطي مؤشرات كبيرة بعودة السيدة العجوز للفوز بلقبها المحبب. مع ضعف المنافسة بأزمات الإنتر وبعد كل من ميلان ونابولي وحتى روما رغم قدوم المتمرس جوزيه مورينيو مدربًا لها بالموسم الجديد. فيما لم يقم الأندية الكبرى بصفقة ضخمة وأغلبها مجانية أو للاعبين شباب أو أصحاب خبرات وسن مرتفع.
باريس بعبع فرنسا وألمانيا ترضخ لبايرن
بعد مفاجأة نادي ليل بالموسم الماضي وفوزه بلقب الدوري الفرنسي على حساب سان جيرمان المدجج بالنجوم الكبيرة. قامت الإدارة القطرية لنادي العاصمة الفرنسية بميركاتو ناري بضم دوناروما حارس ميلان مجانًا وجورجي فينالدوم من ليفربول مجانًا كذلك وسيرخيو راموس قائد ريال مدريد التاريخي بدون أموال أيضًا. وأشرف حكيمي من إنتر بـ60 مليون يورو، وأخيرًا درة التاج البرغوث ميسي في حديقة الأمراء بصفقة مجانية مدوية، ليكون باريس فريق الأحلام الذي يهدف للفوز بكل البطولات المحلية والأوروبية والعالمية في الموسم الجديد
بايرين يستعد للعاشرة
أما على مستوى الدوري الألماني فلا جديد يذكر أو قديم يعاد، يظل بايرن ميونيخ هو عملاق البوندسليجا رغم تعثره في لقاء الافتتاح الجمعة الماضية بالتعادل أمام جلادباخ. لكنه بكل نجومه وإمكانياته المهولة ومدربه الشاب الجديد الواعد نجلسمان قادر على حسم اللقب كالعادة لحسابه للمرة العاشرة على التوالي حتى مع مناوشات بروسيا دورتموند في المنافسة على اللقب من حين لآخر.
يظل فارق النجوم والقدرات والاستعدادات والنفس الطويل يصب دائمًا بالنهاية لصالح العملاق البافاري.