لا تزال حالة ركود تسيطر على ملف سد النهضة، وما يصاحبها من نقاشات ومفاوضات بين الدول الثلاثة، في وقت تتحدث فيه تقارير عن محاولات إقليمية لحلحة القضية.
لماذا حالة الركود؟
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية، فسر حالة الركود الحالية في مفاوضات سد النهضة، بأربعة أسباب هي: فشل إثيوبيا في التخزين الثاني بمقدر 3 مليارات متر مكعب أعطى فرصة لمدة عام آخر، حيث إن التخزين الحالي ليس مؤثرًا ولا يغير من أي سيناريو للحل.
أما السبب الثاني فيرجع إلى ارتفاع فيضان هذا العام حتى الآن بنسبة حوالي 30%، بحسب شراقي، الذي قال إن السبب الثالث هو الحرب الأهلية التي تشهدها إثيوبيا في عدة أقاليم، علاوة على حرب التيغراي.
وأشار أستاذ الموارد المائية، عبر صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”، إلى أنّ الحرائق التي تشهدها الجزائر خلال الأيام الماضية أدى إلى تأخير مبادرتها في ملف السد.
وقال شراقي: “حالة هدوء تام تسيطر على المفاوضات حتى وصلنا إلى جلسة مجلس الأمن في الثامن من يوليو الماضي، أعقبها استعداد من الاتحاد الأوروبي للتدخل ثم مبادرة من الجزائر بناءً على طلب إثيوبي منذ عدة أسابيع”.
إيراد النيل الأزرق
وتابع: “شهد الربع الأول من أغسطس ارتفاعًا كبيرًا في إيراد النيل الأزرق يتراوح بين 600 الى 800 مليون متر مكعب يوميًا، وهذا أعلى من المتوسط حوالى 500 مليون متر مكعب/يوم، ثم اخفض قليلًا إلا أنه ما زال أعلى من المتوسط في حدود 600 مليون متر مكعب/يوم، ويبلغ ما يتم تصريفه من سد مروى حوالى 800 مليون متر مكعب/يوم يفقد منها حوالى 10% قبل الوصول إلى السد العالي نتيجة البخر.
وأضاف استاذ الموارد المائية: “يبلغ إجمالي إيراد النيل الأزرق حتى اليوم حوالي 12 مليار متر مكعب بزيادة قدرها حوالي 3 مليارات متر مكعب، وهي ما تعادل إجمالي ما تم تخزينه هذا العام في سد النهضة”.
السودان يجدد موقفه الرافض لخطوة إثيوبيا الأحادية
قال وزير الري السوداني ياسر عباس، إن مفاوضات “سد النهضة” تعثرت بسبب “التعنت الإثيوبي والمضي في خطوات الملء الثاني للسد”.
وجدد عباس موقف بلاده الرافض لأي خطوة أحادية من الجانب الإثيوبي دون التوصل لاتفاق قانوني بين أطراف التفاوض. وأشار أن لذلك “آثار سلبية على تشغيل خزان الروصيرص وبقية الخزانات، وعلى السكان بطول ضفاف النيل الأزرق”.
جاءت تصريحات عباس خلال لقائه سفيرة مملكة هولندا في الخرطوم، حيث بحص الجانبان عددا من القضايا المهمة والعلاقات المتطورة بين البلدين، كما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.
إثيوبيا “تستغرب” موقف السودان
أبدت إثيوبيا استغرابها من موقف السودان حول سد النهضة، مشيرة إلى أنه عارض عملية الملء والآن يطلب الكهرباء. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي الخميس.
وقال مفتي: “نستغرب من المواقف السودانية، كانوا يعارضون عملية ملء سد النهضة ويطلبون منا الآن الكهرباء التي سننتجها”.
وكانت شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية، قد قالت في وقت سابق إن السودان طلب شراء 1000 ميجاوات من الكهرباء من إثيوبيا.
السيسي ومدير الاستخبارات الأمريكية يبحثان ملف سد النهضة
بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ملف سد النهضة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن السيسي استقبل “ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وكذلك السفير جوناثان كوهين السفير الأمريكي بالقاهرة، حيث شهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الصلة، على رأسها ملف سد النهضة الإثيوبي”.
وأضاف المتحدث أن “السيسي رحب بالمسؤول الأمريكي وطلب منه نقل تحياته إلى الرئيس جو بايدن، مشددا على “الأهمية التي توليها مصر لتدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين في مختلف المجالات”.
محادثات روسية إثيوبية حول قضية سد النهضة
بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، ووزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، ملف سد النهضة.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن بوغدانوف وميكونين تبادلا، خلال اتصال جرى الخميس بمبادرة من الطرف الإثيوبي، الآراء حول هذا الموضوع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأعرب الجانب الروسي، حسب البيان، عن أمله بالتوصل في نهاية المطاف إلى حلول مقبولة لجميع الأطراف لهذه القضية في إطار مفاوضات مباشرة بين الجهات المعنية، أثيوبيا ومصر والسودان، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ 10 سنوات دون تحقيق أي نجاح حول حل قضية سد النهضة. بينما تصاعد التوتر في الأشهر الماضية بعد تنفيذ أديس أبابا عملية تشغيل أولى.