واصلت المرأة السودانية حصد ثمار نضالها الذي بدأ منذ عقود طويلة، وهذه المرة على المستوى الرياضي، وتحديدا بتشكيل منتخب سوداني نسائي لكرة القدم.
تحقق حلم سوادنيات كثر ممن يلعبن كرة القدم بإعلان الاتحاد السوداني لكرة القدم في التاسع من أغسطس الحالي تشكيل منتخبين للسيدات يمثلان البلاد علي المستويين الإقليمي والقاري.
القائمة الأولية للمنتخب ضمت أسماء 37 لاعبة من مختلف الأندية التي تشارك في الدوري النسائي، حديث العهد، سيشاركن بشكل رسمي لأول مرة في بطولة كأس العرب للسيدات التي تسضيفها القاهرة بين 24 أغسطس الحالي و6 سبتمبر المقبل بمشاركة 7 منتخبات، من بينهم السودان.
تراهن ميرفت حسين، رئيس لجنة كرة القدم للسيدات، على نجاح تجربة تكوين أول منتخب نسائي، إذ قالت لصحف سودانية محلية إن دوري السيدات أثبت نجاحه وهو ما يعد مؤشراً جيداً ونواة حقيقية لتجهيز أول فريق قومي للسيدات.
“الرياضة النسوية قادمة وبقوة” هكذا أكدت وزيرة الشباب والرياضة السودانية ولاء البوشي في تصريحات صحفية لها بعد انطلاق أول مبارة دوري لكرة القدم النسائية أقيم على استاد الخرطوم في عام 2019.
كانت اختيار البوشي وزيرة للرياضة انتصارا هو الآخر للمرأة السودانية بعد عقود من التمييز الذكوري المتكئ على الأيدولوجية الدينية.
خرج هذا الدوري إلى النور بعد صراعات دينية وسياسية جذرية، أبرزها إعلان الرئيس السوداني جعفر محمد النميري عام 1983 تحريم لعب كرة القدم للنساء باعتبارها مخالفة لتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.
ومنذ تسع سنوات، وتحديدا في يناير 2012، أصدر مجمع الفقه الإسلامي فى السودان فتوى بتحريم تشكيل أي فرق نسائية تلعب خارج الأراضي السودانية، واصفا ذلك بأنه منافي للاخلاق العامة لدي المجتمع وبعيد عن العادات والتقاليد.
“التحدي النسائي”
يرجع الكثير من السودانيات بالفضل في ممارسة كرة القدم إلى فريق “التحدي النسائي“، أول فريق سوادني لكرة القدم النسائية|، الذي تأسس عام 2001.
بدأ هذا الفريق بإمكانيات بسيطة للغاية، واتخذ من الحديقة الدولية في العاصمة الخرطوم ملعبا له، حيث جهز اللاعبات الملعب على حسابهن الشخصي عن طريق اشتراك شهري لشراء ما يلزم الملعب.
قاد هذا الفريق نضالا هو الآخر كي يحصل على اعتراف رسمي، إذ استمر الفريق باللعب دون رخصة حتى العام 2011 حين تقدمت مدربة الفريق سارة إدوارد بطلب رخصة إفريقية وحصلت عليها.
كرة القدم النسائية.. حلم سينمائي
وفكرة تشكيل منتخب نسائي لكرة القدم حلم لكثير من السيدات والفتيات حيث عرض مهرجان برلين السينمائي فيلم وثائقيا بعنوان “أوفسايد الخرطوم” يتناول أحلام النساء والفتيات الخاصة بتشكيل منتخب وطني لكرة القدم يضم سيدات وفتيات سودانية.
الفيلم حوى مجموعة من اللاعبات الممنوعات من اللعب باسم وطنهن في الخارج وتأسيس دوري نسائي في الداخل، وتضمن رسالة من السيدان جاء فيها : “نحن – النساء – محرومات من صناعة الأفلام أو لعب كرة القدم”.
وأثنى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو على رؤية فتيات ونساء سودانيات يلعبان كرة القدم قائلا: “انطباعي جيد عن أسرة كرة القدم بالبلاد، وسعدت بمشاهدة الفتيات يمارسن كرة القدم ولمست حبكم الكبير للعبة”.