بعد هدوء نسبي دام لسنوات، جذبت أفغانستان، الاهتمام إليها، كبطل لرواية لا نعرف لها نهاية بمرور الزمن، ولا يتوقف عداد صفحاتها عند عدد معين.

مثيرة ومؤثرة ومتشابكة عادت إلينا أحداثها، وكما رسمت الكثير من التفاصيل مع مطلع القرن الـ21، يبدو أنها ستكون مؤثرة كذلك في العقد الثالث من القرن ذاته، خصوصا أن أبطال الرواية لا يغيبون: أمريكا وطالبان، حتى وإن نقصت أحد أبرز أضلاعها، أسامة بن لادن، الذي اغتاله الأمريكان في باكستان، ملاذه الأخير، في العام 2011.

على مدار 10 أيام شغلتنا أفغانستان كما شغلت اهتمام الكثير من شعوب العالم، التي تملكها هواجس كثيرة من صعود حركة طالبان المتشددة لرأس السلطة مجددا في كابول، خلفا لنظام فشلت الولايات المتحدة في صناعته رغم ما أنفقته من أموال.

انشغالنا بالسقوط السريع لكابول في قبضة طالبان، بدأ برصدنا لمراحل انهيار أفغانستان قبل الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية وحلفائها، الذي كان مقررا له 31 أغسطس، بناء على اتفاقية تترك أمريكا بموجبها البلاد التي احتلتها في 2001 مقابل تعهدات من طالبان بعدم السماح لأي عناصر إرهابية، وتحديدا تنظيم القاعدة، باستغلال أراضيها لضرب الأهداف الأمريكية.

انفوجراف لمراحل سقوط كابول

منذ اليوم الأول للسقوط، اهتم موقعنا بتقديم تحليلات لما حدث: كيف صعدت طالبان إلى سدة الحكم مرة أخرى؟ ولماذا فشلت الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان؟

كابول في قبضة طالبان.. كيف فشلت الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان؟

 

كيف استعادت طالبان كابول بعد حربها مع أمريكا 20 عام؟

 

في ملفنا، تتبعنا سيرة أشهر قادة الحركة الإسلامية المتشددة، على رأسهم أمير مؤمنيها هيبة الله زاده، “الشبح” الذي لا يظهر كثيرا ولا يحب مقاطع الفيديو الدموية واستعراض السلاح بتهور، ويوجه النقد لأفراد تنظيمه إذا ما بالغوا في العنف وقطع الرقاب.

هيبة الله زاده: سيرة “شبح” أعاد رسم خارطة أفغانستان

شخص آخر لا يقل أهمية عن “أمير المؤمنين”، هو عبد الغني برادر، مسؤول المكتب السياسي للحركة، الذي عاد لتوه إلى كابول، بعد غيابه عنها 20 عاما قضى أغلبهم في قطر.

الباحث في سيرة عبد الغني برادر ومسيرته سيجدها ثرية للغاية، فالرجل كان أحد أربعة مؤسسين لحركة طالبان في التسعينيات. وفيها تنقل من وضع إلى آخر ومن مهمة إلى أخرى، حتى أنه كان بمثابة المحرك الفعلي بعد سقوط الحكم.

عبد الغني برادر: مهندس سياسة طالبان ورئيس أفغانستان المحتمل

 

قدم لنا الباحث في الحركات الإسلامية، الدكتور عمرو الشوبكي، نظرة مختلفة للشكل الحالي لحركة طالبان، وعقد مقارنة بين شكلها البنيوي وأفكارها والاختلافات التي طرأت عليها في 2021 عن شكلها القديم في منتصف التسعينيات.

وخلص الشوبكي إلى أن حركة طالبان على مستوى المواءمة السياسية مع الواقع المعاش محليا ودوليا تغيرت، وكن لازالت بنيتها العقائدية والتنظيمية على حالها.

هل تغيرت طالبان؟

لم ننس في تغطيتنا لملف طالبان وأفغانستان، البعد الحقوقي، وتحديدا حقوق المرأة، حيث يخشى معظم الأفغانيات الآن النزول للشوارع بدون برقع إسلامي، ولا يخاطرن كذلك بالذهاب إلى أعمالهن وجامعاتهن في ظل ما تفرضه الحركة من قيود على المرأة.

عودة طالبان.. مكاسب المرأة في مهب الريح

 

ذهب موقعنا إلى أبعد من ذلك، وربط ما يحدث في كابول بالتهديد الحوثي في اليمن، ومدى تشابه الحركتين في بعض الأمور، كما رصدنا تفاعل جماعات مسلحة في أفريقيا مع انتصار طالبان، ومدى تأثير ذلك على نشاطهم في الفترة المقبلة.

انتصار طالبان.. وقود “التطرف” للهيمنة على القارة السمراء

 

هل يكرر الحوثيون تجربة طالبان؟

 

كدليل على أنها رواية مفتوحة، يظهر لنا باستمرار مشاهد تدل على أن هذا البلد لن ينعم باستقرار حتى لو كان استقراره في حكم إسلامي متشدد طالبان، فهناك من يحاول أن يهز الأرض من تحت الحركة مثل أحمد مسعود، نجل القائد العسكري الراحل أحمد شاه مسعود الذي لقب بـ “أسد بانشير“، الذي دعا الحلفاء الغربيين خاصة فرنسا الى مساعدته للوقوف في وجه طالبان.

 

“شبل بانشير”.. محاولات إحياء تحالف الشمال لمواجهة طالبان