يغزو الذكاء الاصطناعي الجامعات المصرية خلال العام الدراسي الجديد 2021-2022. إذ بدأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في وضع خطط طويلة الأجل للحق بركاب التطور التكنولوجي. لذا عمدت إلى بدء الدراسة بـ 7 كليات متخصصة في الذكاء الاصطناعي موزعة على 7 جامعات مصرية.

وبحسب بيانات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، فإن هناك 7 جامعات خلال العام الدراسي الجديد. تهدف لتوفير دراسة متخصصة في الذكاء الاصطناعي وهم: «كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ والتي تضم 4 أقسام. برمجة الآلة. واسترجاع المعلومات. والروبوتات والآلات الذكية، وتكنولوجيا أنظمة الشبكات المدمجة، وعلوم البيانات، كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة. وكلية الذكاء الاصطناعي جامعة حلوان. ولاحقا انضمت جامعة الفيوم بكلية الذكاء الاصطناعي، وكذلك جامعة بنها، وجامعة جنوب الوادي، وجامعة عين شمس»، على أن تكون الدراسة في هذه الكليات بنظام الساعات المعتمدة.

دخول هذا العدد من كليات الذكاء الاصطناعي. يطرح التساؤلات المشروعة حول جدوى تلك الكليات في حين يغيب مفهوم الذكاء الاصطناعي واستخداماته عن سوق العمل. خاصة أن هناك تخمة في أعداد الخريجين مقابل احتياجات سوق العمل.

المستقبل للذكاء الاصطناعي

ويرى الخبير التعليمي الدكتور فاروق فهمي، أن إنشاء كليات متخصصة في علم الذكاء الاصطناعي خطوة على الطريق الصحيح. خاصة أن العالم من حولنا بدأ بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي في كافة شؤون حياته. لذا كان من الضروري أن تبدأ الدولة المصرية في مجاراة الحاضر والتطلع نحو المستقبل.

وأضاف في تصريح خاص، لدينا بالفعل تخصصات في بعض الكليات تخص الذكاء الاصطناعي. إلا أنها لم تكن ذات حضور قوي، فضلا عن كون تلك التخصصات لم تكن بالقوة الكاملة والمطلوبة. ومع تخصيص كليات لمدة دراسة تصل إلى 4 أو 5 سنوات فهو يقدم للطالب الكم اللازم ويهيئه لأن يكون لديه أفكار إبداعية وصلة وثيقة بالذكاء الاصطناعي. ولعل جائحة كورونا جاءت لتثبت مدى أهمية الذكاء الاصطناعي إذ رأينا مجموعة من الروبوتات يدخلون ضمن أطقم التمريض.

بدء الدراسة بـ 7 كليات متخصصة في الذكاء الاصطناعي موزعة على 7 جامعات مصرية
بدء الدراسة بـ 7 كليات متخصصة في الذكاء الاصطناعي موزعة على 7 جامعات مصرية

وفيما يخص مدى ارتباط كليات الذكاء الاصطناعي وسوق العمل يقول الخبير التعليمي: «أعتقد أنه في ظل الثورة الصناعية ودخول الذكاء الاصطناعي شريكا أساسيا. في العديد من الصناعات بدأت بالفعل مصانع في مصر في استخدام الروبوتات. والأمر سيحتاج بعض الوقت ليتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي. بكونه طرفا أساسيا في مجال الصناعة وتمهيد الطريق أمام الخريجين الجدد».

وتابع: «في ظل التطور الآخذ في الصعود وتحول مصر إلى الرقمنة والتغيرات الكبيرة التي تشهدها الدولة المصرية. سيكون لهؤلاء الطلاب دور هام وحيوي في المستقبل القريب، ومن الجيد أن يتم تمهيد الطريق أمام الراغبين في دراسة الذكاء الاصطناعي. سواء خلال مرحلة الدراسة أو تمهيد سوق العمل ليكون صالحا لتقديم وإضافة شيء جديد».

بالأرقام.. توقعات سوق العمل المصري

وبحسب وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفارـ فإن عددا من الدراسات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي. سيسهم في قرابة 7.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي في مصر بحلول عام 2030. لافتا إلى أنه من المرشح أن يصل متوسط النمو السنوي من الذكاء الاصطناعي إلى 25% خلال الفترة من 2018 إلى 2030.

في سياق متصل أظهر استبيان أعدته شبكة «سي إن إن الإخبارية» تحت عنوان «مستقبل سوق العمل في مصر». أن قرابة الـ 46٪ من المشاركين في الاستبيان أكدوا أن المهارات التقنية والمهارات الشخصية ستكون بنفس القدر من الأهمية خلال السنوات الـ 10 القادمة.

إنشاء كليات متخصصة في علم الذكاء الاصطناعي خطوة على الطريق الصحيح
إنشاء كليات متخصصة في علم الذكاء الاصطناعي خطوة على الطريق الصحيح

كما نوه الاستبيان إلى أن 44٪ من المشاركين أنّ المهارات التقنية ستكون أكثر أهمية من المهارات الشخصية. بينما يعتقد 10٪ أنّ المهارات الشخصية ستكون الأكثر أهمية.

ويتوقع المشاركون أن يزداد الطلب خلال السنوات الـ 10 القادمة على مهارات الحاسوب/التكنولوجيا بنسبة (96٪). إلى جانب توقعهم أن تعتمد الشركات في مصر على التكنولوجيا بشكل متزايد. إذ يعتقد 75٪ أن الطلب على مهندسي البرمجيات سيزداد في المستقبل.

واختتمت الدراسة بأنه تبعا لاهتمام الدولة المصرية بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي سيكون هناك زيادة في توفير فرص عمل مرتبطة بشكل وثيق بالتكنولوجيا.

رؤية الوزارة للذكاء الاصطناعي

يختلف الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي وأستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس. مع توجه وزارة التعليم العالي في تدشين كليات متخصصة بشكل دقيق في الذكاء الاصطناعي. معللا ذلك بأن دول العالم من حولنا لا تملك كليات متخصصة بشكل صريح ولكن يوجد تخصصات داخل الكليات والجامعات.

وأوضح «عبدالعزيز» أنه كان من الأفضل العمل على تكثيف الاهتمام بالجزء التطبيقي والعلمي في التخصص المتواجد بالفعل في كليات الحاسبات والمعلومات. لافتا إلى أنه كان يتمنى أن تم طرح رؤية كاملة وتوضع أمام الطلاب وعائلاتهم. حتى يتمكنوا من الاختيار والفهم الصحيح لدور الكلية ومدى ارتباطها بسوق العمل.

وطالب المجلس الأعلى للجامعات بضرورة إصدار كتيبات للتعريف بالكلية ودورها وأهميتها في المستقبل القريب والبعيد. ومدى تقبل سوق العمل له وفرص حصوله على وظيفة فور خروجه. لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى العديد من التوضيحات من قبل الوزارة.

وتابع: «الذكاء الاصطناعي بلا شك جزءا من المستقبل ولا يمكن تجاهله».