تعد ظاهرة تعاطي المخدرات أزمة تعاني منها المجتمعات كافة، إذ تصل أضرار المخدرات إلى غير المتعاطين الذين يتأثرون بدورهم بالجرائم والأفعال غير الرشيدة التي يرتكبها المتعاطون.

المخدرات تجارة ضخمة حول العالم، وتشير بعض الدراسات إلى أن تجارة المخدرات تمثل نحو 8% من إجمالي التجارة الدولية ما يؤكد ضلوع عصابات دولية في تنشيط تجارتها واستمرارها.

وبحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعنىّ بالمخدرات والجريمة، فإن 269 مليون شخص يتعاطون المخدرات حول العالم، وهناك 35,6 مليون شخص يعانون من تأثيرات الإدمان.

أرقام محلية ودولية عن المدمنين

وذكر التقرير أن مخدر الحشيش يعد الأكثر استخداما من قبل من يتعاطون المخدرات. حيث يستخدمه 192 مليون شخص. ويتوفى قرابة الـ 500 ألف شخص سنويا بسبب المخدرات.

كما رصد مكتب الأمم المتحدة ظهور أكثر من 900 نوع من المخدرات المخلقة أي التي تحتوي على مواد كيماوية مدمرة لخلايا الجسم.

ينسحب الأمر ذاته على مصر، إذ تتوالى الأخبار عن ضبط شحنات تحمل مواد مخدرة متنوعة. منها على سبيل الذكر لا الحصر ضبط الأجهزة الأمنية 8 أطنان من مخدر الحشيش وأقراصاً مخدرة تبلغ قيمتها نحو 650 مليون جنيه. ويبدو أن هذا الرقم ما يتم ضبطه فقط، في حين تعبر شحنات أخرى محملة بالمخدرات إلى داخل البلاد. حيث تقدر جهات مسؤولة أن ما يتم ضبطه لا يشكل سوى ما بين 30 إلى 40% فقط من الكميات التي تدخل البلاد.

ضبط كمية من مخدر الحشيش
ضبط كمية من مخدر الحشيش

لا يمكن حصر أعداد المدمنين بشكل عام إذ تنتشر تجارة المخدرات وتزداد أعداد المتعاطين يوما بعد آخر. وبحسب وزارة التضامن الاجتماعي، فإنه خلال الخمسة أشهر الأولى من عام 2020. أبلغ 45099 مدمن عن تعاطيهم المخدرات طالبين العلاج، وبلغت نسبة الذكور 92.86% بينما بلغت نسبة الإناث 7.14%.

وبحسب التقرير فإن مخدر الحشيش، يحتل المرتبة الأولى في قائمة أكثر أنواع المخدرات استهلاكا، بنسبة تصل إلى 60.05%، في حين يأتي مخدر الترامادول في المرتبة الثانية بنسبة 49.97%، يليه الهيروين بنسبة تصل إلى 34.05%. وأضيف إليهم مؤخرا ضمن المخدرات المخلقة الاستروكس والفودو بنسبة تصل إلى 11.88%.

الخريطة الجغرافية للمخدرات

أجرى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر. مسحا عشوائيا لعيّنة من 25 ألف أسرة. تراوح الشريحة العمرية فيها بين 12 و60 سنة. شملت محافظات (القاهرة، والسويس، والغربية، والبحيرة، وكفر الشيخ، وقنا، وأسيوط، وسوهاج، ومطروح، والبحر الأحمر). وخلص إلى أن نسبة تعاطي الحشيش والأفيون بلغت 4,8%، وبلغ نصيب مخدر الحشيش وحده 79.8%.

القاهرة الكبرى

فيما تحتل محافظة القاهرة المرتبة الأولى من حيث ارتفاع نسبة التعاطي. ويليها محافظة الجيزة، وداخل القاهرة الكبرى هناك تقسيمات مختلفة تبعا للمناطق التي يمكن تصنيفها على أساس طبقي.

في المناطق الشعبية مثل (عين شمس، إمبابه، الوراق، المطرية، المرج) وغيرها يجد مخدر الحشيش والاستروكس سوقا كبيرا. وذلك لعدة أسباب على رأسها التكلفة الرخيصة، إذ يمكن شراء قطعة حشيش بنحو 100 جنيه. والسبب الثاني وجودها بكثرة في الشوارع والأزقة فهي مخدرات في يد الجميع.

يتصدر الحشيش قائمة المخدرات الأكثر تداولا
يتصدر الحشيش قائمة المخدرات الأكثر تداولا

أما المناطق ذات المستوى الاجتماعي العالي على مثل (الزمالك، الدقي، التجمع، الرحاب، مدينتي) وغيرها فهناك تجد الحشيش لكونه المخدر الأكثر انتشارا. ومن ثم يأتي الهيروين والكوكايين والفودو وتلك المخدرات أسعارها تبدأ من 500 جنيه، والفودو يبدأ من 200 جنيه.

الإسكندرية 

كما تأتي محافظة الإسكندرية في المرتبة الأولى من حيث الاتجار. ويعود ذلك لوجودها على الساحل حيث تكثر عمليات التهريب بشكل غير مشروع.

ويتواجد في الإسكندرية كافة أنواع المخدرات، فهناك مخدر الحشيش بأنواعه المختلفة (لبناني، وأفغاني، مغربي)، وتخلف الأسعار والاحجام، إذ أن الحشيش اللبناني أرخص لكونه يأتي من مسافة أقرب، فيما يكون الحشيش الأفغاني أغلى سعرا وذلك لأنه يأتي من مسافة بعيدة ويمر على مراحل تفتيش مختلفة.

كما تتنشر المخدرات التي تسبب الإدمان الجسدي مثل “الهيروين والكوكايين” فهي متواجدة بكثرة في محافظة الإسكندرية.

مخدر الشبو والعائدون من الخليج

يوصف مخدر الشبو بأنه «كيف» العائدين من الخليج، فهو متواجد بكثرة في محافظات الوجه القبلي، وهو أحد أشكال مادة «الميثامفيتامين»، ويتخذ شكل البلورات الصغيرة بيضاء اللون.

وعرف طريقه إلى مصر عبر بوابة دول الخليج حيث ينتشر هناك بكثرة، فضلا عن تكلفته العالية التي تتناسب مع مدخول المصريين بالخارج، ولكونه مخدر مصنع بدأ البعض في مصر في تصنيعه وبيعه للمتعاطين، ويبلغ الجرام نحو 1000 جنيه مصري.

ويمكن تعاطيه بأكثر من طريقة، حيث يمكن تناوله عن طريق الاستنشاق من الأنف مثل الهيروين والبودرة. أو تدخينه مع السجائر مثل الحشيش أو الاستروكس، أو الحقن أو البلع.

وخلال السنوات القليلة الماضية انتشر الشبو بكثرة إذ يبدأ المتعاطي مرحلة الإدمان مع التعاطي للمرة الثانية أو الثالثة على الأكثر، فهو يشبه مخدر الهيروين.

المخدرات المخلقة

منذ القدم وعرف الشعب المصري بترحيبه بالمخدر الطبيعي، على شاكلة الحشيش أو الأفيون. حيث ساد اعتقاد أنه غير ضار لأنه يخرج من الأرض، إلا أنه مع التطور الهائل الذي يشهده سوق المخدرات العالمي. بات التفكير في المخدرات المخلقة سبيلا جديد للمتعاطين. لأسباب عدة أولها أنها لا تتطلب أموال كثيرة، وفي المقابل تمنح المتعاطي شعورا بالرضا أضعاف ما يتحصل عليه من أنواع المخدرات الأخرى.