لم ينتظر النادي الأهلي حتى ينتهي الموسم الكروي الحالي، وعلى بعد ساعات من تتويج غريمه التقليدي الزمالك باللقب. حتى استنفر “تعاقديًا” وأعلن عن 3 صفقات قوية في يوم واحد، أمس الخميس. والصفقات الجديدة مميزة ومهمة لترميم صفوف الفريق والنقص الذي يعاني منه في عدة مراكز. على أن يستكمل بالصفقة الرابعة مساء اليوم عقب مباراة أسوان الأخيرة للمارد الأحمر بالدوري الممتاز.
الأهلي ضم الجناح الجنوب أفريقي الأعسر بيرسي تاو قادمًا من برايتون الإنجليزي في عقد يمتد لمدة 4 سنوات قادمة. بالإضافة للموزمبيقي لويس ميكيسوني جناح نادي سيمبا التنزاني لمدة 4 مواسم كذلك. وكذلك كريم فؤاد ظهير أيمن فريق نجوم المستقبل والمنتخب الأوليمبي الذي كان معارًا لإنبي الموسم الحالي، لمدة خمس سنوات.
فيما أعلن عودة الثنائي المعار لسموحة والاتحاد السكندري، الجناح أحمد عبد القادر ولاعب الوسط عمار حمدي. مع احتمالية عودة محمد عبد المنعم “كامبوس” قلب الدفاع من سموحة، أو تجديد إعارته لو استمر سعد سمير مع الفريق.
فيما ينتظر أن يضم الأهلي صفقتين أخريين مساء اليوم أو غدًا على أقصى تقدير. بعدما توصل لاتفاق نهائي مع حسام حسن مهاجم سموحة، الذي قام بالكشف الطبي بالنادي مساء أمس وتوقع الإعلان رسميًا اليوم عقب مباراة أسوان إعارة لمدة موسم مع وجود بند البيع النهائي بنهاية الموسم. وكذلك المهدي سليمان حارس مرمى بيراميدز، الذي سيدخل ضمن صفقة تبادلية تقضي برحيل ناصر ماهر لاعب الأحمر في الاتجاه المعاكس.
إذن بعد كل هذه الصفقات والتدعيم القوي والمميز لقائمة الأهلي التي تستعد لموسم جديد بطموحات أكبر. وذلك بعد الفشل الأخير في التتويج ببطولته المفضلة الدوري العام، والتي ذهبت للغريم التقليدي الزمالك. نستعرض في النقاط التالية بشكل فني وخططي ما الحلول التي ستقدمها تلك الصفقات الجديدة للفريق؟.
جناحان مدمران
الثنائي بيرسي تاو ولويس ميكيسوني هما الأبرز بين كل صفقات الأهلي بلا شك. خاصة الجناح الجنوب أفريقي المهاري، وصاحب القدم اليسرى التي تعرف طريق المرمى. فقد لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة برايتون، وكذلك في بلجيكا مع أندرلخت وصن داونز. ولديه أرقام تهديفية مميزة ومهارات استثنائية، الجميع شاهدها في فيديوهات مجمعة.
“تاو” لديه حلول كثيرة في المراكز التي يعاني منها الأهلي كمركز الجناح الأيمن والأيسر. فهو يجيد بشدة اللعب في هذين المركزين، بالإضافة لمركز صانع اللعب والمهاجم. ولديه قدرات فنية وبدنية ومهارية أكثر من رائعة. ويعتبر “قماشة مختلفة” تمامًا على الدوري المصري. إذ سيُقدِّم إضافة هائلة لهجوم الأهلي، تزيد من قوته الهجومية ويحدث نقلة نوعية هائلة بالهجوم الأحمر.
أما القصير المكير ميكيسوني فالجميع يعرفه، فهو صاحب هدف الأهلي في الهزيمة الوحيدة بدوري أبطال أفريقيا بمرحلة المجموعات النسخة الماضية. ويجيد اللعب بقدمه اليسرى بشكل رائع، ومهاري من الطراز الأول، يجيد اللعب على الجناحين وعمق الملعب. كما أن تكوينه الجسدي وقصره ومهاراته الكبيرة يجعله لاعبا صعبا على أي دفاع ومزعج بشدة للخصوم. إذ إن قدراته على المراوغة بشكل كبير تصعب مأمورية خصومه بشدة.
لديه سرعات فائقة ما يفيد في اللعب المرتد ولديه مهارات خاصة ما يفيد أمام الفرق المتكتلة دفاعيًا والتي أزعجت الأهلي. وأفقدته عديد النقاط؛ بسبب عدم وجود لاعبين مهاريين بكثرة في الملعب يمكنهم خلخلة تلك التكتلات الدفاعية الخرسانية. لذلك فإنّ “تاو وميكيسوني” من اللاعبين القادرين على مراوغة أعتى المدافعين وفك شفرة أي فريق يدافع بإحكام ويغلق المساحات. وهو ما يعني حلول مضاعفة تساعد الأحمر على تسجيل الأهداف والخروج فائزًا أمام أصعب المنافسين.
نهاية صداع الظهير الأيمن وحراسة المرمى
أحد المراكز التي عانى منها الأهلي بشدة هذا الموسم كذلك هو الظهير الأيمن، بسبب تواضع مستوى محمد هاني. وابتعاد أحمد بيكهام عن المستوى المطلوب، بالإضافة إلى كونه ليس مركزه الأساسي كظهير أيمن. مما دفع موسيماني للاعتماد على أكرم توفيق ووظفه كهير أيمن، وقدم مستويات جيدة جعلته خياره الأساسي بهذا المركز. ولكن مع ضم كريم فؤاد الظهير الأيمن القوي هجوميًا يجعله رئة جديدة في هذا المركز تساعده على حل النقص. بالإضافة لصغر سنه ومستواه البدني المميز.
مع أكرم ومحمد هاني كخيار ثالث ومحاولة استعادة مستواه، سيكون الأهلي قد أنهى صداع مركز الظهير الأيمن الذي أرهقه. بالإضافة لوجود حسين الشحات أيضًا الذي يستطيع لعب هذا المركز في حالة الضرورة.
بالإضافة لضم المهدي سليمان من بيراميدز كحارس مرمى ثاني وبديل للشناوي، وهو حارس متميز ومخضرم بالدوري المصري صاحب 34 عامًا. ولعب لمنتخب مصر في عدة مناسبات سابقة وكان أساسيًا في بيراميدز طوال الموسم الماضي، قبل قدوم شريف إكرامي بهذا الموسم. يكون الأهلي قد رمم مركز حراسة المرمى بشكل جيد في حال غياب الشناوي لأي ظرف. وذلك بعد تواضع مستوى الحارس علي لطفي وظهر جليًا بأغلب المباريات التي لعبها في غياب الشناوي، ليكون تدعيم جيد ومميز في مركز عانى منه الفريق كذلك.
انتهاء عصر مروان
حسام حسن هداف سموحة، وأحد أهم المهاجمين بالدوري المصري في السنوات الأخيرة، وكان هدف رئيسي لنادي الزمالك بالميركاتو الحالي والسابق. بات على أعتاب الإعلان الرسمي كرابع صفقات الأهلي بالانتقالات الصيفية الحالية. فهو مهاجم متمرس لديه قدرات تهديفية متنوعة وكبيرة وخصائص فنية متعددة، فبخلاف قوته الجسمانية ومواصفاته الجيدة كالطول وتمتعه بمهارة لعب الضربات الرأسية ببراعة كبيرة. يمتلك حس تهديفي ومهارات مهاجم “صندوق” رقم 9 كلاسيكي عالية ومناسبة للغاية.
وجود حسام حسن واختلاف صفاته الهجومية مع محمد شريف المهاجم الأساسي الذي يراوغ ويخدع المدافعين ويلعب بقدميه بروعة. تقوي وتفيد خط هجوم الأهلي بشدة بعدما عانى سنوات من ضعف المهاجم الأساسي مع مروان محسن. ثم مع المهاجمين الذي جاءوا بعده مثل بادجي وبواليا وحتى جونيور أجاي في بعض الأحيان. باعتبار أن سجل حسام حسن التهديفي وثقة الجميع فيه يعطيه نصف النجاح بتلك الثقة الكبيرة التي يتمتع بها من قبل أن يبدأ اللعب مع الفريق.
مرونة تكتيكية أكبر.. وحلول متنوعة لموسيماني
أما على الجانب الخططي والتكتيكي بعيدًا عن فنيات الصفقات الجديدة. فكل هذه الأسماء واللاعبين الجدد الذين يمتازون بتنوع خصائص ومهارات وقدرتهم على اللعب في أكثر من مركز. يعطي موسيماني والأهلي مرونة تكتيكية أكبر للعب بأكثر من طريقة وبهجوم ضاري بأكثر من 7 و8 لاعبين في بعض المناسبات أمام خصوم تدافع بشدة.
بالإضافة لحلول متنوعة كثيرة على الشق الدفاعي وخط الوسط والهجوم والقدرة على اللعب بمهاجمين صريحين وجناحين أو 3 في وقت واحد، مع اعتماد لاعب وسط واحد مثل أفشة أو السولية على الدائرة.
وكذلك في الدفاع يستطيع اللعب بثلاثة فقط، مع ترك الأجنحة وظهيري الجنب حرية الانطلاق والطيران للأمام باندفاع كبير. بالإضافة إلى أن كل تلك التدعيمات جاءت بطلب واضح من المدرب؛ مما يعني أنه تم تنفيذ كل طلباته لإظهار صورة مرعبة للأهلي بالموسم الجديد تخيف الجميع، بعد فشل الفوز بالدوري هذا الموسم. فالكرة في ملعب موسيماني الآن لإخراج كل ما لديه، وينعكس ذلك على شكل الفريق بعد التعاقد مع كل طلباته بالصفقات.