تشهد الدوريات الأوروبية الكبرى حركة انتقالات صيفية ساحنة غير معهودة، بطلها النجمان الأبرز في الـ15سنة الأخيرة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، الأول خلع قميص برشلونة لأول مرة منذ ممارسته كرة القدم قاصدا باريس سان جيرمان، والثاني قرر أن يعود إلى النادي الذي صنع نجوميته، مانشستر يونايتد.

عاد صاروخ ماديرا من جديد إلى منزله المحبب الذي انطلق منه للعالمية قبل انتقاله القياسي لريال مدريد في عام 2009، ويصنع الحدث كعادته في الميركاتو مثلما فعل عند انتقاله للميرنجي ثم رحيله عنه إلى يوفنتوس صيف 2018، وها هو يكرر الأمر ويستحوذ على كافة الاهتمام الإعلامي والجماهيري والصخب الخاص بانتقاله للشياطين الحمر ودراما تحويل دفته من السيتي ليونايتد بشكل يحمل الكثير من الإثارة مثل أفلام التشويق الأمريكية. مزايا كثيرة لتلك الصفقة فيما يخص المان يو أو النجم البرتغالي نفسه صاحب الـ36عامًا.

رونالدو.. العودة إلى المنزل الذي شهد توهجه

بلا شك تكون عودة رونالدو لمنزله الذي شهد توهجه بالملاعب وصنع به اسمه اللامع قبل الانتقال لمحطته الأبرز مع ريال مدريد الإسباني، تمثل عودة من الباب الكبير فنيًا لقيمة الدون الفنية الكبيرة، وعاطفيًا لعلاقته الرائعة مع جماهير مانشستر والتي زادت بلا شك بعدما فضلهم على حساب الانتقال لغريمه الأزلي بالمدينة مان سيتي.

ما يعطي لرونالدو زخما كبيرا قبل لعبه مع الفريق في ولايته الثانية عقب نهاية التوقف الدولي للفيفا بالفترة القادمة، وتفضيل رونالدو ليونايتد ثانية وعدم الذهاب لغريمه التقليدي مانشستر سيتي يجعله واحدًا من النجوم الخالدة في تاريخ النادي الأحمر الشهير، ويدخله لائحة شرف نجومه إلى الأبد نظرًا لموقفه الكبير ذلك قبل مستواه وأدائه وأرقامه وإنجازاته الفنية الفردية والجماعية رفقة الشياطين الحمر بدون أدنى شك.

الترس الهجومي الذي ينقص تشكيل يونايتد

على الجانب الفني فحدث ولا حرج، فأي فريق ومدرب بالعالم يتمنى انضمام رونالدو بكل فنياته وقدراته لفريقه، ماكينة الأهداف البرتغالية سيمثل نقلة نوعية لهجوم المان يو ويقدم إضافة جبارة له، فهذا المركز كان يعاني منه الفريق ومدربه أولي جونار سولسكاير بشدة، مع تذبذب مستوى إدينسون كافاني وتقدمه في العمر وإصاباته العديدة بالفترة الأخيرة، وكذلك بعد الفرنسي أنطوني مارسيال عن المستوى المأمول تمامًا، ربما لأن مركز المهاجم الصريح ليس مركزه الأصلي حيث يحب اللعب على الجناح أكثر.

ليكون التدعيم في هذا المركز مطلوب بشدة ليكمل ترس ماكينة يونايتد المليئة بالنجوم في كل الخطوط خاصة بعد الميركاتو الجيد الذي قام به الفريق، بضم المدافع الفرنسي المخضرم رافائيل فاران والجناح الطائر جادون سانشو، بالإضافة للنجوم في الوسط مثل برونو فرنانديز وبول بوجبا وراشفورد وبالدفاع لوك شو وهاري ماجواير والحارس دي خيا.

ليكون رونالدو هو الترس الناقص لتلك المنظومة لتصبح مدمرة لكل الخصوم، بكل ما يحمله من قدرات تهديفية عظيمة وأداء فني وبدني جبار وحس تهديفي خارق، سيستغل به كل الفرص التي يصنعها زملائه ويحولها لأهداف بعد أن كانت تهدر أغلبها على أقدام الثنائي مارسيال وكافاني بشكل محبط وتضيع النقاط على المان يو ومن ثم فرصه الكبيرة في المنافسة على الألقاب، سواء البريميرليج أو دوري الأبطال، الدون سيزيد نسبة أهداف يونايتد كثيرًا ويجعله بعبعًا لكل خصومه من جديد ويعزز فرصه بشكل عظيم في الفوز بكل المباريات والألقاب بالموسم المقبل.

ضربة تسويقية تعيد مانشستر للواجهة

بعد رحيل الدون عن مسرح الأحلام في عام 2009 فقد “المان يو” أهم نجومه مما أثر على مكانته التسويقية والجماهيرية حول العالم بلا شك، ولكن بقي حينها بعض النجوم الكبار مثل جيجز وروني وناني وبالطبع السير فيرجسون المدرب قبلهم، ولكن مع تقدم هؤلاء في العمر واعتزالهم أو رحيلهم ومن ثم اعتزال السير، فقد يونايتد الكثير من هيبته ورونقه ودخل فترة ضياع دون نجم كبير يقوده فنيًا وتسويقيًا وجماهيريًا، وهو ما يعيده رونالدو بكل تأكيد مع عودته المدوية تلك بالميركاتو الحالي.

رونالدو الذي كان النجم الأول في كل الفرق العملاقة التي لعب لها بداية من سبورتينج لشبونة ثم مان يونايتد وريال مدريد وأخيرًا في يوفنتوس الإيطالي، لطالما كان دائمًا نجم الشباك الأول والأكثر طلبًا من الجماهير وتسويقيًا لفريقه وجلبًا للعوائد المالية من رعاية وبث تلفزيوني وجوانب تسويقية عديدة، وهو ما يبحث عنه بشدة يونايتد ليعود للواجهة في هذا الجانب من جديد بعد فترة خفوت كبيرة بالعقد الأخير.

ما يعني أن صفقة رونالدو المدوية تلك لها مزايا عظيمة مختلفة ولا تقتصر فقط على الجانب الفني داخل الملعب، وهو ما يعكس القيمة الكبيرة لنجم أسطوري مثل كريستيانو رونالدو يخوض الفترة الأخيرة في مسيرته الكروية بتوهج كبير رفقة فريقه الذي قدم معه واحدة من أعظم محطاته على الإطلاق.