افتتح رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي. أمس مركز شركة أمازون “اللوجيستي”. وهو الأول لها في أفريقيا. بحضور مجموعة كبيرة من المسؤولين بينهم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزيرة التجارة والصناعة.
ويترقب الجميع تدشين موقع أمازون الإلكتروني الجديد خلال ساعات مع تغيير الاسم والعلامة التجارية.
ومستودع أمازون مقام على مساحة تقدر بنحو 28 ألف متر مربع.

وتمتلك الشركة نحو 15 محطة توصيل على مستوى الجمهورية. ويتم تقديم مجموعة من تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي المستخدمة في مساعدة الموظفين بتشغيل المستودع.

وتوسعت أمازون في دولتي السعودية والإمارات خلال الفترة الماضية. قبل أن تتجه إلى أفريقيا بإنشاء مركزها اللوجيستي الأول في مصر في ضوء خطة انتشار عالمية مستهدفة على المدى القصير.

ولشركة أمازون خطة بدأتها في عام 2017 بشراء موقع التسوق الإلكتروني “سوق دوت كوم” مقابل 580 مليون دولار. وهو الانطلاقة الفعلية التي تتم من خلاله عمليات التسوق من داخل مصر. ومن المتوقع أن تتوسع خطتها الاستثمارية بعد إنشاء موقعها الإلكتروني المرتقب خلال الفترة القصيرة المقبلة.

فرص عمل

أعلنت شركة أمازون عن احتياجها لمجموعة من المتخصصين في عدد من المجالات ومنها. متخصصون مبيعات ومهندسون في مجال الأنظمة، ومديرو حسابات، ومشرفي أعمال.
وبلغ عدد الوظائف الشاغرة المعلن عنها نحو 85 وظيفة في نحو 15 تخصصا نتيجة توسعها الأخير في مركزها اللوجيستي الذي يعتبر الأول من نوعه في أفريقيا.

وفتحت الشركة المجال أمام البائعين الراغبين في تسجيل أنفسهم لديها في “إدارة الأعمال”. ولن تحرم البائعين المسجلين على موقع سوق من مواصلة العمل معها تحت المظلة الجديدة والموحدة باسمها مستقبلاً.

أمازون وسوق دوت كوم
أمازون وسوق دوت كوم

وعن أعداد العاملين في شركة أمازون داخل مصر. فقد رصدت آخر بياناتهم عن وجود نحو 3 آلاف موظف ضمن نحو 80 ألف موظف حول العالم.

عوائد توسع أمازون على الاقتصاد المحلي

التوسع الذي تقوم به شركة أمازون في مصر له عوائد مباشرة على الاقتصاد المحلي. منها ضخ استثمارات تقدر بنحو مليار جنيه ما ينعش السوق إلى حد كبير. كما أن إدارتها أعلنت عن تركيزها في عملها على المنتج المحلي فضلا عن توفيرها لنحو 3 آلاف فرصة عمل ومرتقب إضافة إلى المزيد من الموظفين مع التوسع وكلما اقتضت الحاجة ذلك.
والشركة تستهدف تعزيز التجارة الإلكترونية. ما يزيد إلى حد كبير من حجم المتاح من احتياجات المواطنين.

وقال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن الحكومة تعمل على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتذليل جميع العقبات التي قد تحول دون ذلك.

وأضاف: السوق المصري واعد وبه فرص كبيرة مطروحة أمام رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار من مختلف أنحاء العالم على غرار ما تقوم به أمازون.

وأكد رئيس الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رونالدو مشحور. أن السوق المصري يعتبر الأهم للشركة في إفريقيا. وأنهم ملتزمون بتعزيز ودعم الاقتصاد المصري وجلب أفضل الابتكارات اللوجستية إلى مناطق عملهم. معتبراً أن ذلك ينهض إلى حد كبير بالتجارة الإلكترونية الواعدة في الوقت الراهن والمستقبل القريب.

المدير العام للشركة في مصر، عمر الصاحي. اعتبر أن أمازون ستعمل على الاستثمار في البنية التحتية والخدمات والتكنولوجيا بشكل عام. بالإضافة إلى دعم الشركات الصغيرة ومساعدتها على التوسع من خلال منصتها الإلكترونية، وكلها خطوات تتوافق مع ما تستهدفه الحكومة المصرية.

ومن المتوقع أيضاً أن يكون للشركة دور داعم وقوي في مسار التحول الرقمي في مصر. من خلال الاعتماد على العمليات التي تتم بمستودعاتها. فضلا عما قدمته من زيادة في السعة التخزينية لتلك المستودعات في مدينة العاشر من رمضان.

أداء أمازون سيحدد حجم المكاسب

الخبير الاقتصادي، دكتور شريف الدمرداش. يرى أن أداء أمازون هو الذي سيحدد إن كان هناك مكسب حقيقي لمصر اقتصادياً أم أن الخسائر ستكون أكبر من تلك العوائد قائلاً: في حال توجهت أمازون للصناعة المحلية وربطتها بالمعايير الدولية ستكون هناك إضافة كبيرة للاقتصاد المصري. بينما توجهها للاستيراد قد يخرب السوق المحلي ويضر بالتصنيع.

شركة أمازون
شركة أمازون

وعبر الدمرداش عن أمله. أن تعمل أمازون من خلال تواجدها في مصر على تجويد الإنتاج المحلي. مؤكداً أنها درست الوضع في مصر جيداً قبل الاقدام على تلك الخطوة ولابد أنها تدرك حجم التحديات التي قد تواجهها وتلمس أيضاً إمكانية تحقيق المكسب، كما أنها ستنعش التجارة الالكترونية بشكل عام.

وقال الخبير الاقتصادي، دكتور خالد الشافعي. إن أمازون سيكون لها دور في التحول الرقمي. باعتبارها شركة تجارية في المقام الأول وستعزز كل الطرق التي تضيف لها مالياً.

واعتبر الشافعي أن أمازون ستعمل على دعم صغار المصنعين بما يتوافق مع خطة الدولة الرامية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير أدوات التوزيع والتسويق الأمثل للشركات المحلية على الصعيد الداخلي والعالمي.

مصر.. أول مراكز “أمازون” اللوجستية

ويبرر الخبير الاقتصادي، خالد الشافعي. اختيار أمازون لمصر لتكون أول مركز لوجستي لها في أفريقيا. بتعداد السكان في مصر بشكل كبير. فالقوة الشرائية -بنظره- صاحبة الكلمة العليا في هذا المشهد، ومصر من الأسواق الاستهلاكية الكبرى.

ويؤكد الشافعي أن مساحة مصر وعدد سكانها. أحد أهم أسباب اختيارها. بالإضافة لكونها بوابة أفريقيا. وتسهل إلى حد كبير وصول السلع منها لأي دولة إفريقية أو عربية. كما أن لتعميم اتفاقية التجارة الحرة مع أفريقيا في 2019 دورا كبيرا في هذا الاختيار.

واعتبر الخبير الاقتصادي. أن لمصر مجموعة من المميزات الأخرى. ومنها بنيتها التحتية القوية وشبكة الطرق العملاقة. فضلا عن ربطها للمحافظات. فنجد هناك ربطا بين العاشر من رمضان ومحور قناة السويس والمجرى الملاحي الجديد ومساعي توطين الصناعات كلها أمور جاذبة.

بينما يرى الخبير الاقتصادي، شريف الدمرداش. أن مصر تقع في مركز متوسط من العالم العربي والشرق الأوسط وأفريقيا لذلك تكاليف النقل والتخزين أقل. قائلا: المستثمر صاحب مال ويبحث عن الأماكن التي تضاعف من ثروته فلا يغامر ببداية كبيرة في مكان دون التأكد من قدرته على تحصيل أضعافها وتحقيق مكاسب مؤكدة من ورائها.